| وَمَضى الفَيْصَلُ الْعَظِيمُ الْمُسَمَّى |
| وَالْمَعاني أَغْلَتْ بِهِ مَعْنَاهَا
(1)
|
| لِلْمَرَامِي بَعيدَةً.. يَتَحَرَّى |
| مَا تَرَامَى مِنْهَا.. وَمَا دَانَاهَا |
| هَادِفَ الرَأْي.. لَمْ يُسَدِّدْهُ لِلْقَصْدِ.. |
| سِهَاماً إلاَّ إلى مَرْمَاهَا |
| لَيْسَ مِنْ هَمِّهِ الكِيَانُ كَبِيراً |
| إنَّمَا هَمُّهُ الْكِيَانُ: اتِّجاهَا
(2)
|
| أدْرَكَتْ سِرَّهُ القُلُوبُ اكْتِناهاً |
| وَوَعَتْ جَهْرَهُ الْعُقُولُ نِزَاهَا |
| * * * |
| أيُّهَا الرَّامِقُ الْجَزِيرَة.. كَوْناً |
| وَاحِداً حَضَّهَا.. وَحَاطَ مَدَاهَا
(3)
|
| قِفْ عَلَى سَاحِهِ الْمَدِيدِ.. وَرَتِّلْ |
| آيةَ الْحَمْدِ.. مَا عَسَا مَنْ تَلاَهَا |
| فالْمَيَامِينُ قَدَّسُوهُ.. وَأَصْفَوْهُ |
| قُلُوباً مَفْتُوحَةً.. فَا صْطَفَاهَا |
| في جِوارٍ أَغْلَى الْجِوَارَ عَزِيزاً |
| فَوْقَ أَرْضٍ.. تَوَحَّدَتْ بِثَرَاهَا |
| عَرَبيَّ التُّرَاثِ.. في مُنْتَماهُ |
| ذَهَبيَّ الإِسْلاَمِ.. في مُنْتَمَاهَا |
| صَاغَهَا الْحَيُّ لِلْحَيَاةِ مَرَاداً |
| وَمَضَاءً لِمُكْتَوٍ بِلَظَاهَا
(4)
|
| فَصَغَتْ لِلْبَنِينَ.. أَيَّانَ كَانُوا |
| مُنْذُ أَنْ فَارَقُوا حُشُوداً حِمَاهَا |
| وَأَشَادُوا مِنَ الْعُرُوبَةِ جِسْراً |
| لَمْ يُهَدِّمْهُ.. في الْمَدَى.. مَا عَرَاهَا |
| فَلَقَدْ رَشّهُ.. وَوَطَّدَهُ الأَصْلَُ |
| قِوَاماً.. قَرَابَةً.. صَاحَبَاهَا |
| مُذْ أَحَاطَتْ بِهِ الْجَزِيرَةُ كَوْناً |
| لَمْ يُفَرِّقْ أَبْنَاهُ عَنْ أبْنَاهَا |
| تَلْتَقي عِنْدَهُ الْعُرُوبَةُ عِرْقاً |
| نَسَباً أَمَّهَا.. بِهِ أَنْمَاهَا
(5)
|
| وَلِسَاناً قَدْ صَانَهُ اللَّهُ أَغْلاَهُ: |
| كِتَاباً.. وَسُنَّةً أَعَلاَهَا |
| وَدِماءً.. تَغْلُو.. لِتَرْخُصَ بَذْلاً |
| وَفِدَاءً إذا الفِدَاءُ دَعاهَا |
| فَتَلاَقَتْ في يَوْمِهَا الأَكْبَرِ |
| الْيَوْمَ.. دِمَاءٌ تَمَازَحَتْ أَشْبَاهَا |
| إذْ تَنَادَتْ أَعْرَاقُهَا مِنْ قَرِيب |
| مِنْ بَعيد.. والتَّلْبِيَاتُ نِدَاهَا |
| فاسْتَقَامَتْ بِالدَّرْبِ نَهْجاً سَوِيًّا |
| قَدْ تَحَدَّى الْيَهُودَ يَوْمَ لِقَاهَا |
| وَأَقَامَتْ بِالأَصْلِ ((وَحْدَةَ)) أَرْضٍ |
| رَفَعَتْ بِالدِّمَاءِ فِيهَا لِوَاهَا |
| * * * |
| قُلْ لِمَنْ مَانَ.. وَاسْتَرَابَ.. وَمَا زَالَ مُثِيراً ضَغِينَةً وَاشْتِباهَا
(6)
|
| أفَكَانَتْ دُنْيَا الْعُرُوبَةِ لَوْلاَ |
| رُوحُ إسْلاَمِهَا الَّذِي أَغْنَاهَا |
| فَعَلَى مَفْرَقِ الزَّمَانِ قُرُوناً |
| لَمَّ أشْتَاتَهَا.. وَضَمَّ قُوَاهَا |
| فَافْتَدَتْهُ بِعُمْرِهَا.. واجْتَبَتْهُ |
| دِرْعَهَا الصُّلْبَ في الخُطُوبِ وَقَاهَا |
| إنَّها أُمَّةُ الْجَزِيرَةِ.. كَوْناً |
| وَكِيَاناً.. صَانَتْهُما بِدِمَاهَا |
| وَبإِيمَانِهَا الْقَوِيِّ رَعَتْهُ |
| فَرَعَاهَا مُذْ صاغَهَا.. وَبَراهَا |
| عَاشَتِ الْعُمْرَ.. خَيْرَهُ.. |
| بَيْنَ أرْهَاءِ هَوَاهُ سَعِيدَةً بِهِوَاهَا
(7)
|
| لَمْ تُفَرِّقْ يَوْمَ اللِّقَاءِ.. |
| تَوَالَى عَرَبِيًّا.. بَيْنَ المَسِيحِ وَطَاهَا |