شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كُلثُوم بن الهَدْم
كلثوم بن الهدم شيخ من شيوخ الأنصار من بني عمرو ابن عوف. علت به السن حين بعث رسول الله. كان في الطليعة من الأنصار والسابقين إلى الإسلام منهم. وقد أسلم قبل أن يهاجر النبي إلى المدينة. جاءه الذين بايعوا عند العقبة فصدّق وآمن، وحفظ العهد. يرعى مصعب الخير جاء إلى المدينة يعلِّمه كما يعلم قومه شرائع الإسلام. ويحمس سالم مولى أبي حذيفة يصلي بهم إماماً وهو المولى المسكين. والأنصار ليس بكثير منهم أن يكون فيهم مثل كلثوم بن الهدم. فقد اهتدوا إلى خير في بيعتي العقبة. كانوا ينتظرون أن يتوج عليهم ملك، فوضع الله على رأس كل واحد منهم تاجاً من الفضيلة والإيمان. فضل الله زادهم به رفعة في الدنيا وثواباً في الآخرة. وهل هي صدفة أن يكون الأنصار من أهل المدينة وأن تكون الهجرة إلى المدينة، وأن يكون الفتح والنصر من المدينة؟ لا. لم يكن ذلك صدفة وإنما هو الوحي، وإنما هي قدرة الله وإرادته فأمر النبي أن يسعى أيام منى ليجد هؤلاء المؤمنين الأنصار، وأمره أن يهاجر ليعز الله دينه بهؤلاء الأنصار.
وآمن الأنصار، فكانوا الطليعة في بدر، وكانوا الفوارس في أحد، والصابرين في الخندق. والقانعين المطيعين الباكين يوم حنين.. ورجع الناس بالشاة والبعير، وآبوا منتصرين برسول الله يلحق بالرفيق الأعلى في أرضه الطيبة ليصبحوا بعد أن زالت غمة فتنة لأبي بكر كما كانوا لمحمد، وليصبحوا بعد مع عمر كما كانوا مع أبي بكر ولعثمان وعلي كما كانوا من قبل. حتى ولم تمض ثلاثون عاماً فإذا هم يصابون في فتنة عمياء متأول يقوده فاسق حرمة صحبة ولا حرمة جوار، ولا سبق فضل.. ولم يكتف ذلك الجيش بالحرب يهزم فيها الأنصار وأبناء الأنصار. بل أباح المدينة ثلاثة أيام. وفيها رجال كسعيد بن المسيِّب ومن إليه حتى أن حمامة المسجد عبد الملك بن مروان قد بكى من هذه الفعلة الشنعاء. ولكنه حينما تولاها فعل أشنع منها مع العائد بالبيت ((عبد الله بن الزبير)) ولم ينقص فضل أنصاري لم يحفظه الآخرون لأن هذا القدر قد حفظه الله ثم حفظه الأولون. ولما قدم النبي المدينة ونزل في قباء. نزل على كلثوم بن الهدم في بيته وضيفاً عليه. كان نومه وراحته في دار كلثوم بن الهدم. وكان مقامه لتعليم المسلمين في دار سعد بن خيشم. أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت كلثوم بن الهدم وفي بني عمرو بن عوف أربعة أيام: الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس. فأسس في هذه المدة مسجدهم القائم الآن (مسجد قباء) لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.
وفي صبيحة الجمعة خرج الرسول من قباء يقصد المدينة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في بطن الوادي. ولما وصل المدينة نزل على أنصاري آخر من طراز كبير. كبير جداً، خالد أبي أيوب الأنصاري. ولا تعجب فالأنصار قد تبوءوا الدار والإيمان.. وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (الحشد : 9) وكلثوم بن الهدم وقد علت به السن لم يدرك مشاهد رسول الله لأنه مات ولم تمض أيام على استقرار النبي في المدينة. ومات قبل السيد النقيب شيخ الأنصار أبي أمامة أسعد بن زرارة. ثم توفي بعد أسعد بن زرارة. وإنما تركا بعدهما رجالاً أدوا الأمانة وأعانوا على النصرة. نزلت فيهم آيات الكتاب مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (الأحزاب: 23).
وللأنصار ميزة على كل المسلمين حتى المهاجرين منهم. ذلك أن الجهاد فرض كفاية على المسلمين كلهم. أما على الأنصار ففرض عين. عهد البيعة في العقبتين ومعجزة النبوة. أرادها الله لينصر بها دينه. رضي الله عنهم أجمعين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :653  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 182 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج