شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خمسة رجال
ـ رجال خمسة.. يهودي اسمه مخيريق ونصراني اسمه أبو زيد الطائي ومنافق اسمه عبد الله بن أبي ابن سلول والرابع اسمه قزمان أنصاري والخامس أنصاري غسلته الملائكة اسمه حنظلة.
فمخيريق يهودي حين قعقع السلاح في أحد أسلم.. أسرع يحارب في الصف المسلم، يقتل شهيداً.. أنعم الله عليه بثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذْ قال: ((مخيريق خير يهود)) اعتنق الإِيمان وجاهد للإِيمان فاستشهد فإذا هو في نعيم الجنان.
وأبو زيد الطائي.. نصراني.. قَحْطَاني.. نزع إلى جوار شيبان صديقاً للمثنى بن حارثة. وشهد المعركة يقودها المثنى بن حارثة ضد الفرس وعملائهم فقال أبو زيد للمثنى: ((أنا امرؤ نصراني فما تراني أصنع؟!)) فقال المثنى بصدق الإِيمان وشموخ شيبان: ((قاتل على أحسابك)) يعني قاتل عن قومك العرب ولو لم تكن على دين الإِسلام.. فقاتل جنباً إلى جنب مع المثنى فقتل، فرضيت عنه العروبة وإن لم يفز بخاتمة الإِسلام.
وعبد الله بن أبي بن سلول رأس ضخم، سيد في الأنصار لكن نزوات الشيطان وأنانية الإِنسان وشهوة الزعامة جرته إلى النفاق فانخذل بثلث الناس يوم أحد.. أطمعه نفاقه أن يقل عدد المسلمين لينهزموا وما درى أن انخذاله كان هو أن جنب رسول الله وأصحابه خيانة يغريه الشيطان بها لو باشر المعركة لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً (التوبة: 47).
وقزمان فارس قاتل بشجاعة فإذا الصحاب يعجبون من فعاله، وحين ظهر لرسول الله ما أعجبهم قال إنه في النار.. ذلك أنه قاتل حمية ويعني أنه رفض أن يكون قتاله للإِسلام فاستكبر فإذا هو المستصغر.
وحنظلة.. أقول بملء فمي سيدي حنظلة، شاب مؤمن أبوه من أكفر الكافرين، فهو أعنى الأب صاحب مسجد الضرار المؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان في أحد يحمس المشركين، فسيدي حنظلة هذا الابن ما خرج أول الأمر إلى أحد، ولكنه سمع قعقعة السلاح قالوا سمع ((الهيعة)) أي ضجة الحرب فأسرع يلبس لامته، يقاتل مسلماً، يقتل شهيداً، تغسله الملائكة لأنه خرج جنباً لما يغتسل، إنه شهيد لا يغسل ولكنه جنب قد غسلته الملائكة، أبوه في النار وروحه إلى يوم يبعثون في حوصلة طير أخضر.
وهكذا تصهر المعارك الرجال.. يستبين المعدن النظيف فإذا فريق إلى الخير وفريق إن اعتز في الدنيا فإنه بعد سيكون من الأخسرين أعمالاً فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (الشورى: 7).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 217 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج