| مَضَى مِثْلَمَا يَمْضِي السَّحَابُ .. رَفِيقُهُ |
| لَدَى رَحَلاَتِ الْخَيْر .. والعزِّ .. والمَجْدِ |
| فَقَدْ عَاشَ رَفْرَافَ الْجِنَاحِ .. مُحَلِّقاً |
| كَمَا الطَّيْرِ.. فِي الْجَوِّ الْفَسِيحِ.. بِلاَ حَدِّ |
| يَجُوبُ بِلاَدَ الله .. بِالْكَوْنِ كُلِّهِ |
| مَرَاحاً وَمَغْدَى .. لاَ يُقَاسَانِ .. بِالْجَهْدِ |
| أَدَاءً لأهْدَافِ الرِّسَالَةِ صَاغَهَا |
| مِنَ الْقَلْبِ بالإيمَانِ .. صَادِقَةَ الْوَعْدِ |
| مَلِيكٌ .. أَطَالَ الله فِينَا حَيَاتَهُ |
| أَعَادَ إِلَى الإِسْلاَمِ سَالِفَةَ الْعَهْدِ |
| وَقَادَ سَرَايَا الْعُرْبِ خَفَّتْ رِجَالُهَا |
| فَسَارَ بِهَا بَنْداً تَآزَرَ بِالْبَنْدِ |
| فَكَانَ أَمِيناً لِلرِّسَالَةِ .. صَانَهَا |
| وَأَعْلَى بِهَا قَدْرَ المْفَاهِيمِ .. وَالْوَكْدِ |
| رَسُولاً عَنِ الشَّعْبِ السُّعُودِيِّ .. زَفَّهُ |
| مِثَالاً إلَى كُلِّ الشُّعُوبِ .. بِلاَ عَدِّ |
| حَفِيًّا بِأَقْدَارِ الْعُرُوبَةِ .. نَصَّهَا |
| حُقُوقاً .. بِطَاقَاتِ الْعُرُوبَةِ تَسْتَهْدِي |
| أَخِي عُمَرَ السَّقَّافِ .. فِي الْعُمْرِ بَاعَدَتْ |
| بِهِ بَيْنَنَا الأَيَّامُ .. قَامَتْ كَمَا السَّدِّ |
| أَتَذْكُرُ فِي بَيْرُوتَ .. إذْ كُنْتَ طَالِباً |
| فَتِيًّا .. لِقَاءَاتِ الْمَحَبَّةِ .. وَالْوِدِّ؟؟ |
| تَقُولُ: وَمَوْجُ الْبَحْرِ يَلْعَبُ جَنْبَنَا |
| عَلَى الرَّمْلَةِ الْبَيْضَاءِ .. بِالْجَزْرِ .. بِالْمَدِّ |
| عَشِقْتَ عُيُونَ الْعِزِّ غَرَّاءَ .. دُونَهَا |
| مَسَارٌ طَوِيلٌ .. لا يُنَالُ بِلاَ كَدِّ |
| كَمَا هِمْتَ بالْمَجْدِ الْعَرِيضِ مُرَدِّداً |
| صَدَاهُ بِسَمْعِ الْكَوْنِ .. يَزْأَرُ كَالأُسْدِ |
| وَأَحْبَبْتَ أَلْوَانَ الْفُنُونِ جَمِيلَةً |
| مِنَ الشِّعْرِ .. لِلأَلْحَانِ .. دُنْيَا بِلاَ بُعْدِ!! |
| لَقَدْ سِرْتَ فِي الدَّرْبِ الطَّويلِ .. مُزَوَّداً |
| بِعَزْمٍ فَتِيٍّ .. رَاسِخَ العَزْمِ .. وَالأَيْدِ |
| فَأَصبَحْتَ ملء الكَونِ سَمعاً .. وطلعةً |
| وبتَّ مع الأقطابِ .. ندًّا لَدَى نِدِّ |
| وَأَضْحَيْتَ في دربِ السِّيَاسَةِ .. حَادِياً |
| تصولُ بِرَأْي الفيصلِ الْقَاطِعِ الْحَدِّ؟ |
| لَكَ الله .. فِي مَثْوَى الْجِنَانِ .. أَتَيْتَهَا |
| شهيداً بساح الواجبِ السَّامِق الصَّلْدِ |
| فَقدْنَاكَ فِي اليوم العصيبِ .. مُجَلِّياً |
| خَطيباً تَصدَّى .. أَو تَهَيَّأَ لِلرَّدِّ |
| تُصَاوِلُ بُهْتَان الضَّلاَلَةِ .. بَاطِلاً |
| لَدَى كُلِّ مُرْتَدٍّ .. يَلُوذُ بِمُرْتَدِّ |
| فإن يبتئس .. أو يأْسُ أَهلوك مثلنا |
| فإنَّ قضاء الله أرحمُ لِلْعَبْدِ |
| هُوَ الموتُ: بَعْثٌ لِلْحَيَاةِ مَصُونَةً |
| بِذَاكِرَةِ الأيَّامِ .. تَخْلُدُ بِالضِّدِّ!! |
| حَنَنْتَ على طُولِ المَدى .. بعدَ فُرْقَةٍ |
| إلىَ طَيْبَةٍ أمِّ الْمآثِرِ .. وَالْحَمْدِ |
| فَجِئْتَ إليها اليومَ يَحْمِلُكَ الرَّدَى |
| وَأَكْبَادُ أحبابٍ تَذوبُ منَ الْوَجْدِ!! |
| أَحِبَّاءنَا الْمَاضِينَ فِي الدَّرْبِ قَبْلَنَا |
| رِفَاقَ الصِّبَا .. وَالْعُمْرُ فِي عُمرِ الْوَرْدِ |
| لَقَدْ عُدْتُ فِي الدَّرْبِ الطَّويلِ .. تَثَاقَلَتْ |
| خُطَايَ بِهِ .. تُدْنِي الْمَسَافَةَ لِلَّحْدِ |
| أَكَادُ بِهِ .. لَوْلاَ بَقِيَّةَ رُفْقَةٍ |
| مِنَ الصَّحْبِ .. أَحبَاباً |
| أَسِيرُ بِهِ .. وَحْدِي!! |