شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المَرابد
وهي كلمة كتبناها من قبل، عنوانها الموجز يتسع لإطناب يحوي تاريخ أمة العرب، أمة الإسلام، كان عنوان (قواعد الفتح قواعد العلم)، أفليس العرب بإسلامهم فتحاً ومازال؟ ومن كان إسلامهم علماً؟ وإسلامهم على صورة تعبير العصر أرسل للدنيا كلها الحضارة الوسيط في الأمة الوسط، ولم تكن إلا من تراث أمم ورثتها اللغة الشاعرة فأرسلتها إلى كل الدنيا بلسان عربي مبين. فلئن كان المصدر أعجمياً من كل اللغات، فقد أمسكت به اللغة العربية مترجماً ومهندماً واضحاً. ولكن ما هو المصدر؟ أو من هم الذين تصدروا يعلّمون هؤلاء الذين ترجموا، الذين علموا، الذين كانوا أئمة تلامذة أئمة؟
إن المصدر هو: المسجدان والمربدان، المسجد الحرام ومسجد النبي في المدينة المنورة، ومربد البصرة ومربد الكوفة.
ولكن لنسأل: هل تمر البصرة أعطى علم البصرة اسم المربد ليكون القرين في الكوفة بهذا الاسم أم أن حصافة وثقافة الإمام في البصرة والكوفة أخذا اسم المربد من ذلك الاسم، ألا وهو المربد الذي كان ثم أصبح المسجد النبوي. كأنما المربدان في العراق قد استعرقا يرثان المربد في المدينة المنورة؟
وسؤال آخر: هل هناك كاتب حرف اتسعت ثقافته إلا وعليه بصمة المسجدين والمربدين؟ وفطنت بغداد تقيم احتفالاً في 21 نوفمبر تحت اسم المربد، كأنما بغداد وهي على حق أعلنت أنها الوارثة والمورثة للمرابد الثلاثة، المدينة، البصرة، الكوفة، وهل كانت بغداد إلا وارثة شع منها نور الحضارة الوسيط، فإذا علم المرابد، أصبح العلم راية رفعتها العروبة على كل معهد، على كل من حفظ العهد، لا ينكر على بغداد أنها كانت مشرق الحضارة، عربية مسلمة، ولقد قال شوقي عاشق الشام، من عشقه للإسلام والعروبة.
لولا دمشق لما كانت طليطلة
ولا زهت ببني العباس بغدان
واستدركت على شوقي أقول، لا ناقداً وإنما مستملحاً:
لولا حراء لما كانت دمشقكم:
وليكن النثر بعد، فلولا دمشق لما تم ظهور بغداد، ولولا بغداد لما ثبتت العروبة ثبات الإمبراطورية في دمشق، لأن بغداد - كدمشق - كانت عاصمة العاصمة، فما من عاصمة في أرض العرب إلا وهي العاصمة لكل العرب.
أمة واحدة من مرابدها انتشر العلم، فكيف نصل إلى الفرقة، نحرق المربد بيد مسلمة وسلاح عربي.
وأخيراً فالمربد في بغداد اليوم هو إعلان الوراثة وعمل التوريث، ليرث العرب ماضيهم عملاً لحاضرهم أملاً لمستقبلهم، فأي أمة لا ترث ماضيها ولا تعمل لحاضرها تخسر مستقبلها.
تحية لمربد بغداد أرسلها حيث عجزت أن أكون هناك، فالتحية إكبار تحمل معنى الاعتذار.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :607  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج