| اتَّقِ الله يا معنّى ودَعْني |
| في ثباتي ووحدتي واغترابي |
| أنا في رحلةِ الوجود أسيرٌ |
| ضاعَ عُمْري على متُونِ السرابِ |
| إن قلبي معذَّبٌ لا تسلني |
| عن شَقَائي وحيرَتي واضْطرابي |
| قسوة العنف تستبد برَوْعي |
| وجُروحي من الفؤادِ المُصابِ |
| كم تمنيت أن أسالم دهري |
| فأطالَ الزمان نصْب عَذابي |
| تارةً تهتفُ البشائرُ نحوي |
| راقصات على جحيم الصِّعاب |
| فتخرّ الآمالُ صرعى ظُنونٍ |
| مترعاتِ الردى بِسُمِّ الشرابِ |
| أيُّ عدلٍ وأيّ حظٍ جريحٍ |
| مَزَّقَتْ صَفْوَهُ قيودُ العتابِ |
| مات في حَوْمة الوغى يوم عيدي |
| وخَبا الحسنُ في زوايا التراب |
| كيف أُصغي وكيف أمسح دمعي |
| حيث يجري مكللاً بالخضابِ؟ |
| كيف يلهو الأسى بأجفانِ حُرٍّ |
| عانق الضيم في رقيق الثياب؟ |
| وزئيرُ الظلام يسخر منه |
| ضاحكاً لاهياً عتيَّ الرغابِ |
| ملأ الأرض والكواكب ثُكْلاً |
| وهواناً يُذِلُّ هام الرقابِ |
| كفكفتْ "زينبٌ" دموعي وراحت |
| تتغَنّى على الأماني الكذابِ |
| وبكى الزهرُ عندها في خشوعٍ |
| فاستقرت به لحسْن الجوابِ |
| أنْ يطُلْ بالمحبِّ ليلٌ ثقيلٌ |
| ينجلي بعده ركَامُ الضبابِ |
| * * * |