شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الوزير المهلبي
ـ وتحدث الأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني، قال:
لقد كنت من عواد الوزير المعلبي، أزوره الفينة بعد الفينة وفاء لوفائه واعتزازاً بصفائه، فقد كان من أهل الفضل علماً زان شرف محتده، فما أكرم النسب حين يشرف به الحسب، وحين يرتفع النسب بالحسب، ((من أبطأ به حسبه لم يرتفع به نسبه)).
فقد كان الوزير المهلبي يكرم الفضل وأهله، وبينما كنت جالساً والوزير يستقبل زائريه دخل الشريف المرتضى العالم والنقيب والحسيب النسيب، فما رأيت الوزير المهلبي قد استقبله هاشاً باشاً، كأنه تعمد أن لا يحتفي به، فعجبت، فتلك الجفوة ليست من خلق المهلبي، ولا هي مما يستقبل به الشريف المرتضى.
وبعد دقائق دخل الشريف الرضي الشاعر فإذا الوزير المهلبي يستقبله بالهشاشة والبشاشة يلتفت إليه ليلفت أنظار الجالسين إليه. فزورت في نفسي أن أبقى في مجلس الوزير حتى يفرغ الناس، لأسأله كيف جفا المرتضى وهو من هو علماً ومقاماً، وكيف صفا للشريف الرضي وهو لا شك دون أخيه؟
وحتى إذا خلا المجلس، سألت الوزير المهلبي:
لقد رأيتك تستقبل المرتضى بجفوة، كأنه لا يستاهل الحفاوة.. ورأيتك تستقبل أخاه الرضي ولم يكن إلا دون أخيه وما هو إلا شاعر.
فصمت المهلبي قليلاً ثم قال:
إن الشريف المرتضى وأنت تعرف سعة ما يملك من الأرضين قد جاءني اليوم لأنجز له طلباً وما ذلك الطلب إلا لأنتزع له قطعة أرض يملكها جار له يضمها إلى ما يملك من الأرض.
فأنت تراه يريد ظلم المسكين فلا يحترم حقه مالكاً وحقه جاراً فرأيتني لا أحتفي به. فقد احتقرت مطلبه فأصبح غير جدير بالحفاوة.
أما أخوه الأصغر الشريف الرضي فقد بلغني أنه قد رزق بولد، فأرسلت له بدرة فيها ألف دينار، وتلطفت أكتب خطاباً معها أقول له: إن هذه البدرة أجر ((الداية)) فأرجعها إلي يكتب معها: ((إِنا أهل بيت، لا يقبل نساءنا إلا جداتنا، وهن لا يتقاضين منا أجراً)).
فها أنت تراني أحترم الرضي لهذه العفة، لهذه العزة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :666  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 252 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج