| قيل عنها بأنها بنت أفعى |
| حيةٌ في سباسب الأرض تسعى |
| تكتسي حلَّةٌ من المخمل الناعـ |
| ـم؛ دوماً وفي الحدائق ترعى |
| ويراها الراءون تمشي الهوينا |
| في هدوء تحاذر الناس جمعا |
| وتغني في سيرها وخطاها |
| إنها بالغناء تطرب سمعا |
| هي فتانة المظاهر والأشكـ |
| ـال، جذابة، كما هي تدعى! |
| فلها في الحياة لحن... إذا شاءت |
| أفاض السرور... أو سحَّ دمعا! |
| * * * |
| ولها في النضال شأن عجيب |
| يصرع النابه المحنك صرعا! |
| بل لها أدمع ترقرقها العينـ |
| ـان إن صادفت جفاء ومنعا |
| بل لها حكمة تشوب دهاء |
| يتحاشى إبليس لقياه روعا |
| لا ترى في طريقها غير ورد |
| كلما يمَّمَت بلاداً وصقعا |
| لا ترى غير من يقدمها بل |
| يفتديها بالروح والنفس طوعا |
| * * * |
| قد أُشيدت لها التماثيل في الشر |
| ق، وفي الغرب؛ ليس ذلك بدعا |
| إنها في جوانب الشرق قد لاقـ |
| ت لها مرتعاً خصيباً ومرعى |
| وهي في الغرب مثل سيف صقيل |
| أصلتوه، فجاء يلمع لمعا.... |
| في ضفاف (التاميز) و (السين والرين) |
| لها الاقتدار يمتاز صنعا |
| ثم (روما) ويا لصولة (روما) |
| إن (روما) لها السوابق قطعا |
| * * * |
| أفليس (الرومان) من عبدوها |
| كم أذاقوا من أجلها الناس قمعاً! |
| إن (يوليوس) مثل (نيرون) كلٌّ |
| منهما صدَّع الملك صدعا |
| (ميكيافيل)
(1)
الشهير ذكراً لقد |
| صير من (ظلمها) نظاماً وشرعا! |
| إن (روما) بالأمس واليوم قد كا |
| ن لها في شرورها شر مسعى |
| * * * |
| هكذا هكذا يقولون عن تلك |
| التي لا عهودها اليوم ترعى! |
| إن هذي الفتاة تنفث سحراً |
| للبرايا... لأنها بنت أفعى! |
| * * * |
| يا خليلي! -وقد سمعت الذي قالوه |
| عنها- قد فاق وصفاً ونوعا |
| هذه البضَّة اللعوب لا تعرفها؟ |
| قال لي: (السياسة) طبعا! |