شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حصافة عبد الملك
ـ وكان عبد الملك بن مروان عظيماً، له في سجل تاريخنا مجد، فهو المؤسس الثاني لدولة بني أمية، وبعبارة أخرى هو المؤسس الأول لإِمبراطورية بني مروان ثارت عليه فتن، كأن كل الأرض قد انقلبت عليه، حتى إن بعض نصارى الشام وكل هذه الفتن قد اضطروه أن يجامل القيصر بل واسترضاه يدفع له المال، يحجبه عن التحرك ضد الشام.
وأرسل له القيصر مرة يطلب منه أن يبعث له رجلاً يتحدث معه ليعرف منه ما يريد، وعجم عبد الملك أعواد الرجال فلم يجد إلا صديقه أيام كان عبد الملك حمامة المسجد ألا وهو عامر بن شراحيل الشعبي الإِمام، فبعثه إلى القيصر. وأقام الشعبي أياماً يسبر غور القيصر كما كان القيصر يسبر غوره، حتى إذا عاد الشعبي إلى دمشق ومعه كتاب من القيصر لعبد الملك وكان الكتاب مقفلاً ما اطلع على محتواه الشعبي.
وقرأ عبد الملك الكتاب، وإذا فيه ((عجبت لأمة فيها هذا الرجل - يعني الشعبي - كيف تركوه ولم يولوه الخلافة، فوليتها أنت؟!)).
وقال عبد الملك للشعبي ذلك فارتاع الشعبي، فقال له عبد الملك: ((هوّن عليك إن القيصر قد كاد علي ولم يكد عليك، حسدني أن يكون لي صديق مثلك، فخطر على بال القيصر أن أغضب منك لأقتلك)).
إن هذه المكيدة من القيصر عرفها ابن مروان، فما تصرف إلا بحصافة الرجال، فإذا الشعبي لازال الصديق المكرم عند عبد الملك.
هكذا تتضح الشيم عند من تكسوه الشيم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 253 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج