الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > حفل تكريم الأستاذ أحمد محمد جمال

حفل تكريم الأستاذ أحمد محمد جمال ⁽¹⁾

بسم الله الرحمن الرحيم... أحمد جمال كان القريب القريب إلى نفسي، وكنت البعيد البعيد عن وضعي معه، ذلك لأنه صاحب خلق وسلوك، وقد كنت ملوثاً بالوظيفة فأتعس أيامي أن كنت موظفاً، وأسعد أيامي أن كنت معلم الصبيان.

أحمد جمال حبيبه قليل، والذين يكدرونه كثير ذلك لأنه مع الحق وأنصار الحق قلة، وذلك أنه ضد الباطل وأهل الباطل كثرة.

أحمد جمال أراد أن يتعب الحياة لئلا تتعبه الحياة فانتصر على المعيشة وانتصر على العيش فإذا هو كاتب إسلامي بارز.

لا أريد أن أرفعه إلى فوق كما هي عاطفة الأستاذ عبد الله بغدادي، وإن كنت أنا معه في أكثر ما قال، وإنما أريد أن أتوطن معه لأنه بكل التواضع أدى ما أداه على أساس من خلق كريم وتربية مكية صالحة.

أحمد جمال نسي شيئاً واحداً مقال الزمان، وأسميه مقال الزمان وهو مقال كتبه في حراء... كل المقالات التي ذكرها وكل الأحوال التي ذكرها قد كنت أعرف بعضها لأني فضولي أحب الاطلاع... المقال الذي نسيه أحمد جمال مقال حراء عن الدولار والريال، هذا المقال كان صريحاً كان جريئاً، قد أحدث ما بعده. فهو مرتاح حينما كان الدولار بسبعة ريالات، ولما جاء الأمير فيصل وزيراً للمالية، فأرجع الأمور إلى نصابها.

كان أحمد جمال هو الصيحة، فذكر الصيحة السياسية، والصيحة التربوية، ولم يذكر الصيحة الاجتماعية والاقتصادية. من يومها وأنا أقرظ أحمد جمال لأنه كان حازماً وصريحاً. في ذلك اليوم وشعرت بحنينه إلى يوم كنت رئيساً لتحرير جريدة البلاد، وكانت المعركة بيننا وبين الوضع في مصر حينذاك كثيرة.

جاءني مشفقاً أو مباهياً كلا الأمرين أعترف به وأشكره عليه. قال لي:

ماذا صنعت بعماراتك التي في مصر؟ فأجبته ليس لي عمارات في مصر، وأشفق علي أبنائي فسألني عن مصيرهم قلت: أبنائي كلهم هنا. أنا لا أملك عمارة في مصر، ولا عتبة في شقة، فلست بطلاً وإنما أؤدي واجبي.

أحمد جمال كان يحضنا، لا أريد أن أقرظ أحمد جمال بأكثر من ذلك فهو مفتاح شخصيته الحق، ونصرة الحق، والخلق، والسلوك. هل أريد أن أقول كلمة: عرفته شاباً نشأ في طاعة الله، أسأل الله أن يكون هو وأمثاله من الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.