فُجِعَتْ دولةُ البيانِ وقد خَرَّ |
صريعَ المنون شيخُ البيان |
شاعرُ العُرْبِ منذ أن نهض العر |
بُ إلى حقّهم بحدِّ السِّنان |
فمشوا أمة تكبّلها الأغلا |
ل، تسعى لرفعة الأوطان |
برئت نفسه إلى أمة العر |
ب من العرب ناقصي الإيمان |
وهمو مؤثرو مواطن ميلا |
د على غيرها من البلدان |
فديار العربان في مشرق الأر |
ض وفي غربها حمى العربان |
ذاك إيمانه العميق فلا ير |
ضى بما دونه من الإيمان
(1)
|
يا زعيم القريض في موطن الفكـ |
ـر طواك المنون قبل الأوان |
كنت أرجو أن يستطيل بك العمـ |
ـر فتشدو لنا بأحلى الأغاني |
والأماني حقائق لا أغاريـ |
ـد وليست رؤى بدنيا الأماني |
والحدود التي أقامت يدُ العدوا |
ن قد حُطِّمَتُ مع العدوان |
وحدة العرب تلك أقصى أمانيـ |
ـك شعوراً ومظهراً للعَيان |
والدخيل الذي تحكم ردحاً |
في حمى العرب رافع الصولجان |
وهو إن جدت الشعوب تلوّى - |
ماكراً كالتواءة الثعبان |
قد طردناه من حمانا بأيدينا |
ليلقى مصارع الطغيان |
كُلُّ من صال باطلاً فمُحالٌ |
أن يُرى خالداً على البُطْلان |
كنت أرجو وأمةُ العرب لكن |
دهمتنا فيه يد الحدثان |
قد فقدناك حين كنا نُرجَيّـ |
ـك فيا حَسرةً على الإنسان |
غير أن الذي شهدتَ من الأحدا |
ث باكورةٌ لشتى المعاني |
وتباشيرها مطالع يمن |
وأمان على الرّبى والمغاني |
لست أدري هل أنطقتـ |
ـك ولم تُسْمِعُ فصان الخباءُ دُرَّ الحسان |
أم تراها السنون أذبلت الزر |
ع فلا ينتشي من الهتَّان |
أم هو المنصب الرفيع تداريـ |
ـه بما ينبغي من الإتقان |
بيد أني أحس صوتك بالغيـ |
ـب على وهنه قَوِيَّ البيان
(2)
|
داعياً بالنشيد أمة عدنا |
ن هلموا إلى حمى عدنان |
أرضنا حيثما كانت العروبة نحميـ |
ـها فشدوا الأيمان بالإيمان
(3)
|
كم شدا صوتك الرخيم بهذا |
فأصخنا لصوتك الرنان
(4)
|
إيه. بشراك. هذه أمة العر |
ب استعادت خليقة الشجعان |
فمضت للكفاح لا ترهب المو |
ت وتأبى الحياة رهن الهوان |
والدخيل البطين يفقد مرعا |
ه، ويبكي من لوعة الحرمان |
لا تخل ما رأيت لونا من الما |
ضي فتخشى عليه نَوْبَ الزمان |
هذه يقظة تكاملت اليو |
م ولبست كالأمس صحو الجَنان |
هي صحو الضمير، والفكر، والإيما |
ن شتّى عواملِ الوجدان |
وهي أسُّ البناء في كُلِّ أمرٍ |
دَعَمَتْه مُقَوِّماتُ الكِيان |
لن يميد البناءُ يوماً وقد شيـ |
ـد على مُحْكَمٍ من البنيان |
سدّد الله خطوها أمةَ العر |
ب - وأفنى بغيظه كلَّ شان |
وتولّى الشيوخَ منهم بتوفيـ |
- ق وأروى عزائم الشُّبان |
إن تكن مت كالغريب ووارا |
ك - على حبه - ثرى لبنان |
أنت في فلذة العروبة مثوا |
ك قلوبٌ شكرى من الأشجان
(5)
|
نم قرير الفؤاد غير أسيف |
فالأماني قِطافُها منك داني |
يا فؤاد الخطيب أسكنك اللـ |
ـه بغفرانه فسيح الجِنان |
وتولتك من كريم يدُ الأكرا |
م ريّا بمُغْدَق الإحسان |
* * * |