شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مَعْنُ بن عَدِي
معن بن عدي بن الجد بن عجلان. قباعي بلوي. حليف لبني عمرو بن عوف. فهو أنصاري بالجوار والحلف. أسلم في السابقين الأولين من الأنصار وكان من الأخيار. شهد بيعة العقبة وبدراً واحداً والخندق والمشاهد كلها. المشاهد كلها كلما ذكرتها في سيرة الصحابي لا أشعر كيف أذكرها لأني أهتز حباً وإعجاباً بواحد من اصحاب محمد. شهد معه النصرة والهزيمة والكرب والفرج والوحي والعلم والتعليم.
مقام كبير تفضل به الله على هؤلاء الذين أقاموا لنا منار الدين ورفعوا أعلام الفتح ترفرف في الخافقين على أساس من الهدى والمعرفة والخير. وحين وصل المهاجرون إلى المدينة كان من نصيب عدي أن يكون أخاً لزيد بن الخطاب، آخى الرسول بينهما فعاشا لا يفترقان، وقتل كلاهما في ساعة واحدة يوم اليمامة، كأنما أراد له الله أن يكون مع السابقين من أمثاله: أبي حذيفة وسالم وهما من هما رفعة قدر وطيب ذكر. وليس هو بأقل شأناً منهما وليس زيد بن الخطاب أخو عمر بالأقل. كل أصحاب محمد الأجل. رضي الله عنهم أجمعين.
وكأنما آل نفيل ثم آل الخطاب يحبون اسم زيد فهناك زيد بن عمرو بن نفيل، المبصر عم عمر بن الخطاب. وزيد بن الخطاب أخو عمر. وزيد بن عمر بن الخطاب من زوجة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. وأمها فاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسلام.
ومعن بن عدي هو أخو عاصم بن عدي وقد تحدث مالك بن أنس عن الزهري عن سالم عن أبيه عبد الملك بن عمر قال: بكى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات وقالوا: والله لوددنا أنا متنا قبله، أنا نخشى أن نفتن بعده. فقال معن بن عدي: لكني والله ما أحب أن أموت قبله لأصدقه ميتاً كما صدقته حياً.
وعاش معن بعد رسول الله يحقق بإيمانه قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً (آل عمران: 144) قرآن كريم ثبَّت الله به أبا بكر وثبت الله بأبي بكر المسلمين. وأما معن فقد كان كأبي بكر ثبَّته الله بها من أول لحظة وقبل أن يسمعها من أبي بكر.
إيمان عميق في قلة من أصحاب محمد. كان به النصر وكان به الفتح. فما بالنا نحن الكثرة الكاثرة لا يكون على أيدينا صيانة ما بأيدينا تركه لنا معن وأصحابه.. إنه الغثاء كغثاء السيل. أدركنا الوهن.. وما الوهن إلا حب الدنيا وكراهية الآخرة. لم يدرك ((معناً)) الوهن فذهب هو وأخوه زيد يركضان تحت راية خالد ويصولان كالبراء بن مالك ويستشهدان كأبي حذيفة ومولاه سالم ليقتل مسيلمة ولتهزم ردة ولتفشل نبوة كاذبة ولتعلو كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) كلمة التوحيد كادت تذهب بعد أجيال فنهْد لها رجال دعوة فاستجد لها سلطان إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9) وأن الذكر ليحفظ بأمثال معن بن عدي يسيرون على النهج ولا تخدعهم مظاهر فيها النفاق ومنها الشقاق. هم الذين ساروا ويسيرون على الجادة. كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاللَّهم نصرك وتأييدك واللَّهم هديك وتوفيقك.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :541  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 181 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج