فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الثاني - النثر - تمر وجمر > إسلاميات > الحج
الحج ـ الحج طاعة تتم بالاستطاعة، فلقد فرض الله الحج على الناس كافة وذلك في قوله تعالى: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (آل عمران: 97). ولكن كيف يحج الناس الذين فرض الله عليهم هذا الحج إلى البيت الحرام؟ إنه يتم أولاً بالإِسلام. فالإِنسان إذا لم يكن مسلماً ليس مستطيعاً للحج، ولن يقبل منه. فقد حرم الله على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام بعد العام الثامن من الهجرة يوم حج بالناس أبو بكر، وتلا على الناس هذه البراءة الإِمام علي بن أبي طالب. فالإِسلام هو الاستطاعة الأولى. لأنه الطاعة الأولى فالآية التي فرض بها الحج على كل الناس وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (آل عمران: 97) آية محكمة علمنا الله أن حكمها العام قد جاء التخصيص له وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً (آل عمران: 97) فالفرض هو المطلب، وجاء التخصيص تعييناً لمن عليه أداء هذا الفرض وهو المستطيع مسلماً. صحيح البدن، لديه الراحلة والزاد، والطمأنينة والأمن، فإذا ما تمت الإِستطاعة وهي على صور شتى وجب على المسلم أن يؤدي هذه الفريضة الركن الخامس من أركان الإِسلام. ثم إن الحج من فوائده بل أولى فوائده تنظيم الجماعة، لأن الإِسلام دين الجماعة إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء: 92) إن تنظيم الجماعة كان في إقامة نظام الحكم في دولة كان أول السلطان تشريعاً وتنفيذاً قد أقامه بنعمة الله رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. فقد كان الحكم والحاكم البشير النذير المبلغ وبعد أن توفاه الله تم سلطان الدولة للخلفاء الراشدين بعده حاكمين بشريعة الله، عملهم سنة يتضح بها بعض التشريع تنفيذاً، ثم كان السلطان دولة بعد دولة. كل ذلك نظام الجماعة. ولكن كان التنظيم كل التنظيم بسلطان الله فيما فرض من صلاة الجماعة، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، والجمعة، والحج. فصلاة الجماعة والعيدين، والحج. ما هي إلا أداء الطاعة وتنظيم الجماعة. إن الجماعة تنتظم بالتعارف وبالحب، وبطرح الفسوق، وبهذا اللباس الواحد، لا فرق بين كبير وصغير، وبين جليل ومسكين، وبين غني وفقير، لباس واحد في صعيد واحد الكلمة فيه ((لبيك اللَّهم لبيك)) وكلمة به ((غفرانك اللَّهم)).. والكلمة له ((الله أكبر)). فلو عرف المسلم الحاج القوة في تنظيم الجماعة لأسقط الضعف، ولتسربل بالعزيمة يستمدها من الرضى والطمع في مغفرة الله. ويسود بها حينما ينتظم داخل الجماعة.
طباعة تعليق  القراءات :602  التعليقات :0
صفحة 226 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج