ـ وأصاخت الدنيا بسمعها، يستجيب عالمها الإسلامي، للنداء الذي فرض به رئيس المؤتمر الإسلامي، مؤتمر القمة المنعقد في مكة، الملك خالد بن عبد العزيز، التوقف عن الأعمال في يوم واحد.. استجاب له المسلمون والعرب، على صورة إيجابية، واستجاب له الآخرون، على صورة من التخوف، لأن الغرب كل الغرب، يحاذر من أن تجتمع الكلمة، في القارتين آسيا وأفريقيا، في وحدة، أبرز التوقف أن هذا الضيم الذي تصبه إسرائيل على العرب، وعلى مقدساتهم، ما هو إلا ضيم بمصالح الغرب، وطمأنينة الشرق، لكن اثنين لم يستجيبا إليه، الأول ((مناحيم بيجن)) والثاني ((القذافي)).
فاليهودي بيجن، يرى في هذا التوقف وفي أي مشروع عرض على مجلس الأمن، وفيما ينتج من قرار في هيئة الأمم، على أنه الابتزاز، لحق اليهود، وهو يعرف أن هذه الكلمة، تروج لدى الذين يعيشون في الجرعات المخدرة، جرعات اليهود، وإلا فأي ابتزاز أشد وأشر مما صنع ((بيجن)) وعصابته في المسجد الأقصى، يقتل الإِنسان المسلم، ليسخر من كل المواثيق.. ولكنه في الوقت نفسه، وبفعلته تلك، قد أعلن للذين يجدفون له من بعض العرب، المنعزلين عن أمتهم، أن ((اليهودي)) ليس حضارياً، فتخريب ((قبة الصخرة)) وتحريق المساجد، والحفريات لتحطيم الآثار، عمل بربري يقتل الحضارة.
فعلى الذين يدعون أن إسرائيل ((غزو حضاري)) ينبغي أن يعرفوا إنما ((إسرائيل)) بالعقلية اليهودية، ((البرابرة)) ولو لبسوا كل ما صنعته المدنية.
أما ((القذافي)) فلا أحسبه كما تعودنا منه، إلا الرافض لكل موقف عربي أو مسلم، يحرج اليهود.. فهو بما أسلف وبرفضه الاستجابة للتوقف، إن قصد الشذوذ عن التضامن والوحدة، فالمهم العامل الذي يحقق أغراضه في هدم كل ما هو عربي، كل ما هو مسلم.
فالعقيد ((القذافي)) ليس صاحب عقدة، وإنما هو صحب ((عقيدة)) يعمل لها، وستنبؤنا الأيام عن هذه الـ ((عقيدة)) التي أراد إخفاءها وأنه ليتستر تحت وصمة الجنون..