شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الثَّامِنَةُ وَالثَّلَاثُونَ
جلس الفتى أمام شيخه الوقور وفي رأسه سؤال أقلقه جدًّا وكأن الشيخ يستقرأ أفكار تلميذه فقال يبدو أنك تخبىء سؤالاً مهمًّا يا بني.. فقال الفتى أجل أستاذي الشيخ عندي سؤال مهم وهو هل الأفعال الموجودة في المعاجم العربية وضعت على السماع أم القياس؟ لا أقصد من حيث المعنى بل من حيث حركة عينها في الماضي والمضارع أيها الشيخ؟
رد الشيخ عليه بل على السماع فما عرف العرب القياس إلا متأخراً يا بني. إذ سمعت عن العرب الأقحاح وأما ما يستجد من كلمات فيأخذ طريقه إلى التسجيل بعامل القياس. ثم أردف الشيخ قائلاً هل لديك ما تسأل عنه يا بني قبل البدء في الدرس الجديد؟
قال الفتى شكراً لله أيها الشيخ ثم لك أن تبدأ فعلى بركة الله.. فقال الشيخ درسنا اليوم عن زيادة الحروف التي تلحق بالأفعال الثلاثية ويمكن تقسيمها إلى الآتي:
1 ـ زيادة الفعل الثلاثي بحرف واحد ويكون بالهمزة في أوله مثل أحضر ـ أكرم ـ أجلس ـ أفلس ـ أغلس ـ أعتم ـ أظلم ويكون بتضعيف العين نحو.. كَرَّم.. علَّم.. هدَّم.. قوَّم.. سلَّم.. قوَّض.. عتَّم..
وكذلك تكون الزيادة بالألف مثل عاتب ـ خاصم ـ نازل ـ بارك ـ قاوم ـ ساوم.
2 ـ زيادة الثلاثي بحرفين اثنين وتجيء في خمسة مواضع هي..
أ ـ التاء والتضعيف نحو تعلَّم.. تكلَّم.. تفهّم.. تسنّم.
ب ـ التاء والألف نحو تكالب ـ تخاصم ـ تعاظم ـ تواعد ـ تجالد ـ تعانف ـ تبارز.
ج ـ الهمزة والتضعيف مثل إحمرَّ ـ إخضلَّ ـ إبتلَّ ـ إعتلَّ ـ إنحلَّ.
د ـ الهمزة والتاء مثل اشتعل ـ استعر ـ استلم ـ اغتنم ـ اعتمل ـ اكتمل.
هـ ـ الهمزة والنون ـ نحو إنكسر ـ إنحسر ـ إنسرح ـ إنسلخ ـ إنبعج ـ إنطرح.
3 ـ زيادة الثلاثي بثلاثة أحرف ويكون في أربعة مواضع هي:
أ ـ الهمزة والألف والتضعيف مثل اخضارَّ ـ اعتامَّ ـ اصفارَّ..
ب ـ الهمزة والواو الزائدة المضعفة نحو: إجلوَّذ ـ إعلوَّط..
جـ ـ الهمزة والواو والتضعيف نحو إحلولى ـ إسلولى..
د ـ الهمزة والسين والتاء ـ نحو استعلم ـ استفهم..
أما زيادة الرباعي فتكون في موضعين اثنين هما:
أ ـ التاء في أوله نحو ـ تطمأن ـ تبعثر ـ تخلل..
ب ـ الهمزة والتضعيف نحو إطمأنَّ.. إدلهمَّ..
ثم سأل الشيخ فتاه هل عندك ما تسأل عنه يا بني؟ رد الفتى: يبدو أن درسنا في الصرف وليس في النحو أيها الشيخ قال الشيخ هو كذلك يا بني ونحمد الله أننا انتهينا بسلام والآن ننتقل إلى درس آخر أحسبه أنه أميل إلى علم الصرف منه إلى علم النحو.. وهو.. الفعل الصحيح والمعتل.. فأنت تعلم أن الصحيح ما خلت حروفه من حرف من حروف العلة.
فهل تذكر لي كم هي حروف العلة يا بني؟
قال الفتى.. ثلاثة أيها الشيخ الألف والياء والواو.. ثم أردف الشيخ وكل فعل خلا من هذه الحروف يسمى صحيحاً. نحو نصر. كتب. ركب. شرب. جلس. طمأن.
أما المعتل من الأفعال هو كل فعل كان أحد حروفه أو أكثر حرفاً من حروف العلة. نحو باع.. سار.. جاء.. نام.. عوى.. هوى.. غوى.. نوى.. وجد.. وزن.. وعد.. وكز.. وعى.. وهى.
والذي علينا فهمه هو إن كان حرف العلة في وسط الفعل مثل نام. قام. هام. سام يسمى ((أجوف)) لأن وسطه تفرغ من الحرف الأصلي أما إذا جاء حرف العلة في أوله نحو وجد ـ وعد ـ وكز ـ وكس ـ ورم.. فيسمى ـ مثال ـ وإذا جاء حرف العلة في آخره نحو.. نها.. رمى.. سها.. طما.. رضىَ ـ خشيَ ـ فيسمى ((ناقص)) وقد يجيء الفعل معتلاًّ بحرفين نحو.. وَهَى.. وَجَى.. وَعَى.. فيسمى لفيفاً مفروقاً ـ أما إذا جاء الحرفان متصلين في ثانيه وثالثه نحو عَوَى.. غََوَى.. كَوَى.. نَوَى.. طَوَى.. فيسمى لفيفاً مقروناً. ـ
وهنا قال الشيخ لقد خلصنا من درس الصحيح والمعتل من الأفعال فهل لديك ما تسأل عنه يا بني؟ قال الفتى شكراً لك أيها الشيخ على هذا الشرح المفصل.. فقال الشيخ إذاً نستمر في شرح درس جديد إذ الوقت مازال مبكراً.. وسيكون الدرس عن النَّسب فهل تذكر لي تعريفاً عن النسب.. قال الفتى في تصوري هو إلحاق آخر الاسم ياء مشددة للدلالة على نسبة شيء إلى شيء آخر ويتصل الكسر وجوباً في الحرف الذي قبل هذه الياء للمجانسة فنقول في سعود.. سعودي وفي مصر ـ مصري ـ وفي هند ـ هندي.. قال الشيخ لفتاه كفى كفى يا بني فقد أحسنت وعلينا الآن معرفة الضوابط التي يجب التزامها في النسب من حيث الحركات أو الحذف أو الإضافة ويمكن أن نمر بها بإيجاز:
1 ـ النسب إلى الثلاثي مكسور العين نحو مَلِك.. فَخِذ عَرِم.. فإن عينه تفتح عند النسب إليه فتقول.. ملَكي.. عرَمي.. فخَذي.
2 ـ النسب إلى الرباعي مكسور العين نحو مغرب.. مشرق.. موقد.. موئل ـ الأولى فيه إبقاء عينه مكسورة أي على حالتها عند النسب وقليل منهم من أجاز فتحها فقالوا مغرَبي مشرَقي.. موقَدي.. موئَلي.
3 ـ النسب إلى ما فيه ألف التأنيث الممدودة.. نحو سمراء.. شقراء.. سوداء.. نقول.. سمراوي.. شقراوي.. سوداوي.. بقلب همزته واواً.. إذا كانت الهمزة للتأنيث.
رفع الفتى إصبعه مشيراً إلى سؤال عاجل سمح له الشيخ بطرح سؤاله قال الفتى ولكننا نقول.. فدائي وطلائي.. ورجائي.. فكيف جاء هذا النسب أيها الشيخ؟
قال الشيخ:
إن همزة فداء.. وطلاء.. ورجاء. أصلية أي ليست للتأنيث كالهمزات السابقات. فاحترس من الخلط يا بني..
ثم نظر الشيخ إلى ساعة الحائط الجديدة فوجد الوقت قد تأخر كثيراً فقال للفتى يبدو أننا نكتفي بهذا القدر اليوم على أمل العودة لإنهاء درس النسب غداً إن شاء الله وودع كل منهما الآخر بالحب والاحترام المتبادل بينهما.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :663  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج