شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مشكلة الإملاء في تعليم النشء
وقد اختار الصديق الأستاذ بدر كريّم، للموضوع القيم الذي نشرته هذه الجريدة منذ أيام، عنوان (الإعاقة الإملائية) وهو الذي لفت نظري، وشدّني إلى استيعاب المقال، وبالتالي حفزني إلى المشاركة فيه بما يدور في نفسي عن ظاهرة الكساح الإملائي التي يعانيها ربما أكثر من 80% من أبنائنا، وفي مختلف مراحل التعليم.
ويصعب أن يستوعب هذا المجال الضيق المحدود لكلمة (نشر وطي) جميع أطراف المشكلة كما أراها ويراها معي كثيرون في حدودها، وبعيداً عن المقدمة الطويلة التي مهّد بها الأستاذ بدر للدخول في صلب المشكلة. ويمكن أن نلخصها في ظاهرة الأخطاء الإملائية التي يقع فيها أبناؤنا ليس فقط من الذين لا يزالون في مرحلة ما قبل الجامعة، وإنما أيضاً وبنسبة عالية في المرحلة الجامعية أيضاً. إلى ذلك الحد الذي قال عنه الأستاذ بدر: (لا تستطيع أن تقرأ سطراً واحداً مما تكتبه الأغلبية إلا وفيه ما لا يقل عن خمسة أخطاء إملائية الخ..).
وليست لدي معلومات دقيقة عن منهج تعليم الإملاء، وليست لدي أيضاً فكرة عن طريقة تدريس هذه المادة الأساسية في المدارس على اختلاف مراحلها. ولكن يسعني أن أقول على أساسها أسمع عن المشكلة، إن العقدة فيها من وجهين. هما المنهج أولاً.. وكفاءة مدرّس المرحلة الابتدائية والمتوسطة ثانياً.. واستثني المرحلة الثانوية، لأني أفترض أن الطالب الذي يصل إلى المرحلة الثانوية، قد تجاوز وانتهى من استيعاب المقرر في منهج الإملاء.
بالنسبة للمنهج، إن الذي أسمعه، أن الطريقة الحديثة التي يأخذ بها المنهج المقرر، يبتعد عن أسلوب (تقرير القواعد)، وأعني قواعد الإملاء، المقررة منذ عشرات الأجيال ويبتعد كذلك من خطبة التلميذ بواجب مكثّف يكلّف بعمله في المنزل لتقديمه في الحصة التالية.. على سبيل المثال.. قواعد (الهمزة التي ترسم مفردة في وسط الكلمة). الأولى منها: إذا كانت مفتوحة وقبلها حرف مدّ و ساكن ليّن مثل: (تفاءل.. السمؤل.. قراءات) والثانية إذا وقع بعدها حرف مدّ مثل (مرؤوس.. رءوس) ولكن إذا كانت الهمزة واقعة بعد ياء ساكنة فتكتب على ((نبرة)) لئلا تفصل حروف الكلمة عن بعضها مثل (خطيئة.. مشيئة.. رديئة) الخ.
مثل هذه القاعدة من أحوال الهمزة، إذا تلقّاه التلميذ من مدرّس مستوعب وقادر على الشرح والتوصيل، وقام التلميذ بعمل واجب التمارين المكثّف، فإنّه لا بد أن لا يقع في الأخطاء البشعة التي نلاحظها عليه.
أما فيما يختص بكفاءة المدرّسين فالمسالة تنحصر في مستواهم العلمي، ومؤهّلهم (كمدرّسين) في المرحلة الابتدائية بالذات.. إذ يغلب علي ما أسمع - والعهدة على الرواة - أنهم من حملة مؤهّل الثانوية العامّة.. أي إنهم يدرّسون المادة التي يحتمل أنهم قد تلقوها هم أيضاً بالطريقة الحديثة، التي تبتعد عن ترسيخ القواعد كما ذكرنا، فإنهم بالطبع لا يستطيعون أن يعطوا أكثر مما أخذوا.. فإذا كان ما أخذوه ضعيفاً، فإنهم لن يعطوا إلاّ الضعف كما هو أو كما تلقوه في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسّط.
وبعد، فالموضوع الذي عالجه بالتنبيه والتساؤل الأستاذ بدر كريّم اعتبره من أهم مواضيع التعليم.. بل قد لا أسرف إذا ذهبت إلى أنه الأهم والأشد إلحاحاً ومطالبة بإعادة النظر إذ هو (الكتابة)، وكثير جداً علينا، أن يظل أبناؤنا لا يعرفون كيف يكتبون.
ثم لا بد أن أعترف بأني أحتاج إلى دراسة موسّعة للمنهج، ليتاح لي أن أقول ما ينبغي أن يقال عنه على أساس صحيحٍ، وبعيداً عن الملاحظات العابرة، التي كثيراً ما تبنى على غير أساس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1579  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج