| أين عَهْدُ الوَفَاءِ جاز انكسَارَه؟ |
| أينَ تلك العُطُورُ تحمي وقارَه |
| كم تحَدَّى بَؤسَ الحَياةِ وقَاسَى |
| آفَةَ الفقْرِ إذْ ترومُ اعْتِصارَه |
| فيُجاري أسْبَابَه في سَلاَمٍ |
| وقُوَى النّفْسِ تَسْتَخِفُّ اعْتِبَارَهْ |
| كانَ خِدْنَ الرِّجالِ في كلِّ حالٍ |
| وعيونُ الحياء تحْكي اقتِدَارَهْ |
| ما أرى اليومَ والمَدَامِعُ ثَكْلَى |
| غَيْرَ باكٍ مِمَّا يلوكُ احتضارَهْ |
| مُهَجٌ سافَرَتْ بريفٍ شَقِيٍّ |
| في أخاديدِ كَبْوَةٍ أو حَقارَهْ |
| كُلُّهَا نازِفٌ كَصَرْعَى وَبَاءٍ |
| أوْ أُسارى لشُهْرةٍ مُسْتعارَهْ |
| رَزَأ الدّهْرُ بَعْضَهم إثْرَ بَعْضٍ |
| بصرُوفٍ وَحْشِيَّةٍ أوْ إغارَهْ |
| صُوَرُ الفاجِعَاتِ فيها اسْتَحَالَتْ |
| مُرْهَقَاتِ الشَّديدِ ضَلَّ اصْطِبَارَهْ |
| أنْتَ في مَعْزل يفيضُ بِحُبٍّ |
| زَاخِرٍ بالصَّفاءِ عَزَّ انْهيارَهْ |
| ما عبابُ المهيِن لو كنْتَ تَدْري |
| غيرُ أرقام مَكْسَبٍ أوْ خَسارَهْ |
| حزَبَ الأمْرُ واسْتَقَرَّ اقْتِناعي |
| لَيْسَ عندي من حِيلَةٍ مسْتَخَارَه |
| غَيْر حَشْدٍ من المكارِمِ يسْعى |
| لِيُحَيّي الْوَفَاءَ ثُمَّ انْتصَارَه |
| سَئِمَ الصَّبْر أنْ يَراه قَريباً |
| فكأنَّ الزَّمانَ ملَّ انْتظَارَه |