شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرقص حول النار!
ـ ونشأنا نشاهد ((المزمار)). توقد النار، تشتعل حطباً فوق حطب، يدور الراقصون حول النار. فما وجدتني حينذاك أعوذ بهذه النار إلى أنها وثن، أو أنها ذكرى لنار إبراهيم أبي الأنبياء، كانت برداً وسلاماً عليه.
فقد كنت أحسب يوم كان الظلام لا يضاء بنور، ويوم كان الرقص في الليل، كنت أحسب أنها للإضاءة، يتراقص أصحاب ((المزمار)) حولها.
ولكن لماذا تأخذهم النشوة فيأخذون تراباً من الأرض أو رملاً يقذفونه على النار؟!
كل ذلك لم أفطن إلى المصدر الذي جاءت منه النار. أهي من وثنية الفرس؟! لم تكن هذه النار توقد من أجل ((المزمار)) على صورة الوثن كاملاً، وإنما هي وبالرقص حولها والدوران وقذف التراب فيها شيء من الوثنية، فقد تشاهد الهندوكي إذ مرّ في عربة القطار يلقي التحية للنهر المقدس بعضاً من النقود. تلك وثنية.
فهل جاءت هذه النار إلينا أيام ((المزمار)) من وثنية الفرس، زرادشتية مزدكية مانوية؟!
أحسب أن هذا الظن صحيح. لكن هناك معلومة أخرى عرفتها هذه السنة، فعندي خادمات من أرتيريا مسيحيات ((أرثوذكس))، وقد خرجت مصافة إلى فناء البيت أنظر إلى مطبخ خارجه وسط الفناء، فإذا الخادمات أوقدن ناراً بخشب قليل قد اشتعل وفي ((كانون)) صغير. وأخذت كل واحدة منهن تقذف على النار، تتخطاها مرة ومرة، فعجبت. أهي نار ((المزمار))، أهي نار فارس، أم أي نار هي؟!
وسألت الخادمات.. لماذا هذه النار؟!
قلن لي: إنها نار ((أبرهة)).
يعنين نار إبراهيم عليه السلام.
فالحصيلة من ذلك أن نار ((المزمار)) فارسية، لأنها طقوس يرقص حولها المزمرون.
أما هذه النار فقد جاءت للمسيحيين من وراثة التوراة أو الإنجيل تذكيراً بالنار التي أوقدها إنسان جبار فأخزاه الله جبار السموات والأرض. فإذا نار إبراهيم أحالتها رحمة الله برداً وسلاماً.
وكم من العادات والتقاليد نحترفها ولا ندري أصولها، ولا من أين كان وصولها؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1241  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 256 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج