رغم أننا معاً.. |
نذهب كل يوم إلى حديقة أشواقنا حول قلبينا.. |
ونلتقي في أصداء كلماتنا.. |
ونرجع إلى هذا العالم المزدحم.. |
وإلى هؤلاء الذين يحبوننا، وتعوّدنا على حبهم.. |
فما زال الحزن - يا حبيبتي - هو قارورة العمر.. |
وقد أحكمنا أقفال سدادتها، وقذفنا بها إلى البحر.. |
لعلّ أولادنا من بعدنا يلتقطونها ذات يوم.. |
لعلّهم يقرأون ما بداخلها من حزن عظيم!. |
* * * |
رغم أننا معاً... |
عبرنا زمن الوله، ورغبة الامتلاك.. |
فما زلنا نغوص في داخل النفس.. |
وما زلنا نبحر في سرحاتها.. |
نهرب من خفقة الصدق وما سكن الفؤاد.. |
لكنّ وعدي لك - يا أعز الناس: |
أن يثمر صوتي البهجة في إصغائك.. |
فكلما سافرت نظراتي وجدتك واستعدتك! |
أحمل ميراثي وأمشي إليك.. |
أنت في جذوري قرار الحياة.. لا استقرارها. |
أنت الميلاد والموت، والميلاد المتجدد. |
أنت الأمل والفصول المتعاقبة.. |
تعلنين عن إشراقك في وجداني كله.. |
وتهربين إلى أطرافك! |
* * * |
أقبل على الحياة.. |
وسلاحي: هذا التراب.. |
أخطو فوقه اليوم، ويكفّنني غداً!. |
ولا بد أن أصل إليك.. |
فكل الأشياء تصبح ملكاً لك.. |
كل البحار موانئك.. |
كل الطرقات إليك دروبي.. |
أجعلها رياحي، وأجعلك قوة هذه الرياح! |
* * * |
سأرتد إليك.. |
لأطفئ شموعي بنسمتك، وأعانق الظلال في طيفك. |
سألوذ بصدقك.. |
لأخفف عذابي كلما فكرت في الأقدار والفراق. |
سأكون مجروحاً.. |
أعود إلى نبعك لأغسل هذه الجراح، وهي... |
ممنوحة من تعاقب الأيام والفصول!. |
سأحتضن جنوني.. |
وأقف لأمنعك من الهروب. |
ستكونين الشوق والضنا.. الانتظار والبسمة. |
ستكونين دوماً: لحظة الوجود الأصلية بلا زيف. |
* * * |
أمنح الدروب نثيرة من أناشيد الحياة.. |
ما دمت تملئينها! |
وبين غيابك ومجيئك أتقافز.. |
أتقاسم الزمن والفرحة مع الظل وقوس قزح! |
فما تزالين تشطرين نهاري إلى نصفين.. |
تأخذين منتصفه، وأعطيك منتصفه الأخير! |
أريد.. |
أريد أن أجعل من غروري بك.. ذاكرة لك.. |
تحفر في عمرك ربيع الحياة!! |