شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقدمته، وهي جواب رسالة إخوانية من أحد طلبة العلم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ... اللهم صلِّ على محمد، وعلى آله.
قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم رحمه الله: سلام عليكم أيها الإخوة الفضلاء، والصُّدقاء (1) الكرام، المغتبط بودهم الذي هو أفضل من القرابة الواشجة والمجاورة الدائمة؛ فقد بَشَّر الله عز وجل المتحابين فيه بأتم البشرى، وأنه يُظلهم يوم لا ظلَّ إلا ظله (2) ؛ فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو الموفق للخير، الواهب للنعم، وأسأله الصلاة على نبيه ورسوله وصفيه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم، وأستوهبه تعالى لي ولكم المزيد من كل حسنة مقرِّبة منه ومبعدة من سخطه.
قال أبو محمد: أما بعد: فإن كتابكم ورد عليَّ وفي أوله وصفكم لي بما لست أهله عند نفسي، ولكني أحدِّث بنعمة الله تعالى عليَّ مؤتمراً لأمره إذ يقول عز وجل: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [سورة الضحى/11]، فأقول: بلى.. إن لله تعالى عندي نعماً أنا أسأله ثم أرغب إليكم بالأمانه التي عرضها الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [سورة الأحزاب/72] أن تسألوه تعالى لي ولكم أن [يخفف] (3) في سجودكم في أواخر ليلكم: أن لا يجعل ما وضع عندنا من مادة الفهم في دينه فتنة لنا في دينه، ولا حجةً علينا في الآخرة، وأن يجعل ما أودعنا من ذلك عوناً على طاعته في هذه الدار، وزلفى لديه تعالى في دار القرار.. آمين آمين.
والذي ذكرتم من وجوب الإرشاد للمسترشد، ولزوم البيان لمن سأل: فنعم.. سمعاً وطاعة لأمر الله تعالى إذ يقول: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ . إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ [سورة البقرة /159، 160] أعاذنا الله وإياكم من كل ما يؤدي إلى الفتنة، ورزقنا البيان الموجب لمرضاته وتوبته، آمين.
ولقد ذكر بعض أهل العلم وابتغاء الخير في الشيخ الفاضل أبي الخيار مسعود بن سليمان بن مفلت (4) رضي الله عنه معتمداً قوياً ومعتقداً كافياً، برد الله مضجعه، [236/أ] ونفعه بفضله وعمله، وصحة ورعه وفهمه، وصدعه بالحق، رفع الله بذلك درجته.. وأما ما ذكرتم من صفتي عندكم فأقول على ذلك ما قال سفيان بن عيينة رحمه الله إذ رأى حاجة الناس إليه بذهاب السالفين من أئمته، فأنشد رافعاً صوته بحضرة الجماعة:
خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدتُّ غير مُسَوَّدِ
ومن الشَّقاء تفرُّدي بالسُّؤْدَدِ (5)
ورأيتُ المسائل التي سألتم عنها، فوجدتُها مسائل لا يستغني عنها من له أقلُّ اهتمام بدينه عن البحث عنها والوقوف عليها.. ولقد أجدتم السؤال، وأنا أسأل الله تعالى [أن] يوفق لإصابة الجواب عنها يا رب العالمين، ورأيتكم سألتم في بعض تلك المسائل بألفاظٍ شتَّى والمعنى واحد، فنصصت ألفاظكم فيها لتقفوا على ذلك إن شاء الله تعالى.
طباعة

تعليق

 القراءات :1803  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 17
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج