شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غيداء
وغيداء هاجتني إلى الحب ثانياً
وقد كنت عن أمثالها - قَبْلُ - أصدف (1)
تجمّع حسنُ الشرق فيها، فبعضُه
قَصِيٌّ وبعضٌ في العروبة يُعرف
دَلَفْتُ بقلبي نحوها، فأَجَنَّه
هواها، وصار القلب بالقلب يشغف (2)
أتاني هواها بعد أن عضّني الهوى
وباتت جراح القلب تَنْزَى وَتَنْزِف
وكِدْتُ أَلُمُّ النفس عن مشرع الهوى
وأصدف عن وِرْد الغرام وأعزف
فلما تلاقينا ترجرج خافقي
وأحسسته ما بين جَنْبَيّ يرجف
وحاولت أثني القلب عنها فلم يُطِعْ
وشمت بها ما لست في الغِيدِ آلَفُ
رأيتُ الهوى ثَرَّ المَعين نميرَه
بعينين ما زاغت، ولا تَتَخَطَّف
فمنَّيت نفسي أن يطيب بِوِرْدِها
شرابي، فما لي لا أَبُلُّ وَأَرْشُفُ
وطاوع عقلي القلبَ في خفقاته
وما خفت أن القلب بالعقل يعصف
وَبُحْتُ لَهَا بالسّر إذ قد لمحته
يكاد من الأهداب يَنْدَى وَيَنْطُف
فأعطت ولم تبخل، وإن كان طبعها
هو البخل، في هذا المجال ويَشْرُف
ومن تعط بعد البخل تغدق عطاءها
على ثقة منها وتُروي، وتُسرف
ورحنا على أنغام قلبي وقلبها
نردّد ألحانَ الغرام وَنَعْزِف
وعاجلنا بَرْدُ الشتاء ولم نكد
نشم أزاهير الربيع ونقطف
هو البين ينتاب المحبين جانباً
ويعتصر الأكباد لا يتعفّف
فأودعتها حبي على القرب والنوى
رجاء لقاء عاجل يتلطف
وَدَسَّتْ بِجَنْبَيَّ الهوى في وشيجة
هي الحب أوفى ما يكون وأعنف
تموج بعينيّ الدموعُ وعينها
على رغم ما نُبْدي، وما نتكلف
وللحب من معنى الرجاء كرامة
على شرَّة الأحداث لا تتقصف (3)
ولا يعرف الأحبابُ لليأس مدخلاً
إلى النفس أن الحب باليأس ينسف
إذا بلغ الحبُ الصحيحُ مكانَه
من النفس لم تُقْهَر عليه وتأنف
وتصطرع الأحداث فيها وإنما
سيغلب ما عَزَّ الغلاب ويُنْصَف
ويجتمع الشمل الذي كان جمعه
طرازاً من الأحلام لا يتألَّف
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1141  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 659 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج