شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عالم بلا حدود
أعمال الشامي (1)
فاروق لقمان
((شعر السيد أحمد محمد الشامي واسع الآفاق مترامي الأهداف كثير المعاني والمضامين والأهداف، وفيه كل ترفّع عن الصغائر والكلمات النابية التي تخدش الحسّ والحياء. فجاء شعره عذباً سلسبيلاً يبل الصدى ويروي الغليل. وبكلمة نقول إن شعره في الأساس نتاج موهبة فذّة صقلها بالمران المتواصل والعطاء الجاد. وبالتالي استحقَّ أن يقترن اسمه مع كبار الشعراء في الوطن العربي وليس في اليمن فقط)).
من مقدّمة الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ناشر ديوان ((الأعمال الكاملة)) للشاعر اليمني أحمد محمد الشامي في ثلاثة مجلّدات شملت قصائد أحد كبار شعراء العربية في القرن الحالي.
وقد شملت الأعمال قصائد الأستاذ الشامي منذ أن كان شاباً يافعاً في المملكة المتوكلية اليمنية ـ الجمهورية اليمنية حالياً، نظمها في صنعاء وفي سجن حجة المربع وفي عدن المستعمرة البريطانية التي لجأ إليها مع زملائه من أحرار اليمن الذين شكّلوا الجمعية اليمنية الكبرى منبراً لمطالبهم بالإصلاح الدستوري التي تكلّلت بحركة 1948 وقيام أول حكومة دستورية في اليمن لم يكتب لها البقاء أكثر من 26 يوماً. وكان لي شرف التعرّف على الأستاذ الشامي في منزل والدي رحمه الله وفي مخيم أبي الطيب أشهر نادٍ أدبي ثقافي عرفته المستعمرة حتى استقلال البلاد عام 1967. وما زلنا نلتقي في اثنينية الأستاذ عبد المقصود بين حين وآخر.
ولعلّ في مسيرة الأستاذ الشامي من طالب العلم المتحرق شوقاً للمعرفة خارج الحدود ثم الثائر الدستوري والمناضل السياسي ورجل الدولة الحكيم والدبلوماسي الهادئ الرصين أفضل طريق لدراسة شعره وأدبه ومسرحياته.
وقد أبدع الأديب الكبير الأستاذ قاسم بن علي الوزير في مقدمته الفخمة لهذا النتاج الضخم في تحليل شعر الشامي من خلال دراسة سيرته الحافلة فجاء بواحدة من أروع المقدّمات التي قرأتها باستمتاع، أكاد أقول إنه لا يقلّ عن افتتاني بشعر الأستاذ الشامي نفسه، ولولا ضيق المكان لأفضت في الاستشهاد بكثير مما كتبه في شرح شعر الشامي من حياته وأكثر.
فقد كان الرجلان نزيلين في سجن ((قاهرة حجة)) التي تحوّلت كما يقول الوزير إلى ((معقل من معاقل العلم ومصدر من مصادر الإشعاع العلمي والفكري والأدبي دفع الإمام أحمد ـ الذي هزم ثورة الدستور وتولى العرش بعد إعدام الإمام الدستوري عبد الله الوزير ـ إلى إرسال برقيته الشهيرة إلى نائبه قال فيها: ((ولقد اخترنا القاهرة داراً للتأديب لا كلية للآداب)) وكان يقصد العقاب حملاً على التأديب والاستقامة كما يراها أي للسجن.
كيف تحوّل السجن المعدّ للتأديب وهي كلمة شائعة حتى الآن في اليمن لتعني العقوبة ـ إلى معهد للآداب؟ ذلك يعود إلى تعدد المواهب التي زخر بها سجن القاهرة بعد نكسة ثورة الدستور ومن بينها الشامي والوزير أمد الله في عمريهما، وعشرات من العبقريات التي وئدت قبل أن تستكمل تفتحها لتنشر عبيرها فوق كل اليمن والعالم العربي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :802  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج