شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حجتها.. وحجتنا..!
ـ قالت رئيسة وزراء بريطانيا ((مارجريت تاتشر)) وهي تندد بموقف أمريكا حين صوتت في هيئة الأمم ضد رغبة بريطانيا، قالت السيدة تاتشر: إن سكان جزر فوكلاند بريطانيون لهم الحق أن يحققوا إرادتهم في البقاء تحت سلطان بريطانيا الأم، وهي لن تفاوض الأرجنتين لأنه كما يفهم من قولها إن الأرجنتين دولة غازية تريد أن تحتل أرضاً شعبها بريطاني..
تلك حجتها.. أفلا يمكن أن نأخذها حجة لنا في فلسطين؟!
إن جزر فوكلاند أرض أمريكية احتلها البريطانيون، أما فلسطين فأرض عربية من الأزل، شعبها عربي من بعد الطوفان سامي بلا جدل، فكيف صح لبريطانيا قبل خمسة وستين عاماً أن تمنح إسرائيل ((وعد بلفور)) وطناً قومياً لليهود؟! لعلّ بريطانيا تنكر على نفسها الآن ما فعلت في فلسطين ولو بالإعلان على أنها لا توافق على ما تفعله إسرائيل الآن في فلسطين وفي لبنان. إن ((مناحيم بيجن)) قد أخذ من غزو بريطانيا لفوكلاند تخرج الغزاة الأرجنتينيين حجة لما يفعل في فلسطين ولما فعل في لبنان، لكن كل ذلك بهتان..
ونأتي إلى دور أمريكا حين صوتت ضد بريطانيا وهي الأم والحليف والصديق قبل كل صديق، فلماذا إذا ما أقر مجلس الأمن قراراً أو أقرت هيئة الأمم قراراً ضد إسرائيل ترفضه أمريكا أو تمتنع عن التصويت في الآونة الأخيرة؟ أليس شعب فلسطين صاحب حق واضح في الأرض أكثر من دعوى الأرجنتين؟!
نحب أن نذكر الذين ينسون الحق فيحيلون الباطل إلى حق، لكن الولايات المتحدة قد اضطرت لإغضاب بريطانيا لأنها لا تريد أن تغضب أمريكا اللاتينية، فهي تخشى أن تصنع هذه الجفوة بينها وبين اللاتينيين كاسترو آخر أو آخرون. إنها سترضي بريطانيا بأسلوب آخر لعلّه كان في نهاية أزمة خطوط سيبريا أو غيرها من أزمات التجارة.. فبريطانيا لا تملك الآن إلا أن تعتب ولها العتب حتى ترضى، والترضية قريبة لا تبتعد بها أمريكا..
إن ما وقع الآن بين بريطانيا وأمريكا يعطينا أن نصف تشرشل بأنه كان حالماً خيالياً حين زعم لنفسه أنه يستطيع أن يوحد الشعبين الأمريكي والبريطاني.. إن حلم تشرشل كذبته الأيام!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :770  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 259 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.