شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في الوقت الضايع
الاثنينية.. وابن الوز عوام (1)
علي محمد الرابغي
لم تكن صالوناً أدبياً.. إلا أنها كانت صالوناً مختلفاً في مبناه.. ومعناه.. فلم تقم على المناقشات المفتوحة لحضورها من الأدباء والمفكرين والشعراء والكتاب والصحفيين في طروحات.. محددة.. وآنية.. أو ذات علاقة بما يدرج على الساحة الفكرية والأدبية.
وإنما أراد لها صاحبها الأستاذ عبد المقصود خوجه.. كما جاء في مقدمته للجزء الأول.. (من كتاب الاثنينية). والتي قدر لها أن تقع في 10 أجزاء مجلدة.. وهذا.. في حد ذاته يمثل ضخامة وحجم المجهود.. الذي بذل.. وأنه لجهد رائع وثمين.. ولست هنا لأصدر عن نظرة كمية يستأثر فيها الرقم بالمكانة.. ويرصد البعد القيمي لها.. وإنما أقف احتراماً للمحتوى الكيفي.. وقد كنت شاهد الإثبات لبعض ذلك الجهد الذي تسربل بقدر كبير من الإيجابية ومصداقية الفعل والحركة الواعية.. والمؤثرة. فالاثنينية جاءت لتقوم بدور أشبه بالراصد (للسيرة الذاتية) لعدد كبير من الرواد الذين لعبوا دوراً في تشكيل قالب وهيكلة البناء الثقافي والفكري والفني.. في هذه البلاد.. التي تتبوأ مكانتها النورانية والنيرة.. كمشكاة.. كانت وما زالت مصدر الإلهام.. ومهبط الوحي ومهوى الأفئدة.
ابن الوز عوام:
ويرصد الجزء الأول من هذا العمل الثقافي الجيد والقيم.. معلومة جديدة على جيلي ومن يليه ليؤكد حقيقة الدور الذي لعبه والد الأستاذ عبد المقصود.. وكيف أن هذه الفكرة لم تكن عفوية أو وليدة خاطر.. مبتكرة.
جدة مدينة الوسط الثقافي:
وإنما هي كما يقول الابن البار (صاحبها): وعندما دار الزمن دورته واستقرت بي أيامي في (جدة) مدينة الوسط الثقافي.. على حد وصف أحد المثقفين لها.. احتواني الماضي مجدداً.
إلى أن يقول: فكان لقاء الاثنين.. فلم تكن الفكرة شخصية بقدر ما كانت استلهاماً لتلك الصباحيات والأمسيات (إشارة لما كان يرى في منزل والده يرحمه الله).
هذه الاثنينية:
الاحتفاء والاحتفال بواحد من طلائع تلك الشخصيات الأدبية المعاصرة التي أسهمت بجهد بارز في الحياة الأدبية.
ثم خرجت من دائرتها الإقليمية إلى محيطها العربي والإسلامي.
سمة الاثنينية:
.. ما طرح إنما هو تعبير عفوي عن أصحابها لا يحمل أي معنى توجيهياً أو اختيارياً (من قبل صاحبها).
ولا يحمل وجهة نظره.. إنما تحمل النصوص أفكار أصحابها.
وبعد:
فلقد نجحت الاثنينية بكل المقاييس والمعايير.. وإن لم يكن لها فضل فيكفيها أنها جاءت.. لتضع ذاكرة جديدة وحاوية موضوعية.. استغلت إمكانات العصر.. الطباعة المقروءة والمسموعة والمرئية.. لتحتوي في صدق وأمانة ونزاهة وموضوعية وعفوية وتلباثية وتلقائية.. ترجمة ذاتية لسير أولئك الأفذاذ.. وصانت فكرهم وأدبهم.. وحياتهم العامة والخاصة.. التي أصبحت حقاً مشاعاً من حقوق التاريخ.. ومن مواده الناطقة.. من أن يطمسها الثرى ويواريها خلفه.. لتكون طعماً للدود.
لقد أحسست بأستاذنا الكبير عبد القدوس الأنصاري يدرج أمامي.. وكأنه يقلب صفحات المنهل.. وعادت الاثنينية.. إلى ذلك المكتب المتواضع في عمارة باخشب. وفي مطابع الأصفهاني.. حيث كان أستاذنا عبد المجيد شبكشي يمارس الاحتراق العلني.
وكذلك.. تسلل إلى داخلي صوت بابا طاهر (يا أطفالي الصغار) نداء أبوي منقوع في ماء المحبة والأبوة..
وارتعدت فرائصي واشرأب وجداني وحسي.. وأنا أنصت للفحولة مبنى ومعنى.. لشاعر العربية الكبير عمر أبو ريشة.. ينطلق من جنبات الحرم.. ومن شعاب مكة تردد معه.
يا ابن عبد العزيز والتفت العز.. وأصغى وقال من ناداني.
حقاً إن الاثنينية من خلال 8 سنوات.. إنما قامت بعمل ثقافي كبير. قد لا تدرك أثره ومكانته وقيمته.. إلا في قابل الأيام..
والتاريخ وحده.. سوف يكون الشاهد الحقيقي والمقيم لهذه المبادرة، شكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه.
وشآبيب الرحمة نستمطرها على أولئك الذين غادرو.. مواقعهم المؤثرة والمتقدمة.. وظلوا علامات بارزة على طريق الأدب والثقافة.. ودخلوا.. في محيط التراث وفي منجمه.. ودعاء بأن يجود الله على الأحياء بفيض من توفيقه ومنته ليواصلوا المشوار.. لرفعة مكانة هذه البلاد المقدسة..
سامقة عالية.. والله أكبر ولله الحمد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :770  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.