| يَا أَخَا الدَّرْب.. هَاجَهُ مِنْهُ مَا هَاجَ فُؤَادي.. صَبَابَةً.. أَصْلاَهَا |
| بَيْنَ وَجْدٍ مُرَقْرَقِ الْوَجْدِ طُيُوفُ الذِّكْرَى.. وَمَا أَحْلاَهَا |
| وَهُيَامٍ مُؤَجَّجِ الشَّوْقِ.. أذْكَتْهُ تَباريحُهُ.. وَمَا اَقْسَاهَا
(1)
|
| إنَّنِي.. إنَّنِي إِلَيْهَا مِنَ اللَّهْفَةِ.. حِسٌّ قَدْ تَاهْ بَيْنَ رُؤَاهَا |
| عِشْتُ أَهْوَاءَهَا طَوِيلاً.. وَقَدْ عُدْتَ خَيَالاً في جَوِّهَا.. وَجَوَاهَا |
| أَفَأنْسَى.. بالأَمْسِ.. مَا كَانَ؟ هَيْهَاتَ !! فَلاَ كَانَ وَاجِدٌ يَنْسَاهَا |
| بَاعَدَتْنِي الأَيَّامُ عَنْهَا.. عَلَى غَفْلَةِ نَفْسٍ.. شَيْطَانُهَا أَغْوَاهَا |
| وَأَرَتْنِي الأَعْوامُ.. طَالَتْ.. مَدَى الفَقْدِ.. مَدَى جَدْبِها وَطُول شَقَاهَا |
| قَدْ تَوالَتْ عَسْرَاءَ بالشَّظَفِ الشَّاحِبِ.. أضْنَتْ وِجْدَانَنَا لأَوَاهَا
(2)
|
| واسْتَسَرَّتْ فِي مُهْجَةِ الْغَيْبِ تَسْتَامُ هَبَاءً مِنْ بَعْضِهَا دَعْواهَا
(3)
|
| فَلَو انزاحَ مَا مَضَى.. مُسْتَعَاراً لأَذَقْتُ النّوىَ مَرِيرَ نَوَاهَا |
| بَيْدَ أَنِّي وَقَدْ لَقِيتُ عَزِيزاً مِنْ عِزازِ الآمَالِ.. فِي مَلْقَاهَا |
| غَيْرَمُلْقٍ فِي سَاحِها الرَّحْبِ.. فِي يَوْمِيَ.. بَالاً لِلأَمْسِ.. فِي مَجْرَاهَا |
| * * * |