شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الحفل الكريم
السيدات الكريمات والسادة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أمسيتنا اليوم متفردة، تجمع في جنباتها من الإيمان نفحات، ومن الأفئدة نجويات، ومن الإنسانية همسات. هي شدو تمتزج فيه سكينة القلب بصخب العقل، وهدير المشاعر، أمسيتنا اليوم من القلوب وإليها، والقلوب آنية الله في أرضه، ومحطات الإيمان، وأوطان الهدى وسكنى المحبة، وبيوت الحكمة والتدبر. كما أنها العقول التي تنير لنا الطريق فنبصر، والأفئدة التي نضمها في حنايانا مع عواطفنا فنشعر، والبصائر التي هدانا بها الله جل في عليائه. قال تعالى في كتابه الحكيم أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج: 46).
الليلة نستنطق الأمل من "حكيم" جعل من مشاعره في مهنته مداداً، ومن عقله لها معيناً، وصبَّها أصابعَ تنضح شغفاً وحباً بالإنسان الذي كرمه الله جل جلاله، وجعله غاية الحياة ومنطلقها، ضيفنا الكريم هو حبيب القلوب، وطبيبها، له من علو الكعب في تخصصه ما جعل نجمه يسطع، وصيته يعلو في معاقل الطب العالمية، سار على خطى علماء العرب المسلمين الأولين وأطبائهم الذين شقوا دروب العلم والمعرفة، وعاد بنا إلى أمجاد ابن سينا وابن البيطار والبيروني وابن النفيس، ووصل مع السير بيتر مدوّر عالم المناعة والحائز على نوبل في عام 1960، والدكتور مجدي يعقوب الذي طور صماماً للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، إلى عاليات الذرى. كُتب وقيل عن مسيرته وإنجازاته الشيء الكثير، لا تبدأ بأنه الأجنبي الأول الذي تخرج من جامعة هارفارد وزارها أستاذاً، ولا بأنه أول جراح عربي يقوم بعملية زراعة قلب، ولا تنتهي بأنه أطلق جائزة مالية سنوية للأبحاث الطبية يدفعها من جيبه الخاص.
عُرف عن ضيفنا الكبير، ولاؤه ومحبته لوطنه وشعبه، رغم أنه وُلد وتربى خارجه، واشتُهر بصمْته وابتعاده عن الأضواء والنجومية، رغم أنه أهل لها. أتقن لغة سرية مكنته من التواصل مع مرضاه، يمكن أن نطلق عليها لغة المشاعر الإنسانية، ويسميها لغة "الحكمة". حطم صورة الطبيب النمطية، واستبدلها بصورة أخرى اجتمع فيها الإنسان، برجل العلم، وبالشاعر، ولا غرو، فقد ترعرع في بلاد الرافدين، وتنفس من إبداعات الجواهري، والبياتي، والرصافي، والسيّاب، والحيدري، وغيرهم..
أكتفي بهذا القدر، راجياً أن نحسن الإصغاء لمن أبدع الإنجاز، ودعونا نغرسه ضوعاً جديداً في حدائق وطننا، ووساماً حقاً نعلقه على صدورنا، ونقول له طوبى للقلوب التي تشفي وتُشفى.
قبل أن أنقل لاقط الصوت، يطيب لي أن أرحب باسمكم جميعاً بضيفة أمسيتنا القادمة الأديبة السعودية المعروفة أميمة الخميس التي أسهمت في إثراء الساحة الثقافية بعدة روايات ومجموعات قصصية تُرجمت بعضها إلى عدة لغات، بالإضافة إلى حضورها الإعلامي من بوابتي الزوايا والمقالات الصحفية.
فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير. طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: الآن الكلمة لمعالي الأستاذ الدكتور رضا محمد سعيد عبيد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج