الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

جوابه عن أحكام المعارف التي يشتغل بها ذوو العلم

3 ـ وسألتُم ـ رحمنا الله وإياكم ـ عن طلب العلم، وهل الآداب من العلم ـ تعنون النحو واللغة والشعر ـ، وعن طلب الاشتغال بروايات القراء السبعة المشهورين ⁽¹⁾ على اختلاف ألفاظها وأحكامها، وعن قراءة الحديث، وعن مسائل؛ فنعم ـ وفقنا الله وإياكم لما يرضيه ـ:

أما الاشتغال بروايات القراء المشهورين السبعة وقراءة الحديث وطلب علم النحو، واللغة، فإن طلب هذه العلوم فرضٌ واجب على المسلمين على الكفاية.. بمعنى أن من قام بطلبها حتى يعم بعلمه تعليم من طلبها أو فتيا من استفتاه فيها من أهل بلده أو قريته؛ فإذا قام بذلك من يُعْنَى بهذا القدر سقط فرض طلبها حينئذٍ عن الباقين.. إلا ما يخص كل إنسان في نفسه فقط؛ فالذي يلزم كل إنسان من حفظ القرآن فهو أم القرآن وشيء من القرآن معها ولو سورة أي سورة كانت أو أي آية؛ فهذا لا بد لكل إنسان منه.

ثم طلب علم القرآن واختلاف القراء السبعة فيها وضبط قراءتهم [243 ب] كلهم: فرض على الكفاية، وفضل عظيم لمن طلبه إن كان في بلده كثير ممن يُحْكِمه، وأجر جزيل، قال عليه السلام: خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه ⁽²⁾: فكفى بهذا فضلاً.. وقد أمر عليه السلام بتعليم القرآن ⁽³⁾؛ فمن تعلمه فهو خير.. ولو ضاع هذا الباب لذهب القرآن وضاع ⁽⁴⁾، وحرام على المسلمين تضييعه، وذهابه من أشراط الساعة، وكذلك ذهاب العلم.

وأما النحو واللغة ففرض على الكفاية أيضاً كما قدمنا؛ لأن الله يقول وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [سورة إبراهيم/4] وأنزل القرآن على نبيه عليه السلام بلسان عربي مبين؛ فمن لم يعلم النحو واللغة فلم يعلم اللسان الذي به بَيَّن الله لنا ديننا وخاطبنا به، ومن لم يعلم ذلك فلم يعلم دينه، ومن لم يعلم دينه ففرض عليه أن يتعلمه، وفرض عليه واجب تعلم النحو واللغة، ولا بد منه على الكفاية كما قدمنا.. ولو سقط علم النحو لسقط فهم القرآن، وفهم حديث النبي [صلى الله عليه وسلم].. ولو سقط لسقط الإسلام، فمن طلب النحو واللغة على نية إقامة الشريعة بذلك، وليفهم بهما كلام الله تعالى وكلام نبيه [عليه الصلاة والسلام]، وليفهمه غيره ⁽⁵⁾؛ فهذا له أجر عظيم ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد.. وأما من وسم اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل للنحو واللغة فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة، وحرام على المسلمين أن يستفتوه، لأنه لا علم له باللسان الذي خاطبنا الله تعالى به. وإذا لم يعلمه فحرام عليه أن يفتي بما لا يعلم؛ قال الله تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [سورة الإسراء/36] وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [سورة الأعراف/33]، وقال تعالى: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ [سورة النور/15] فمن لم يعلم اللسان الذي به خاطبنا الله عز وجل، ولم يعرف اختلاف المعاني فيه لاختلاف الحركات في ألفاظه، ثم أخبر عن الله بأوامره ونواهيه: فقد قال على الله ما لا يعلم.. وكيف يفتي في الطهارة من لا يعلم الصعيد في لغة العرب؟ ⁽⁶⁾، وكيف يتفي في الذبائح من لا يدري ماذا يقع عليه اسم الذكاة في لغة العرب ⁽⁷⁾ أم كيف يفتي في الدين من لا يدري خفض اللام أو رفعها من قول الله عز وجل: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [سورة التوبة/3]؟؟.. ومثل هذا في القرآن والسنة كثير.. وفي هذا كفاية.

فمن طلب علم النحو واللغة على النية التي ذكرنا فهو [244/أ] أعظم أجرٍ وأفضل علمٍ، ومن طلبهما ليكونا له مكسباً ومعاشاً فهو مأجور محسن، ولكن أجره دون أجر الأول، وفوق سائر الصناعات التي يُعاش منها؛ لأنه يُعَلّم الخيرَ، ويُبْقي آخر عالماً فيمن علم.. ومن طلبهما ليتوصل بهما إلى إقامة المظالم وإحياء رسوم الجور والتدريب في أحكام المكوس والقبالات والمخاطبة عن فساق الملوك بما يرضيهم ويسخط الله عز وجل: فقد خاب وخسر، وغدا في لعنة الله وراح فيها؛ لأنه ظالم، وقد قال الله: أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [سورة هود/18].

وأما علم الشعر فإنه على ثلاثة أقسام:

- أحدها: أن لا يكون للإنسان علم غيره فهذا حرام.. يُبيِّن ذلك قوله عليه السلام: لأن يُملأ ـ أو يمتلئ ـ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً ⁽⁸⁾.

- والثاني: الاستكثار منه فلسنا نحبه وليس بحرام، ولا يأثم المستكثر منه إذا ضرب في علم دينه بنصيب، ولكن الاشتغال بغيره أفضل.

- والثالث: الأخذ منه بنصيب، فهذا نحبه ونحض عليه؛ لأن النبي عليه السلام قد استنشد الشعر، وأنشد حسان [رضي الله عنه] على منبره عليه السلام. وقال عليه السلام: إن من الشعر حكماً ⁽⁹⁾، وفيه عون على الاستشهاد في النحو واللغة؛ فهذا المقدار هو الذي يجب الاقتصار عليه من رواية الشعر، وفي هذا كفاية، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وأما من قال الشعر في الحكمة والزهد فقد أحسن وأُجر.. وأما من قال معاتباً لصديقه، ومراسلاً له، وراثياً من مات من إخوانه بما ليس باطلاً، ومادحاً لمن استحق الحمد بالحق: فليس بآثم، ولا يكره ذلك.. وأما من قال هاجياً لمسلم، ومادحاً بالكذب، ومشبباً بحرم المسلمين: فهو فاسق، وقد بَيَّن الله هذا كله بقوله: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُنَ [سورة الشعراء/224].

والذي يجب على طالب العلم أن لا يقتصر على أقل منه من النحو، فمعرفة ما يمر من القرآن والسنة من الإعراب، ويكفي من ذلك كتاب الواضح ⁽¹⁰⁾ أو كتاب الزجاجي ⁽¹¹⁾، فإن زاد وأوغل حتى يُحكم كتاب سيبويه وما جرى مجراه فقد أحسن، وذلك زيادة في فضله وأجره.. وأما من اللغة فمثل ذلك أيضاً، ويجزئ عنه منه [244 ب] الغريب المصنف لأبي عبيد، فإن زاد وأوغل واستكثر من دواوين اللغة فقد أحسن وأجر.. ويجب ⁽¹²⁾ رواية شعر حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم، وما خف من مختار أشعار الجاهليين ومختار أشعار المسلمين.. غير مستكثر من ذلك، ولكن بقدر ما يتدرب في فهم معاني لغة العرب ومخارج كلامهم، وعلم الحساب والطب أيضاً من العلوم الرفيعة؛ فمن طلب علماً من ذلك لينتفع به الناس في القسمة والعلاج وحساب مقابلتهم فهو مأجور.. تعلم هذا المقدار فرض على الكفاية؛ إذ لو جهل هذا لضاع كثير من الدين كحساب الوصايا والمواريث ومعرفة البيوع وغير ذلك.. ومن طلبهما ليكتسب منهما فمأجور أيضاً، ومن طلبهما ليتوصل بهما إلى الظلم فآثم فاسق.

وأما معرفة قراءة الحديث ففرض على الكفاية بقوله تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [سورة التوبة/122].. ولا سبيل إلى التفقه في الدين إلا بمعرفة أحكام القرآن، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم (صحيحه من سقيمه، وناسخه من منسوخه، وما أجمع عليه مما اختلف فيه)؛ فهذا أفضل ما استعمل المرء فيه نفسه، وأعظم ما يحاول لأجره وأمحاه لذنوبه.. وقد قسم النبي [صلى الله عليه وسلم] هذا الباب أقساماً كثيرة كافية كما حدثنا القاضي حمام بن أحمد قال: نبأنا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي: نبأ أبو أحمد الجرجاني: نبأ محمد بن يوسف الفربري: نبأ محمد بن إسماعيل البخاري: نبأ محمد ⁽¹³⁾ نبأ حماد بن سلمة عن يزيد بن عبد الله، عن أبي بردة: عن أبي موسى: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مثل ما بعثني الله [به] من الهدى والعلم كمثل غيث كثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله تعالى به [الناس]؛ فشربوا وسقوا وزرعوا.. ⁽¹⁴⁾ وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ⁽¹⁵⁾؛ فهذا الحديث أيها الإخوة الأصفياء لو لم يأتنا غيره لكفانا؛ ففيه جماع طبقات الناس كما ترون.. والطائفة الأولى التي أنبتت الكلأ والعشب هم الذين فهموا معاني القرآن والحديث، وتدينوا بها وعلموها الناس.. والطائفة الثانية التي أمسكت الماء فشرب الناس منها فسقوا ورعوا هم الشيوخ الذين رووا لنا الحديث [245/أ]، وقيدوه، وعنوا به، وبلَّغوه إلينا؛ فأخذناه عنهم وإن لم يكن لهم فقه فيه، ولكنهم رضي الله عنهم أُجروا فينا أجراً عظيماً؛ لأنهم كانوا سببَ علمنا؛ فهم شركاؤنا في كل ما قيدنا وعلمنا مما أخذنا عنهم.. والطائفة الثالثة هي المعرضة عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم التي لا ترفع به رأساً، ولا تقبله إذا سمعته، ولا تعنى به ولا تطلبه.. كما أن تلك القيعان مر عليها الماء مراً كما دخل خرج؛ فمن استطاع منكم أيها الإخوة في الله عز وجل أن يكون من الطائفة الأولى النقية فليفعل؛ فحسب الواحد منا أن يكون في جملة من أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وإن لم يُمنح ذلك فليكن من الأجادب التي تمسك الماء، لعل الله ينفع بنا وبكم في ذلك ولو أن يموت أحدنا وهو مقيد بحديث النبي [صلى الله عليه وسلم] يشاهد مجالسه، طالب له، مستكثر منه؛ فأعيذ نفسي وإياكم بالله أن نكون من القيعان التي لا تمسك ماء ـ ولا تنبت كلأ.

وأما كتب الرأي فاعلموا أنها لا تحل قراءتها على معنى تقليد ما فيها والتدين به، ويكفي في هذا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [سورة النساء/59]؛ فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فحرام عليه أن يردَّ شيئاً مما اختلف فيه إلى قول عائشة وأم سلمة وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ومعاذ والعباس رضي الله عنهم أجمعين، وهؤلاء أفاضل الأمة وعلماؤها فكيف إلى قول أبي حنيفة وأبي سفيان ومالك والشافعي وأحمد وداود وأبي يوسف ومحمد وابن القاسم [رحمهم الله]؟!!. لأن من رد ذلك إلى غير القرآن وحديث النبي عليه السلام، فقد خالف ما أمره به تعالى في الآية المذكورة، ومن لم [يفعل] ما أمر الله تعالى به فقد عصى الله عز وجل ورسوله [صلى الله عليه وسلم]، واستحق أقبح الصفات، ولم يحكم بما أنزل الله عز وجل: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [سورة المائدة/47] وقد أخبرنا حمام بن أحمد قال نبأ عبد الله بن علي الباجي: نبأ محمد بن عبد الملك بن أيمن: نبأ أحمد بن مسلم: نبأ أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي: نبأ وكيع بن الجراح: عن هشام بن عروة، عن أبيه [245 ب]: عن عبد الله بن عمرو [رضي الله عنهما]: عن النبي عليه السلام أنه قال: لا يُنْزَعُ العلم انتزاعاً من قلوب الرجال، ولكن ينزع بذهاب العلماء، فإن لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فأفتوا بالرأي فضلوا وأضلوا ⁽¹⁶⁾، وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لم يزل أمر بني إسرائيل مستقيماً حتى فشا فيهم أبناء سبايا الأمم؛ فقالوا بالرأي، فضلوا وأضلوا ⁽¹⁷⁾.. وقد أخبرنا بهذا الحديث أيضاً حمام بن أحمد نبأ عبد الله بن إبراهيم: نبأ أبو أحمد، وأبو زيد المروزي كلاهما عن محمد بن يوسف الفربري: عن محمد بن إسماعيل البخاري: نبأ سعيد بن بليد: نبأ ابن وهب: ثني عبد الرحمن بن شريح، وغيره: عن محمد بن الأسود: عن عروة بن الزبير قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد إذ أعطاكموه انتزاعاً، ولكن ينتزعه بقبض العلماء بعلمهم؛ فيبقى ناسٌ جهال، فيُستَفتَون فيُفْتُونَ برأيهم؛ فَيضِلُّون ويُضِلُّون ⁽¹⁸⁾؛ فهذان عدلان جليلان ـ أبو الأسود ومحمد بن عبد الرحمن يتيم عروة، وهشام ـ شهدا على عروة، وشهد عروة على عبد الله، وعبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أبلغتكم.. وليس اختلاف الألفاظ بموجب تعليلاً في الرواية إذا كان المعنى واحداً فقط، فصح أن النبي [صلى الله عليه وسلم] كان إذا حدث بحديث كرره ثلاث مرات؛ فيؤديه السامع على حسب ما سمع في كل مرة.. فهذه صفة الرأي.

واعلموا رحمكم الله أني أقول إعلاناً لا أسره: إن تقليد الآراء لم يكن قط في قرن الصحابة رضي الله عنهم، ولا في قرن التابعين ـ ولا في قرن تابع التابعين.. وهذه هي القرون التي أثنى النبي [صلى الله عليه وسلم] عليها، وإنما حدثت هذه البدعة في القرن الر ابع المذموم على لسان النبي؛ ، وأنه لا سبيل إلى وجود رجل في القرون الثلاثة المتقدمة قلَّد صاحباً أو تابعاً أو إماماً أخذ عنه في جميع قوله؛ فأخذه كما هو، وتديَّنَ به وأفتى به الناس؛ فالله الله في أنفسكم.. لا تفارقوا ما مضى عليه جميع الصحابة أولهم عن آخرهم وتابعهم عن [متبوعهم]، وتابع التابعين أولهم عن آخرهم دون خلاف من واحد مهم: من ترك التقليد، واتباع أحكام القرآن وحديث النبي عليه السلام وروايته والعمل به؛ فاجتنبوا هذه [246/أ] الحادثة في القرن المذموم المخالفة للإجماع المتقدم، وبعد أزيد من مئتين وخمسين عاماً من موت النبي عليه [السلام]؛ فكل بدعة ضلالة.. فقد نصحت لكم، وأديت ما لزمَني في ذلك، وبقي ما عليكم؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة.. قالوا: لمن يا رسول الله؟.. قال: لله ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ⁽¹⁹⁾.. وإنما يجوز قراءة كتب الرأي على وجه أذكره لكم، وهو طلب ما أجمع عليه أئمة العلماء؛ فيتَّبع ويوقف عنده؛ لأن الله أمرنا في الآية التي تلونا بطاعة أولي الأمر منا، ولنعرف ما اختلف فيه العلماء؛ فيعرض على كتاب الله عز وجل، وعلى حديث النبي [صلى الله عليه وسلم]؛ فلأي تلك الأقوال شهد القرآن والسنه المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذنا به، ونترك سائر ذلك إن كنا نؤمن بالله واليوم الآخر؛ فهو أعرف بنفسه ⁽²⁰⁾؛ فعلى هذا الوجه يجب قراءة كتب الرأي، لا على ما سواه؛ فمن قرأها على هذا أُجر، وانتفع بها جداً.. وأما من قرأها متدنياً بها غير عارض لها على القرآن وحديث النبي [صلى الله عليه وسلم] فهو فاسق لعصيانه ما أمره الله تعالى به، ولأنه لم يحكم بما أنزل الله؛ فمن جمع إلى هذا استحلال مخالفة ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يعتقد صحته عنه عليه السلام لقول أحدٍ دونه، واعتقد أن هذا جائز فهو كافر مشرك مرتد عن الديانه، منسلخ عن الإسلام، حلال الدم والمال.. وروينا عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أنه قال: كل أحدٍ يدخل الجنه إلا من أبى.. قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟.. قال: من أطاعني دخل الجنه، ومن عصاني فقد أبى ⁽²¹⁾، ولا تحسبوا أني سَبَقْتُ إلى هذا القول، فمعاذ الله أن أقول ما لم يقله الله تعالى ورسوله [عليه الصلاة والسلام].. قال الله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً [سورة النساء/65] فأنا أقول: والله ما آمن من حَكَّمَ غير رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في دينه.

واعلموا أيضاً أن هذا الذي قلت هو رأي الشافعي ومالك وإسحاق بن راهويه: فإنه بلغني عن مالك رحمه الله أنه سأله سائل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في رجل قيل له: قال النبي [صلى الله عليه وسلم] كذا، فقال هو: قال إبراهيم النخعي كذا..؟ فقال مالك: أرى أن يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتل.. وبلغني عن الشافعي رحمه الله: أنه ذكر يوماً حديثاً عن النبي عليه السلام [246 ب] فقال له إنسان: يا أبا عبد الله: أتأخذ بهذا الحديث؟ فقال له الشافعي: أرأيتَ يا هذا عليَّ زُنَّاراً ⁽²²⁾ خارجاً من كنيسة؟ تسمعني أُحدِّث عن النبي صلى الله [عليه] وسلم وتقول لي: تأخذ به؟.. وما لي لا آخذ به إذا صح الحديث عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فهو ديني وقولي؟.

وذكر محمد بن نصر عن إسحاق بن راهويه أنه قال: من سبَّ رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، أو ترك صلاة فرضاً متعمداً حتى خرج وقتها بلا عذر، أو رد حديثاً مسنداً صحيحاً بلغه عن رسول [الله]: فهو كافر مشرك.

وقد سمعنا أصحابنا يحكون عن ابن القاسم رحمه الله: أنه كان لا يجيز بيع كتب الرأي، فسُئل عن ذلك؛ فأخبر أنه لا يدري أحق هو أم باطل؟. وأجاز بيع المصاحف وكتب الحديث؛ لأن الذي فيها حق؛ فكيف يظن جاهل لا يتقي الله عز وجل أن مالك بن أنس وابن القاسم يُلزمان الناس بتقليدهما وهما يقرَّان أنهما لا يعلمان أحقٌ ما أفتيا برأيهما أم باطل؟. وقد صح ما هو أغلظ من هذا، وهو أن مالكاً رضي الله عنه تمنى عند موته أن يُضرب بكل مسألة أفتى فيها برأيه سوطاً. وهكذا كان الأئمة الفضلاء قبل زماننا هذا المدبر رضي الله عنهم وعن الباقين، وفَاءَ بالجميع إلى طاعته، ووالله لقد خذل الله عز وجل أمة تدين بشيء تمنى قائله أن يضرب بالسياط ولا يقوله.

وأما ما ذكرتم من أمر قارئ هذه العلوم إن حضر بباله عند الاشتغال بها حب الرئاسة في الدنيا وطلب الظهور، وكيف إن كان معظم نيته هذا المعنى؛ فهذا مذهب سوء.. صح عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أنه قال: من تعلَّم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلَّمه إلا ليصيب به عرضاً لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة ⁽²³⁾. والحديث الصحيح الذي رويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: أنه يؤتى يوم القيامة برجل تعلَّم العلم وعلَّمه ـ وقرأ القرآن فأُتيَ به، فعرَّفه الله نعمه فعرفها.. قال: فما عملت فيها؟.. قال: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمتُه، وقرأت فيك القرآن.. قال: كذبت، ولكنك تعلّمت العلم ليُقال عالم، وقرأت القرآن ليُقال قارئ، وقد قيل.. ثم أمر به فسُحِب على وجهه حتى أُلقي في النار ⁽²⁴⁾ والحديث الصحيح عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أنه قال: إن الله تعالى قال: أنا أغنى الشركاء عن الشرك.. من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه ⁽²⁵⁾.

وفيما ناولني حمام بن أحمد، وأخبرني: أنه أخبر به العباس بن أصبغ: [247/أ] عن محمد بن عبد الملك بن ايمن: نبأ إسماعيل بن إسحاق القاضي ببغداد / نبا إسماعيل بن أبي أويس، نبأني أخي (يعني أبا بكر): عن سليمان بن بلال: عن إسحاق بن يحيى بن طلحة: عن ابن كعب بن مالك: عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ابتغى العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء، أو ليقبل بأفئدة الناس إليه فإلى النار ⁽²⁶⁾.. وهذه أحاديث في غاية الصحة، وأولاد كعب بن مالك ثقات كلهم، وهم ثلاثة مشهورون: عبد الله وعبد الرحمن وسعيد؛ فهذا أصلحكم الله وإيانا فتيا نبيكم عليه السلام، وكلام ربكم عز وجل؛ فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون؟ أم أي قول بعد قول الله تعالى وكلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تطلبون وتقرأون؟.. لا كفى الله من لم يكفه قول ربه تعالى، وقول نبيه عليه السلام؛ فالله الله عباد الله.. تداركوا أنفسكم بتصفية نياتكم في هذا الباب، وفي العمل المرغوب في الصلاة والصيام والصدقة، ولا تشوَّفوا في شيء منه قصداً لغير وجه الله تعالى؛ فوالذي لا إله إلا هو: إن من طلب علماً من علوم الديانة؛ ليدرك به عرض دنيا، أو ذكراً في الناس، أو عمل عملاً مما أمره الله تعالى بعمله له فعمله هو لغيره تعالى: لقد كان أحظى له في آخرته، وأسلم في عاقبته، وأنجى له عند ربه تعالى أن يكون دفَّافاً أو بهزرياً ⁽²⁷⁾.. ووالله لأن يلقى الله تعالى عبدٌ بكل بائقة دون الشرك، لا أخص من ذلك قتل النفس، ولا قطع الطريق، ولا ما دونهما ـ: أخف وزراً من أن يلقاه وقد تدين لغيره وصلى وصام لسواه.

واعلموا رحمكم الله أن من تعمد اللهو واللعب حتى مضى وقت صلاة مفروضة ولم يصلها أخف ذنباً عند الله تعالى ممن صلاها لأجل الناس، ولولاهم ما صلاّها؛ لأن كل إنسان من الذين ذكرنا لم يصل الصلاة التي أمر بها، وزاد هذا الآخر على الأول أن صلاها لغير الله تعالى.. وكذلك من طلب العلم لغير الله تعالى؛ فإنه ترك الاشتغال بما يصلحه في دنياه، وبما يروح به نفسه من البطالة، وأتعب نفسه في أفضل الأعمال، فقصد به التقرب إلى الناس، فوكله الله إلى من قصده.. وقال عليه السلام: [247 ب]: إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ⁽²⁸⁾، أو كما قال عليه [السلام]؛ فالجدَّ الجدَّ؛ فإن لإبليس اللعين ها هنا مسلكاً خفياً ومدباً ⁽²⁹⁾ لطيفاً، ومولجاً دقيقاً يحبط به الأعمال ويهلك به الرجال.. أجارنا الله وإياكم من كيده وبغيه، ولا وكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فنهلك.

وأنا أريكم إن شاء الله تعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله ميلقاً ⁽³⁰⁾ يعرف به كل واحد منكم وغيركم ممن يقرأ كتابي هذا ـ إن كانت نيته صادقة لله عز وجل، أو مشوبة بقصدٍ إلى غيره ـ، وذلك أن يفكر المرء في نفسه فيما يعمل من طلب علم أو فعل بر فيقول لها: يا نفسُ: أرأيت لو أن من يراني، أو يبلغه خبري من الناس يكون طريقتهم في العلم وفي طلبه وفي عملهم على خلاف ما هم عليه كانوا يكرهون هذا الوجه من طلبي لما أطلب، ولا يستحسنون ما أفعل من البر: أكنت تفعلينه أم لا؟: فإن علم من نفسه أنها كانت تفعل ذلك سخط الناس أم رضوا، نفق عندهم أو كسد فليحمد ربه تعالى وليبشر، فإن عمله وطلبه خالصان.. وإن وجد نفسه تخبره أن الناس لو كرهوا ما يطلب وما يعمل، لم يطلبه ولم يعمله؛ فليعلم أنه هلك، وأن عمله وتعبه عليه لا له، وأنه قد خسرت صفقته، وأنه قد أشرك في نيته وعمله غير ربه تعالى؛ إذ قرن به الناس؛ فمن أضيع عملاً أو أسوأ منقلباً من هذا؟ نعوذ بالله من هذه المرتبة، ونسأله التوقي من هذا.

وليت شعري على ماذا يحصل المسكين الذي يطلب العلم ليحظى به في دنياه؟.. والله لا يحصل من ذلك إلا على دنيا منغصة، ولباس خشن، ولذَّات يستتر بها استتار الغراب بسفاده، ولا يتهناها موفرة، وعلى ما لا يوفي نفسه منها.. ولو طلب الدنيا على وجهها لكان أنفذ لأمره، وأعظم لجاهه، وأكثر لماله، وأوفر للذَّته، وأتم لهيبته، وأقلَّ لوزره، وأخف لعذابه.. ولا يغرنَّكم ما يقول كاذبٌ على العلماء: ((طلبنا العلم لغير الله فما زال بنا حتى ردنا إلى الله))؛ فلعمري إن الله تعالى جدير ألاَّ يبارك كل شيء ابتدأ لغير وجهه عز وجل، وحسبنا الله ونعم الوكيل [248/أ].

وأما إن نوى في عمله أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر، ويحكم بالعدل إن ولي شيئاً من أمور المسلمين، وأن يظهر في ذلك الحق ما أمكنه رضي الناس أم سخطوا، وأحب مع ذلك أن لا يذل ويكرم، وكانت نيته أن لا تأخذه في الله لومة لائم إن آتاه الله حظاً من الدنيا، وسره أن يُؤتى مالاً حلالاً لا يأكله بخلافه ولا يكتسبه بدينه، ولم يترك لذلك أمراً يعتقده حقاً، ولا استعمل لأجل رغبته فيما ذكرنا أمراً يراه باطلاً: فهذه نية خير ومقصد حسن، ومذهب فاضل كانت عليه الصحابة والتابعون وأئمة الخير. وقد قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: المؤمن القوي أحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ⁽³¹⁾ وقد أثنى الله تعالى على الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَءَاتَوُاْ الزَّكَاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ [الحج: 41] والدلائل على كل ما قلنا من القرآن والحديث تكثر جداً، وفيما ذكرنا كفاية إن شاء الله تعالى.

[1]

القراء السبعة هم: (نافع المدني، وابن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وابن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الزيّات، والكسائي، رحمهم الله تعالى.

[2]

صحيح: وصححه المصنف في (المحلى) (10/333).

أخرجه البخاري (4739) في فضائل القرآن: باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وأبو داود (1452) والترمذي (2907) والدارمي (2/437) وأحمد (1/58) والطيالسي (73) وابن الضريس في (فضائل القرآن) (133 و 134) وابن سعد في (الطبقات) (6/172) والبغوي في (التفسير) (1/8) و (شرح السنة) (4/427) والبيهقي (2/17) وابن حبان (118) (إحسان) وأبو نعيم في (الحلية) (4/193 ـ 194) من طرقٍ عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: وتابع شعبة قيس بن الربيع عن علقمة به عند الخطيب في (تاريخ بغداد) (11/35).

وأخرجه ابن ماجه (211) وأحمد (1/69) وابن نصر في (قيام الليل) (ص 157) وأبو نعيم في (الحلية) (8/384) وابن الضريس (141) والخطيب في (تاريخ بغداد) (4/302) من طرقٍ عن يحيى بن سعيد عن شعبة وسفيان كلاهما عن علقمة عن مرثد به.

وأخرجه الخطيب (4/109) من طريق كادح بن رحمة الزاهد عن أبي حنيفة ومسعر وسفيان وشعبة وقيس وغيرهم عن علقمة به.

قلت: كادح هذا كذبه الأزدي وغيره، وتركه ابن حبان وغيره.

وأخرجه البخاري (4740) والترمذي (2908) وابن ماجه (212) وعبد الرزاق في (المصنف) (3/367 ـ 368) وأحمد (1/57) وابن الضريس (136) من طرقٍ عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي به دون ذكر سعد بن عبيدة، ولفظه: أفضلكم وعند البخاري وحده: إن أفضلكم.

وأخرجه البيهقي في (الأسماء والصفات) (306) وابن الضريس (139) وأبو القاسم الأصبهاني في (الحجة) (2/188) من طريق الجراح بن الضحاك الكندي، وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (2/33) من طريق عمرو بن قيس الملائي، والخطيب في (تاريخ بغداد) (5/129) من طريق موسى الفراء، ثلاثتهم عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي به.

وأخرجه الخطيب (5/363) من طريق موسى الفراء عن سلمة بن سهيل عن أبي عبد الرحمن السلمي به.

وأخرجه الخطيب أيضاً (9/243) من طريق سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن به. وقال: هذا غريب جداً من حديث الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن.

وأورده الحافظ في (الفتح) (9/75) من رواية شريك به وليس فيه عطاء، ونسبه لابن أبي داود.

وأخرجه ابن الضريس (138) من طريق شريك به موقوفاً.

وشريك ضعيف لسوء حفظه، والحديث إنما هو من رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان. انظر (الفتح) (9/74 ـ 75).

وفي الباب عن علي، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأنس، وأبي أمامة رضي الله عنهم.

[3]

أخرج المصنف في (المحلى) (8/194 ـ 195) وأحمد (3/444) وابن أبي شيبة (2/400 ـ 401) والطحاوي في (المعاني) (3/18) والبيهقي (2/17) وأبو يعلى (3/88) وفي (المفاريد) (30) من طرقٍ عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن ابن شبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تعلموا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا.

وأخرجه أحمد (3/428) والطبراني في (الأوسط) (863) ولم يقولا: عن زيد بن سلام عن أبي سلام.

قال المصنف في (المحلى) (8/196): فيه أبو راشد الحبراني وهو مجهول.

قلت: بل هو ثقة روى عنه جماعة من الثقات وذكره العجلي وابن حبان في الثقات وقال الحافظ في (التقريب): ثقة.

وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي العليا.

وذكره الهيثمي في (المجمع) (4/98) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وذكره مرة أخرى في (المجمع) أيضاً (7/170 ـ 171) وقال رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات.

وعزاه الحافظ في (الفتح) (9/101) لأحمد وأبي يعلى وقال: وسنده قوي.

وأخرج أحمد (5/249 و 254 ـ 255) وابن حبان (115) (إحسان) والطبراني في (الكبير) (7542 و 7543) من طريق يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير تحاجان عن أصحابهما وعليكم بسورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة.

وأخرجه الحاكم (1/564) وسقط من المطبوع: أبو سلام.

وأخرجه مسلم (804) في صلاة المسافرين: باب فضل القرآن وسورة البقرة، والبيهقي (2/395) من طريق الربيع بن نافع عن معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام به بلفظ: اقرأوا القرآن.

وأخرجه أحمد (5/ 249 و 257) والبغوي في (شرح السنة) (4/456 ـ 457) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام به (بإسقاط زيد بن سلام).

وأخرجه عبد الرزاق (3/365 ـ 366) ومن طريقه الطبراني (8/349 ـ 350) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أمامة رضي الله عنه.

وفي الباب ـ أعني أمره عليه الصلاة والسلام بتعلم القرآن وتلاوته ـ عن أبي هريرة، وابن مسعود وبريدة وأبي بكرة، وعقبة بن عامر الجهني، وأبي الدرداء، وجندب بن عدبالله البجلي وعن عمر موقوفاً رضي الله عنهم جميعاً.

[4]

قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [سورة الحجر/9].

[5]

يروي عن إمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول: الأصل في طلب العلم رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك.

[6]

يذهب شيخ الأسلام أبو محمد رحمه الله تعالى إلى أنه لا يجوز التيمم إلا بالأرض، وهي إما تراب وإما غيرتراب، أما التراب فمعروف واستدل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء، ويجوز أن يتيمم به أذاوضع في إناء أو ثوب أو نحوه. وأما ما عدا التراب من الحصى أو الحصباء أو الصحراء أو الرضراض أو الهضاب أو الصفا أو الرخام أو الرمل أو معدن كحل، أو معدن زرنيخ أو جيَّار، أو جص أو معدن ذهب أو توتيا أو كبريت أو لازورد أو معدن ملح أو غير ذلك فإن كان في الأرض غير مزال عنها إلى شيء آخر فالتيمم بكل ذلك جائز، واستدل بقول الله تعالى: فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً لأنه مندرج تحت معنى ((صعيد))، والصعيد في لغة العرب هو وجه الأرض، وإن كان شيء من ذلك مزالاً إلى إناء أو إلى ثوب أو نحو ذلك لم يجز التميم بشيء منه؛ لأنه حينئذٍ لا يطلق عليه اسم ((الصعيد)) ولا بالطين، ولا بالثلج، ولا بالخشب، ولا بالورق. انظر: ((المحلى)) 2/158 ـ 161.

[7]

قال في ((المحلى)) (7/438): ((فتذكية المقدور عليه المتمكن منه ينقسم قسمين لا ثالث لهما، إما شق في الحلق وقطع يكون الموت في أثرهِ، وإما نحر في الصدر يكون الموت في إثرهِ، وسواء في ذلك كله ما قدر عليه من الصيد الشارد أو من غير الصيد، وهذا حكم ورد به النص بقول الله تعالى: إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ [سورة المائدة /3]، والذكاة في اللغة: الشق، وهو أيضاً أمر متفق على جملته إلا أن الناس اختلفوا في تقسيمه على ما نبيِّن إن شاء الله تعالى)).

[8]

صحيح: جاء عن أبي هريرة، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وعمر بن الخطاب وجابر، ومالك بن عمير، وغيرهم رضي الله عنهم وانظر في آخره معنى قوله: ((يريه)):

أولاً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أخرجه البخاري (5803) في الأدب: باب من يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن، وفي (الأدب المفرد) (863)، ومسلم (2257) (7) في الشعر، وأبو داود (5009) والترمذي (2851) وابن ماجه (3759) وأحمد (2/288، 355، 391، 478) وابن أبي شيبة (8/531 ـ 532)، والبيهقي (1/244) والطحاوي في (المعاني) (4/295، 296)، وأبو نعيم في (الحلية) (5/60)، وابن حبان (5777 و 5779) (إحسان) وابن المقرئ في (المعجم) (1308) والمقدسي في (أحاديث الشعر) (32) من طرقٍ عن الأعمش عن أبي صالح عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يمتلئ جوف رجل قيحاً يريه خير من أن يمتلئ شعراً اللفظ للبخاري، والباقون بنحوه.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وتابعه عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عند الطحاوي في (المعاني) (4/295) والطبراني في (الأوسط) (5090) وتمام (1157) (فوائد) وأبي القاسم البغوي في (الجعديات) (3106) وابن عدي في (الكامل) (5/255).

وتابعه أيضاً أبو معمر عن أبي صالح عند أحمد (2/331)، وهشام بن عائذ عند ابن أبي شيبة (8/533)، وعكرمة عند ابن المقرئ في (المعجم) (1064).

وأخرجه ابن عدي في (الكامل) (6/71) من طريق الحسن عن أبي هريرة، والحسن لم يسمع من أبي هريرة، وفيه الحارث بن نبهان وهو متروك عن كثير بن شنظير وهو ضعيف.

ثانياً: حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

أخرجه البخاري (5802) قبله، وفي (الأدب المفرد) (873) والدارمي (2/297) وأحمد (2/39، 96) وابن أبي شيبة (8/532) وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (1/88) وأبو يعلى (9/389) من طرقٍ عن حنظلة، عن سالم، عنه به.

وتابعه أبو عبيدة بن عبد الله عن سالم به عند الحارث بن أبي أسامة (بغية الباحث) (894) والطبراني في (الكبير) (12/318).

ثالثاً: حديث سعد رضي الله عنه.

أخرجه مسلم (2258) (8) في الشعر، والترمذي (2852)، وابن ماجه (3760)، وأحمد (1/175، 177، 181) وأبو يعلى (2/125)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في (غريب الحديث) (1/34)، من طرقٍ عن شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد، عنه به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (1/175) من طريق حماد بن سلمة عن قتادة، عن عمر بن سعد بن مالك عن سعد به.

رابعاً: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أخرجه مسلم (2259) (9) في الشعر: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، حدثنا ليث عن ابن الهاد، عن يُحَنِّسَ مولى مصعب بن الزبير عنه قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ....

خامساً: حديث عمر رضي الله عنه:

أخرجه الطحاوي في (المعاني) (4/295)، وتمام (1158، 1159) (فوائد) والبزار (2090) (كشف) وفي (المسند) (1/368) من طريق خلاد بن يحيى قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حريث عنه به مرفوعاً. قال الهيثمي في (المجمع) (8/120): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

قلت: هو على شرط البخاري ومسلم غير أن خلاد بن يحيى من رجال البخاري فقط. قال الدارقطني عندما سأله الحاكم أبو عبد الله عنه: ثقة، إنما أخطأ في هذا الحديث رفعه ووقفه الناس. ذكر ذلك مغلطاي، وأخذه الحافظ وزاد عليه، ثم قال: رواه غير واحدٍ موقوفاً ولا نعلم أحداً أسنده إلا خلاد بن يحيى.

سادساً: حديث جابر رضي الله عنه.

أخرجه ابن المقرئ في (المعجم) (215) وابن عدي في (الكامل) (7/29) وأبو يعلى (4/47) والعقيلي (4/288) من طريق النضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن جابر به نحوه. زاد: هُجيتُ به.

قال ابن عدي في آخر ترجمة النضر بن محرز: وهذه الأحاديث بأسانيدها غير محفوظة. وقال ابن حبان: لا يحتج به، منكر الحديث جداً. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.

وقال الهيثمي في (المجمع) (123): رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهم.

سابعاً: حديث مالك بن عمير رضي الله عنه:

أخرجه الطبراني في (الكبير) (19/294 ـ 295) و (الأوسط) (7/272) بسنده عنه قال الهيثمي في (المجمع): وفيه من لم أعرفهم.

وفي الباب عن سليمان، وأبي الدرداء، وعوف بن مالك، وأبي الزهراء، وابن مسعود رضي الله عنهم. انظر (المجمع) (8/123).

قوله: (( يَرِيَهُ )): قال الجوهري: ورى القيح جوفه يَرِيَه وَرْيَاً أكله ((صحاح)) ((ورَى))، وقال ابن دريد في ((الجمهرة)): وُرِيَ جوف فلان فهو مَوْرِي إذا فسد من داءٍ يصيبه. ثم ذكر الحديث وقال: واسم الداء الوَرْيُ. قال الراجز:

قالت له: وَرْياً إذا تنحْنَحْ

يا ليته يُسقَى من الذُّرَحْرَحْ

دعت عليه بالوَرْي.

وقال ابن فارس في ((المجمل)): داء يداخل الجسد، وفي ((اللسان)): قيحٌ يكون في الجوف.

[9]

صحيح: أخرجه البخاري (5793) في الأدب: باب ما يجوز من الشعر...... وفي (الأدب المفرد) (861) ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (12/368 ـ 369) وأخرجه البيهقي (5/68 و 10/237) كلاهما من طريق شعيب.

وأخرجه البخاري في (الأدب المفرد) (867) والدارمي (2/296 ـ 297) من طريق أبي عاصم عن ابن جريج عن زياد.

وأخرجه الشافعي في (المسند) (670) وأحمد (5/125) والطيالسي (556) والبيهقي (10/237) والشاشي في (المسند) (1512) من طريق إبراهيم بن سعد.

وأخرجه أحمد (5/125) عن معمر.

وأخرجه أبو داود (5010) وابن ماجه (3755) وأحمد (5/125) وابن أبي شيبة (8/503) من طريق يونس. وعبد الله في زوائد (المسند) (5/126) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، والشاشي (1511) من طريق زياد بن سعد.

كلهم عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن مروان بن الحكم عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث عن أبيّ بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة وعند الطيالسي (حكماً). قال بعضهم: عبد الله بن الأسود.

وأخرجه عبد الرزاق (11/263) ومن طريقه أحمد (5/125) عن معمر عن الزهري عن عروة عن مروان بن الحكم به.

وأخرجه الطيالسي (577) عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيّ ابن كعب.

وأخرجه أبو داود (5011) والترمذي (2845) والبخاري في (الأدب المفرد) (875) وأحمد (1/303، 309، 327) وأبو الشيخ في (الأمثال) (6) وأبو يعلى (4/220، 454) وابن حبان (2009) (موارد) والطبراني في (الكبير) (11/287) من طريق أبي عوانة.

وأخرجه ابن ماجه (3756) وأحمد (1/269) وابن أبي شيبة (8/503) والطبراني في (الكبير) (11/288) من طريق زائدة.

وأخرجه ابن حبان (2017) (موارد) من طريق إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي.

وأخرجه أحمد (1/313، 332) والبيهقي (10/241) وأبو بكر في (الفوائد) (822) من طريق إسرائيل.

وأخرجه الطبراني (11/287) من طريق إبراهيم بن طهمان.

وأخرجه البيهقي (10/237) وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (1/355) وأبو الشيخ في (الأمثال) (7) والطبراني (11/287) والخلال في (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) (235) من طريق شعبة.

وأخرجه أحمد (1/273) والطحاوي في (المعاني) (4/299) والطبراني (11/287) من طريق شريك.

وأخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد) (13/122) والطبراني (11/288) من طريق المفضل بن محمد.

كلهم عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الشعر حكماً وعند بعضهم: حكمة وعند بعضهم: إن من البيان سحراً وإن من الشعر حكما.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: رواية سماك عن عكرمة مضطربة.. وتابعه الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس، وفيه قصة، أخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) (5/316 ـ 317) والحاكم (3/613) من طريق أبي سعد الهيثم بن محفوظ، عن أبي المقوم الأنصاري: يحيى بن أبي يزيد عنه. وسكت عليه الحاكم والذهبي.

قلت: الهيثم وشيخه مجهولان.

وروى له الحاكم شاهداً من حديث أبي بكرة رضي الله عنه وفيه سلمان بن سعيد النشيطي وهو ضعيف.

وأخرجه الطبراني في (الكبير) (11/447) و (12/200) من طريقين عن ابن عباس.

وفي الباب عن بريدة رضي الله عنه عن أبي داود (5012) وابن أبي شيبة في (المصنف) (8/504) وابن عبد البر في التمهيد (5/180) والعقيلي (1/300) والبزار كما في (المجمع) (8/126).

وابن مسعود عند الترمذي (2844) والطحاوي في (المعاني) (4/299) وأبي الشيخ في (الأمثال) (8) وأبي يعلى (9/41 ـ 42) والطبراني في (الكبير) (10/101، 126، 207) وابن أبي شيبة في (المسند) (1/261، 274) والشاشي في (المسند) (783) وأبي يعلى في (المعجم) (229).

وعمرو بن عوف بن زيد بن ملحة ويقال: مليحة ويقال: ملحان رضي الله عنه عند الطبر اني في (الكبير) (17/19) و (الأوسط) (9091) وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) (1116) وابن الأعرابي في (المعجم) (1111). قال الهيثمي (8/126): وفيه كثير بن عبد الله بن عوف ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات.

وعائشة رضي الله عنها عند أبي نعيم في (تاريخ أصبهان) (2/300) و (الحلية) (7/269) والسهمي في (تاريخ جرجان) (58) والخطيب في (تاريخ بغداد) (4/245 و 8/18 و 4/49) والطبراني في (الأوسط) (1475، 2481، 9021) وابن عساكر (2/444 و 4/430 و 6/365) والبزار كما في (المجمع) (8/126) والخلال في (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) (234) ونجم الدين النسفي في (القند في ذكر علماء سمرقند) الترجمة (323).

وعمر رضي الله عنه عند ابن عساكر (5/320) (تهذيب).

وأنس رضي الله عنه عند ابن عساكر (3/398) والطبراني (1/260) قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأزرق وهو متروك.

وأبي هريرة رضي الله عنه عند أبي نعيم في (الحلية) (8/309) والخطيب (10/349).

وعلي رضي الله عنه عند ابن عساكر (6/425).

وأبي بكرة رضي الله عنه عند الطبراني في (الأوسط) (8304).

وذابل بن الطفيل رضي الله عنه عند البيهقي في (دلائل النبوة) (2/260) ونسبه الحافظ في (الإصابة) إلى أبي سعيد في (شرف المصطفى) وابن منده.

وحسان بن ثابت رضي الله عنه أخرجه الخطيب (3/98) مسلسلاً بالشعراء.

وابن عمر رضي الله عنه بلفظ إن من البيان لسحراً أو قال: إن بعض البيان لسحرٌ أخرجه البخاري في النكاح والطب، ومالك في (الموطأ) (2/986) وابن وهب في (الجامع) (317) وأبو داود في الأدب والترمذي في البر والصلة وأحمد (2/59) بلفظ إن من البيان سحراً أو البيان سحر والبغوي (3393) وابن حبان (5795) (إحسان) (5001) وقال الترمذي: في الباب عن عمار وابن مسعود وعبد الله بن الشخير وهذا حديث حسن صحيح.

وعن عمار رضي الله عنه عند مسلم (869) وأحمد (4/263) والدارمي (1/365) وأبي يعلى (3/206 ـ 207) وابن خزيمة (1782) وابن أبي شيبة في (المسند) رقم (445) والبزار في (المسند) (4/236).

[10]

الواضح في النحو لأبي محمد بن الحسين الزبيدي الأندلسي.

[11]

كتاب الزجاجي هو ((الجُمل)).

[12]

هكذا، ولعلها: ويستحب.

[13]

محمد هذا هو ابن العلاء.

[14]

قيل صوابه: ((وَرَعَوا)) كما في صحيح مسلم؛ إلا أن اللفظ صُحِّف من النَّقَلَة عند البخاري.

[15]

صحيح: أخرجه البخاري (79) في العلم: باب فضل من عَلِم وعلَّم، ومن طريقه:

1 ـ المصنف في (الإحكام) (1/139).

2 ـ ابن عبد البر في (الجامع) (1/14).

3 ـ البغوي في (شرح السنة) (1/287).

وأخرجه مسلم (2282) (15) في الفضائل: باب بيان مثل ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى، والعلم، وأبو يعلى (13/295 ـ 196) ومن طريقه ابن حبان (1/176 ـ 177) (إحسان) والخطيب في (الفقيه والمتفقه) (1/48 ـ 49) وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) (1/368) كلهم من طريق أبي كريب محمد بن العلاء به.

وأخرجه مسلم (2282) ومن طريقه المصنف في (الإحكام) (1/139) وأخرجه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) (1/48 ـ 49) كلاهما عن أبي عامر الأشعري عبد الله بن براد.

وأخرجه مسلم (2282) وأحمد، وابنه عبد الله في زوائد (المسند) (4/399) من طريق عبد الله ابن محمد هو ابن أبي شيبة.

وأخرجه النسائي في (الكبرى) كما في (تحفة الأشراف) (6/439) من طريق القاسم بن زكريا الكوفي.

وأخرجه الرامهرمزي في (الأمثال) (رقم 12) والخطيب في (الفقيه والمتفقه) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري.

وأخرجه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) عن المسروقي وقاسم بن دينار.

جميعهم حدثنا أبو أسامة عن بُريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره نحوه.

ونسبه بعضهم إلى ابن أبي عاصم.

وعند مسلم والنسائي: ((ورعوا)) بدل: ((وزرعوا)) قال النووي (15/47): وكلاهما صحيح.. وقال الحافظ في (الفتح) (1/176): ورجح القاضي رواية مسلم بلا مرجح لأن رواية ((زرعوا)) تدل على مباشرة الزرع لتطابق في التمثيل مباشرة طلب العلم وإن كانت ((رعوا)) مطابقة لقوله أنبتت، لكن المراد أنها قابلة للإنبات. وقيل: إنه روى ((ووعوا)) بواوين ولا أصل لذلك.، وقال القاضي: قوله: ((ورعوا)) راجع للأولى؛ لأن الثانية لم يحصل منها نبات. انتهى. ويمكن أن يرجع إلى الثانية أيضاً بمعنى أن الماء الذي استقر بها سقيت منه أرض أخرى فأنبتت.

[16]

صحيح: أخرجه البخاري (100) في العلم: باب كيف يقبض العلم، ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (1/315 ـ 316)، وأخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد) (10/375) وابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) (1/148 ـ 149) والطبراني في (الأوسط) (1/297) رقم (988) من طريق مالك.

وقال البخاري: قال الفربري حدثنا عباس قال حدثنا قتيبة عن جرير.

وأخرجه مسلم (2673) (13) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير.

وأخرجه مسلم بعده، والحميدي (581) ومن طريقه ابن عبد البر في (الجامع) (1/149) من طريق سفيان بن عيينة.

وأخرجه مسلم، وأحمد (2/162) والخطيب (4/282) وابن عساكر في (معجم الشيوخ) (844) من طريق يحيى بن سعيد.

وأخرجه مسلم، والترمذي (5652) من طريق عبدة بن سليمان.

وأخرجه مسلم، وابن حبان (6719) (إحسان)، وابن عبد البر في (الجامع) (1/149) من طريق حماد بن زيد.

وأخرجه مسلم، وأبو نعيم في (الحلية) (10/24 ـ 25) من طريق أبي معاوية.

وأخرجه مسلم، والبيهقي في (السنن) (10/116) و (دلائل النبوة) (6/543) و (شعب الإيمان) (2/253) من طريق أبي أسامة.

وأخرجه مسلم، وأحمد (2/190) وابن أبي شيبة في (المصنف) (15/15) وابن عساكر في (معجم الشيوخ) من طريق وكيع.

وأخرجه مسلم، والطحاوي في (المشكل) (1/127) من طريق عبد الله بن نمير.

وأخرجه مسلم من طريق عباد بن عباد، وابن إدريس، وعمر بن علي.

وأخرجه ابن ماجه (52) من طريق شعيب بن إسحاق.

وأخرجه الدارمي (1/77) والبيهقي في (الشعب) (2/253) وابن عساكر في (معجم الشيوخ) (285) من طريق جعفر بن عون.

وأخرجه عبد الرزاق (20481) ومن طريقه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) (2/152) وابن عبد البر في (الجامع) (1/150 ـ 151) عن معمر.

وأخرجه مسلم، والخطيب (11/241) وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (1/196) من طريق شعبة.

وأخرجه الخطابيّ في (العزلة) رقم (92) والبيهقي في (الشعب) (2/252 ـ 253) من طريق محمد بن بشر العبدي.

وأخرجه ابن المبارك في (الزهد) (816).

وأخرجه ابن حبان (4571) (إحسان) والخطيب في (الموضح) (1/320 ـ 321) من طريق محمد بن هشام.

والمحاملي في (الأمالي) (رواية ابن يحيى البيِّع) (369) من طريق محمد بن إسحاق.

وأخرجه ابن عساكر (7/198) (تهذيب) من طريق إسماعيل بن عياش.

وأخرجه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (2/138) من طريق الصباح بن محارب و (196) من طريق ابن جريج و (2/143) ومن طريق حسان بن إبراهيم و (1/196) وابن عبد البر (1/150) من طريق حماد بن سلمة.

وأخرجه ابن عبد البر (1/149) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجحشي، و (1/150) من طريق أنس بن عياض، و (1/149) والطحاوي في (المشكل) (1/127) وابن عساكر في (المعجم) (372) من طريق محمد بن كناسة.

وأخرجه ابن عبد البر (1/150) من طريق عبد العزيز الدراوردي.

وأخرجه الخطيب (8/368 ـ 369) من طريق أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي؛ و (4/282) من طريق أيوب، و (5/460) من طريق القاسم بن معن.

وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (988) من طريق زهير. و (1/21 ـ 22) من طريق الأوزاعي و (3/301) من طريق عبد العزيز بن الحصين. وفي (الصغير) (1/279) رقم (459) من طريق صفوان بن سليم، وابن عساكر في (المعجم) (172) من طريق إسماعيل بن أبان الكوفي، والنسفي في (القند) (147) وابن المقرئ في (المعجم) (212 و 325 و 691 و 1061 و 1149 و 1328) من طرق.

كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد؛ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ النَّاس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا اللفظ للبخاري، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: ومن يشك في ذلك؟! وانظر ما بعده.

[17]

جاء مرفوعاً عن ابن عمرو وموقوفاً عليه، وعن عائشة، وعن أبي هريرة رفعاه، ولا أعرفه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهم.

أما حديث ابن عمرو فقد أخرجه ابن ماجه (56) وضعَّف إسناده البوصيري (21) وأعلَّه بابن أبي الرجال.

قلت: وفيه أيضاً سويد بن سعيد. قال الحافظ في (التقريب): صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول.

وذكره الهيثمي في (المجمع) (1/185) ونسبة للبزار وقال: وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة، وقال ابن القطان: هذا إسناد حسن.

قال الحافظ في (التقريب): تغيَّر لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه.

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/177) من طريق وكيع عن هشام عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو موقوفاً).

وأخرجه الحميدي في (النودار) كما في (الفتح) (13/285) ومن طريقه البيهقي في (المدخل) (222) عن ابن عيينة قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه.

وقال البيهقي في (معرفة السنن والآثار) (334): وقد روينا عن هشام بن عروة، عن أبيه.

وأخرجه الدارمي (1/50) من طريق علي بن مهسر عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة.

وأما حديث عائشة فقد أخرجه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) (1/180) بلفظ ما هلكت بنو إسرائيل حتى كثر فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم، فأخذوا في دينهم بالمقاييس فهلكوا وأهلكوا.

قلت: في سنده عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة ذكره ابن حبان في (المجروحين) (2/10 ـ 11).

وقال: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي عن هشام ابن عروة ما لم يحدث به هشام قط، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه.

قلت: وهذا الحديث مما يرويه عن هشام بن عروة، ومن أحاديثه التي ذكر ابن حبان أنه يرويها عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: ((من لم يجد الصدقة فليلعن اليهود فإنها صدقة)).

وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابعه عليه الثقات. وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه الدارقطني (4/146) وفي سنده الكلبي واسمه محمد بن السائب، كنيته أبو النضر، كوفي كذاب. قال أبو حاتم: الناس مجمعون على ترك حديثه، لايشتغل به، هو ذاهب الحديث.

قلت: بل كَفَّرَه أبو جَزْء؛ لأنه يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة وجلس عليٌّ فأوحى إلى عليٍّ.

وقال يزيد بن زريع: رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبئي، أنا سبئي.

قال أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ.

قال ابن حبان: يقولون: إن علياً لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة، فيملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها.

وقال: الكلبي هذا مذهبه في الدين، ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه.

وذكره أبو نعيم في (الضعفاء) وقال: عن أبي صالح: أحاديثه موضوعة.

قلت: وهذا مما يرويه عن أبي صالح: وإن في رواية الثقات عنه لأعجوبة، وقد سبقنا الثوري إلى ذلك فقال: عجباً لمن يروي عن الكلبي.

وأخرجه البيهقي في (المعرفة) (333): عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.

[18]

صحيح: أخرجه المصنف في (الإحكام) (6/39) من طريق البخاري.

وأخرجه البخاري (6877) في الاعتصام بالكتاب والسنة: باب ما يذكر من ذم، وتكلف القياس.

ومسلم (2673) (14) وابن عبد البر في (جامع بيان العلم) (1/151) من طريق أبي الأسود، وأخرجه المصنف في (الإحكام) أيضاً من طريق هشام بن عروة.

وأخرجه أحمد (2/203) وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (2/320) وابن عبد البر في (الجامع) (1/150) من طريق الزهري.

وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) (2/181) والطيالسي (102) (منحة) ومن طريقه ابن عبد البر في (الجامع) (1/150) من طريق يحيى بن أبي كثير.

وأخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد) (3/74) من طريق يحبى بن سعيد.

كلهم عن عروة قال: حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً؛ ولكن ينتزعه منكم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيُضلون، ويضلون اللفظ للبخاري.

وأخرجه ابن عدي في (الكامل) (5/328) والطبراني في (الأوسط) (3/7) وابن المقرئ في (المعجم) (617) من طريقين عن عبد الغفار بن الحسن عن سفيان الثوري عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو رفعه.

قال ابن عدي: لم يروه غير عبد الغفار هذا، وهو بهذا الإسناد منكر عن الثوري وعن الأعمش ولعبد الغفار أحاديث غير محفوظة.

قال الترمذي (5/31): وفي الباب عن عائشة وزياد بن لبيد.

قلت: انظر: ((أسد الغابة)) (2/217) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني في (الأوسط) (1/21) و (6/277) وابن عدي (5/223) وابن تيمية في (الأربعون) ص (156). قال الهيثمي في (المجمع) (1/206): رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سليمان الرقي ضعيف، ضعفه ابن عدي وغيره.

وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (5/314) وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق.

قلت: وفي الباب عن جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم انظر (المجمع) (1/205 ـ 207) إن شئت.

[19]

صحيح لغيره: أخرجه المصنف في (المحلى) (8/440) ومسلم (55) في الإيمان: باب بيان أن الدين النصحية، وأبو داود (4944) والنسائي (7/156، 156 ـ 157) وأبو عوانة (1/36، 37) وأحمد (4/102 ـ 103) والشافعي في (المسند) (1/12) وابن أبي شيبة في (المسند) (820) والقاسم بن سلام في (الأموال) رقم (1) والبخاري في (التاريخ الكبير) (6/460) وفي (الصغير) (2/34 ـ 35) والروياني في (مسنده) (1511) وابن نصر في (الصلاة) رقم: (747، 749، 750، 753، 755) والبيهقي في (السنن) (8/163) وفي (الشعب) (6/25 ـ 26) وابن أبي عاصم في (السنة) (1089 و 1090 و 1091) والطحاوي في (المشكل) (2/189 ـ 190) والبغوي في (شرح السنة) (13/93) وأبو نعيم في (معرفة الصحابة) (3/195) وابن حبان (7/49 ـ 50) وفي (روضة العقلاء) (194) وأبو الشيخ في (التوبيخ والتنبيه) (3، 4، 6) ووكيع في (الزهد) (346) والحميدي (837) والقضاعي في (مسند الشهاب) (17، 18) والطبراني في (الكبير) (2/52، 53، 54) والخطيب في (تاريخ بغداد) (14/207) وابن عساكر في (معجم الشيوخ) (561) وابن المقرئ في (المعجم) برقم (966) والآجري في (الأربعين) الحديث (37) وابن الجوزي في (الحدائق) (2/25) من طرقٍ عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره بألفاظٍ متقاربة.

الدين النصيحة مرة واحدة، وجاءت ثلاث مرات، وجاءت مسبوقة بإن، وإنما، قالوا لمن، وقيل لمن، وقلنا لمن.

لله ولكتابه، وكتابه. ولرسوله، ولنبيه وعند الطبراني (1267): لله وملائكته.

ولأئمة المسلمين، المؤمنين، وللأئمة.

وعامتهم، ولعامتهم، عامة.

وعلٌَّقه البخاري في الإيمان (40) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصحية، لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وقوله تعالى: إِذَا نَصَحُواْ للَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة: 91].

قلت: سهيل فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وعطاء بن يزيد ثقة، روى له الشيخان وأهل السنن.

وفي الباب عن ابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر وغيرهم رضي الله عنهم، قد جمعتها في كتابي (العين الرَّيَّة) رقم (12) وانظر (تغليق التعليق) للحافظ (2/54 ـ 61)، وقد قال في آخره: وأصح طرقه حديث تميم، بل قال البخاري في التاريخ الأوسط: لا يصح إلا عن تميم. والله أعلم.

وأنظر (مجمع الزوائد) للحافظ الهيثمي (1/92)، و (معرفة الصحابة) لأبي نعيم (1265).

[20]

قال إحسان عباس: كذا في (ص) ويبدو فيه انقطاع.

[21]

صحيح لغيره: أخرجه البخاري (6851) في الاعتصام بالكتاب والسنة: باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن طريقه البغوي في (التفسير) (1/338).

وأخرجه الحاكم في (المستدرك) (4/247) من طريق محمد بن سنان.

وأخرجه أحمد (2/361) والحاكم (1/55) من طريق سريج بن النعمان.

وأخرجه أحمد أيضاً من طريق يونس.

ثلاثتهم عن فليح ـ هو ابن سليمان ـ عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟! قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى. اللفظ للبخاري. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

قلت: فليح ضيعف إلا في البخاري فإنه حسن الحديث، وهو فيه كما رأيت: تقدم في آخر تعليقي على الحديث رقم (39) وانظر ترجمته مستوفاة عند الحديث رقم (109).

وقال المناوي في (الفيض) (5/12): أخرجه البخاري في أواخر الصحيح ولم يخرجه مسلم، ووهم الحاكم في استدراكه وعَجَبٌ إقرار الذهبي له عليه في تلخيصه.

وأخرجه أحمد والحاكم (1/55 و 4/247) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير. وسنده على شرط الشيخين كما قال الحاكم والحافظ في (الفتح) (13/254).

قلت: دون أدنى شك، وبه يصح الحديث.

وفي الباب عن أبي أمامة الباهلي أخرجه أحمد (5/258) والحاكم (1/55) من طريق الليث، وأخرجه الحاكم (4/247) من طريق عمرو بن الحارث كلاهما عن سعيد بن أبي هلال عن علي بن خالد عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله.

قال الهيثمي في (المجمع) (10/74): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (3149) من طريق ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن علي بن يحيى عنه رفعه.

قال الحافظ في (الفتح) (13/254) بعد أن اقتصر على نسبته للطبراني: وسنده جيد.

وأخرجه ابن حبان (2306) (موارد) من طريق قتيبة بن سعيد، والطبراني في (الأوسط) (808) من طريق سعيد بن سليمان، كلاهما حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه رفعه.

قلت: خلف بن خليفة هو ابن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد تغير قبل موته واختلط.

ونسبه الهيثمي في (المجمع) (10/73) إلى الطبراني في الأوسط وقال: ورجاله رجال الصحيح.

[22]

الزُّنَّار والزُّنَّيْر: ما يشدُّه النصرانيّ والمجوسيّ على وسطه. قال بعضهم:

تحزم فوق الثوب بالزُّنَّيْر

تقسم اسْتِيَّاً لها بِنَيْرِ

ويقال: رمى الله تعالى بالزنانير أصحابَ الزنانير؛ أي بالحصى.

[23]

حسن بشواهده: أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف (8/543) وعنه أبو داود (3664) وابن عبد البر في (جامع بيان العلم) (1/190).

وأخرجه الخطيب في (اقتضاء العلم العمل) رقم (102) والسهمي في (تاريخ جرجان) رقم (193) من طريق سريج بن النعمان.

وأخرجه ابن ماجه (252) وأحمد (2/338) من طريق يونس بن محمد وسريج بن النعمان.

وأخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد) (5/ 346 و 8/78) وفي (الفقيه والمتفقه) (2/89) وأبو يعلى (11/260) من طريق بشر بن الوليد الكندي.

وأخرجه الحاكم (1/85) وابن أبي حاتم في (العلل) (2/438) والخطيب (8/78) وابن عبد البر في (الجامع) (1/190 ـ 191) والعقيلي (3/467) من طريق سعيد بن منصور.

وأشار ابن ماجه عقبه إلى هذه الطريق، وأخرجه الحاكم (1/85) وابن حبان (78) (إحسان) من طريق ابن وهب: كلهم حدثنا فليح بن سليمان عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. صححه الحاكم والذهبي وقال العراقي: جيد وقال العقيلي: الرواية في هذا الباب لينة.

قلت: فليح بن سليمان وإن احتج به الشيخان: فقد قال المصنف في (المحلى) (9/69) متكلم فيه، زاد في (الإحكام) (7/162): مضعف.

وقال يحيى بن معين وأبو داود: لا يحتج به، وقال يحيى مرة: ليس بثقة، وقال مرة: ضعيف، وقال النسائي ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي، وقال علي بن المديني: كان فليح وأخوه عبد الحميد ضعيفين، وقال الطبراني: ولاَّه المنصور على الصدقات لأنه كان أشار عليهم بحبس بني حسن لما طلب محمد بن عبد الله بن الحسن. وقال الساجي: يهم وإن كان من أهل الصدق، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم وقال ابن القطان أصعب ما رمي به ما روي عن يحيى بن معين عن أبي كامل قال: كنا نتهمه لأنه كان يتناول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: (أصحاب الزهري).

وقال الدارقطني: مختلف فيه ولا بأس به، وقال ابن عدي: وله أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب وهو عندي لا بأس به وقال البيهقي في (الأسماء والصفات) عند بعض الحفاظ غير محتج به وقال الحافظ في (هدي الساري) (435): لم يعتمد عليه البخاري اعتماده على مالك وابن عينية وأضرابهما وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق. وقال في (التقريب): صدوق كثير الخطأ، وقال في (الفتح) (2/472): مضعف عند ابن معين، والنسائي وأبي داود ووثقه آخرون فحديثه من قبيل الحسن.

وقال الذهبي في (الموقظة) ص (79 ـ 80): ((من أخرج له الشيخان على قسمين: أحدهما ما احتجا به في الأصول. وثانيهما من خرجا له متابعة، وشهادة، واعتباراً.

فمن احتجا به أو أحدهما ولم يوثق، ولا غمز فيه فهو ثقة حديثه قوي.

ومن احتجا به أو أحدهما وتكلم فيه فتارة يكون الكلام فيه تعنتاً والجمهور على توثيقه، فهذا حديثه قوي أيضاً.

وتارة يكون الكلام في تليينه وحفظه له اعتباراً، فهذا حديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن التي نسميها من أدنى درجات الصحيح...)).

قلت: فحديث فليح عند الذهبي وابن حجر حسن. وقد توبع عليه عند ابن عبد البر في (الجامع) (1/190) من طريق ابن لهيعة. وفي الباب عن حذيفة وجابر، وابن عمر، وكعب بن مالك وأبي هريرة وأنس، وبهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم بأسانيد لا تصح ولكن بمجموعها.

[24]

صحيح: أخرجه مسلم (1905) (152) في الإمارة: باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والنسائي (7/23 ـ 24) من طريق خالد بن الحارث.

وأخرجه مسلم بعده، وأحمد (2/321 ـ 322) وابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) (2/2 ـ 3) من طريق الحجاج بن محمد.

وأخرجه البيهقي في (السنن) (9/168) وفي (الشعب) (2/530) و (الآداب) (1141) والحاكم (1/107)، وأبو نعيم في (الحلية) (2/192) والخطيب في (اقتضاء العلم العمل) (107) من طريق عبد الوهاب بن عطاء.

وأخرجه الحاكم (2/110) من طريق عثمان بن عمر. كلهم حدثنا ابن جريج حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال قائل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يُقضى عليه رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأنْ يقال جريء، فقد قيل. ثم أمر به، فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيلٍ تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار. صححه الحاكم ووافقه الذهبي

وأخرجه الترمذي (2382) والنسائي في (الكبرى) كما في (التحفة) (10/111) وابن جرير في (التفسير) (12/13) عن سويد بن نصر، والبغوي في (شرح السنة) (14 / 331 ـ 334)، وابن حبان (2502) (موارد) من طريق حبان بن موسى، والبيهقي في (الشعب) (12/178). سلفية. من طريق الحسين بن الحسن المروزي. والبغوي (14/331 ـ 334) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال عن عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح عن الوليد بن أبي الوليد أبي عثمان المدني عن عقبة ابن مسلم عن شُفَيّ الأصبحي عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

قلت: الوليد بن أبي الوليد وثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة، والعجلي، وابن شاهين، ويعقوب بن سفيان، والذهبي.

وقال علي بن المديني: كان صالحاً وسطاً، ولم يحدث عنه إلا المصريون (198) (سؤالات ابن أبي شيبة).

وذكره البخاري في (التاريخ الكبير) فجعله ثلاثة؛ الأول (8/2545) الوليد بن أبي الوليد مولى آل عثمان بن عفان. والثاني (8/2546) الوليد بن الوليد أبو عثمان المدني مولى عبد الله بن عمر، والثالث (8/2554) الوليد سمع عثمان بن عفان، روى عنه بكير بن الأشج، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وفرق ابن حبان بين الراوي عن عبد الله بن عمرو، وقد رأى ابن عمر، وروى عنه الليث بن سعد، وبين الراوي عن عبد الله بن دينار، روى عنه حيوة بن شريح.

وذكر الأول في التابعين (5/494) (ثقاته) والثاني في أتباع التابعين (7/552) وقال: ربما خالف على قلة روايته.

وجعلهم الخطيب، وأبو حاتم، والمزي واحداً.

وقال الحافظ في (التقريب) (2/337): لين الحديث.

قلت: هل وهم الحافظ؟! على كل حال فإن فيما صححه الحاكم والذهبي غنية.

[25]

صحيح لغيره: قال المصنف في (المحلى) (9/184): وروينا من طريق شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى أنه يقول: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء، وليلتمس ثوابه عنده.

وأخرجه أحمد (2/301، 435) وفي (الزهد) (ص 57)، وابن حبان (395) (إحسان) من طرقٍ عن شعبة به نحوه.

وأخرجه مسلم في الزهد والرقائق (2985) باب من أشرك في عمله غير الله، وأحمد في (الزهد) أيضاً، والبيهقي في (الشعب) (5/330) من طريق روح بن القاسم.

وأخرجه ابن ماجه (4202) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم.

وأخرجه الطيالسي (2559) عن ورقاء، وابن المقرئ في (المعجم) (1265) من طريق عصمة بن محمد الأنصاري.

أربعتهم عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب به ولفظ مسلم: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.

قلت: العلاء بن عبد الرحمن وثقه قوم، وضعفه آخرون، وقال الخليلي: مدني مختلف فيه؛ لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها، وقال الحافظ في (التقريب): صدوق ربما وَهِم.

قلت: ولم ينفرد به، فقد رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أبي سعيد المقبري، وسعيد المقبري، وسعيد بن المسيب كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه أبو يعلى في (المسند) (11/430) عن يحيى بن أيوب، والبغوي في (شرح السنة) (14 / رقم 4137) من طريق علي بن حُجْر، كلاهما حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقول: أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملاً فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء.

قلت: رجاله رجال الشيخين عدا يحيى بن أيوب هو المقابري فمن رجال مسلم.

وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) (5/329) و (الآداب) (1139) والبغوي في (شرح السنة (14/4136) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبيه وشعيب بن الليث قالا أخبرنا الليث بن سعد عن ابن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد ـ عند البيهقي ـ: المقبري ـ و ـ عند البغوي ـ: ابن المسيب.

كلاهما عن أبي هريرة رفعه.

وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري، وشداد بن أوس، ومحمود بن لبيد.

[26]

إسناده ضعيف: أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) (2/283) والحاكم في (المستدرك) (1/86) والعقيلي في (الضعفاء) (1/104) من طريق الحسن بن علي بن زياد.

وأخرجه الخطيب في (الجامع) (1/87) من طريق محمد بن إسماعيل. كلاهما عن إسماعيل بن أبي أويس به.

قلت: إسماعيل بن أبي أويس قال الحافظ في (هدي الساري) (391): لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه.

قلت: هذا أقل ما يقال فيه. قد استوفيت ترجمته في كتابي (الرصف والبناء) (335 ـ 338).

وقد أخرجه الترمذي (2654) وابن أبي الدنيا في (الصمت) رقم (141) وابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال) (1/333) وابن حبان في (المجروحين) (1/134) عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري عن أمية بن خالد عن إسحاق بن يحيى به.

وأخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (19/100) من طريق خالد بن مزيد العمري عن إسحاق بن يحيى به. قال الحاكم: لم يخرج الشيخان لإسحاق بن يحيى شيئاً، وإنما جعلته شاهداً لما قدمت من شرطهما، وإسحاق بن يحيى من أشراف قريش.

وقال الترمذي: هذا الحديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تُكُلم فيه من قبل حفظه. وفي تحفة الأحوذي (7/414): هذا حديث غريب.

وقال ابن عدي بعد أن ذكر له حديثين بعد حديثه هذا: وهذان الحديثان غير محفوظين بإسناديهما وسائر روايات إسحاق قريب من ذلك.

وقال البخاري يتكلمون في حفظه، وزاد في موضع: يكتب حديثه، وقال مرة: يهم في الشيء بعد الشيء إلا أنه صدوق.

وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ سيء الفهم، يخطئ ولا يعلم، ويروي ولا يفهم.

قلت: هؤلاء فسَّروا وبينوا وجه تجريحه. وهناك من أطلق، كابن سعد، والعجلي، والساجي، وأبي داود، والعقيلي، وأبي العرب والدارقطني وقال الذهبي في (الكاشف): ضعفوه، وقال الحافظ في (التقريب): ضعيف.

وقال يعقوب بن شيبة: لا بأس به، وحديثه مضطرب جداً. وقال ابن عمار الموصلي: صالح.

قلت: لو لم يرد فيه إلا هذا لكان صالحاً؛ ولكنه متروك عند بعض الأئمة من أهل الصنعة كأحمد بن حنبل، والنسائي، وعمرو بن علي كلهم قال: متروك الحديث، زاد بعضهم: منكر الحديث، وقال بعضهم ليس بثقة.

وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال علي بن المديني: نحن لا نروي عنه شيئاً وقال: سألت يحيى بن سعيد عنه، فقال: ذاك شبه لا شيء.

وقال يحيى بن معين: ضعيف ليس بشيء، لا يكتب حديثه وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بقوي، ولا بمكان أن يعتبر بحديثه.

قال النووي في (التقريب): وإذا قالوا: متروك الحديث أو واهيه أو.. فهو ساقط لا يكتب حديثه. قال السيوطي في (شرحه): ولا يعتبر به، ولا يستشهد. (1/346 ـ 347).

قلت: وفي الإسناد علة أخرى ألا وهي قول إسحاق هذا: عن ابن كعب فإن أبناء كعب أكثر مما ذكر المصنف، وليسوا ثقاتٍ كلهم كما ذكر.

وقد حسن بعضهم هذا الحديث لشواهده، وبعضهم أبعد النجعة فصححه.

قلت: روي عن حذيفة، وابن عمر، وجابر، وأنس، ومعاذ، وأم سلمة رضي الله عنها بأسانيد كلها لا تصح.

وأخرج الدارمي عن مكحولٍ مرسلاً وموقوفاً. وموقوفاً على ابن مسعود.

وأشار بعضهم إلى ضعفه ثم قال: ومعناه صحيح.

قلت: لا يعنينا معناه بقدر ما يعنينا هل ثبت عن المبلغ عن ربه عليه أفضل الصلاة والتسليم أم لم يثبت. وقد علم الأقوام أن كثيراً من الأحاديث الموضوعة والباطلة لها معانٍ صحيحة، ومن الواجب أن يضرب بها عرض الحائط بلا مبالاة وتلتمس معانيها من نصوصٍ صحيحة خاصة أو مندرجةٍ تحت نصوص عامة.

[27]

الدَّفافُ صاحب الدفوف، والمُدَفِّفُ صانعها، والمُدفْدِفُ ضاربها.

والبهزر كجعفر: الحصيف العاقل، وليس هذا مراد أبي محمد رحمه الله تعالى. قال العلامة إحسان عباس: ولعلها: بيزريَّاً أو هنزمريَّاً وهو الذي يحيي الهنزمر وهو عيد من أعياد العجم.

[28]

تقدم. انظر الحديث رقم (52).

[29]

مَدَبُّ السيل ومَدِبُّه: موضع جريه. يقال: تنح عن مدَبِّ السيل وَمدِبِّه، ومدَبِّ النمل ومَدِبِّه، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح ((لسان العرب)). (دبب) ووردت في بعض النسخ (دينا).

[30]

ميلق: اسم، والميلق: السريع. قال إحسان عباس: والميلق أداة يملس بها الذهب، أو لعله يختبر، وهذا هو المقصود هنا، ووردت أيضاً ((ميدقاً)) في بعض النسخ.

[31]

حسن لغيره: أخرجه مسلم (2664) في القدر: باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير.

وابن ماجه (79) عن ابي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد الطنافسي.

وابن ابي عاصم في (السنة) (356) والبيهقي في (السنن) (10/79) وفي (الأسماء والصفات) (203) والمزي في (تهذيب الكمال) (9/135) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة. والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (630) عن محمد بن العلاء

والطحاوي في (المشكل) (1/101) من طريق عبيد الله بن موسى.

وابن حبان (5722) (إحسان) من طريق علي بن حرب الطائي.

والخطيب في (الفقيه والمتفقه) (2/87) من طريق قتيبة بن سعيد.

كلهم عن عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان اللفظ لمسلم.

ربيعة بن عثمان وثقه قوم وقال أبو زرعة: إلى الصدق ما هو، وليس بذاك القوي. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس وقال الحافظ في (التقريب): صدوق له أوهام.

قلت: هذا الكلام وغيره يحطه عن رتبة الصحيح.

وقال المصنف في (المحلى) (10/334): مجهول. قلت: عجب جداً.

وأخرجه أحمد (2/366 و 370) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (628، 629) وابن السني في (عمل اليوم والليلة) (348) والطحاوي في (المشكل) (1/100) والطبري في (تفسيره) من طرقٍ عن عبد الله بن المبارك عن محمد بن عجلان عن ربيعة بن عثمان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه.

قال ابن المبارك: سمعته من ربيعة، وحفظي له من محمد.

وقال الطحاوي: دلسه ابن عجلان وإنما سمعه من ربيعة.

وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (627) والطبري في (التفسير) من طريق فضيل بن سليمان عن ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

قلت: فضيل ضعيف: وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (626) وابن ماجه (4168) والطحاوي في (المشكل) (1/100) وابن حبان (5721) (إحسان) وابن عبد البر في (التمهيد) (9/287) من طرقٍ عن سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) (10/296) والخطيب في (تاريخ بغداد) (12/223) من طريق سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه الحميدي (1114) عن سفيان ابن عيينة عن ابن عجلان عن رجلٍ من آل ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه ابن ابي حاتم في (العلل) (2808) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي عن محمد بن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب رفعه، ثم قال: فسمعت ابن الجنيد حافظ حديث مالك والزهري يقول: إنما يرويه الناس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا عمر.

وقال الحافظ في (الفتح) (13/228): وهذه الطريق ـ يعني عبد الله بن إدريس ـ أصح طرق هذا الحديث، وقد أخرجها مسلم أيضاً واقتصر عليها ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده، ويحتمل أن يكون ربيعة سمعه من ابن حبان ومن ابن عجلان فإن ابن المبارك حافظ كابن إدريس.

طباعة

تعليق

القراءات :941

التعليقات :0

صفحة 8 من 17

من ألبوم الصور

المزيد >>

من أمسيات هذا الموسم

بتاريخ: 23/02/1436ھ الموافق: 12/15/2014م

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.

المزيد >>