الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > الحلقة الثالثة والثلاثون

الحَلْقَةُ الثَّالِثَةُ وَالثَّلَاثُونَ

حضر الفتى ومعه سؤال حيره كثيراً ولم يمض وقت طويل على جلوس الفتى حتى حضر الأستاذ الشيخ مهلَاًً بوجهه المضيء ولحيته الكثة البيضاء فسلم على الفتى ورد الفتى تحية أستاذه الشيخ ثم أخذ الشيخ مكانه أمام الفتى.. وقال للفتى كأنني أرى فيك حيرة أو كأنك تحمل بعض الأسئلة المهمة يا بني.. قال الفتى: صدقت أيها الشيخ في حدسك فلدي سؤال حيرني كثيراً.. ولم أحصل له على إجابة وافية فحبذا لو أذن لي أستاذي الشيخ بطرحه، قال الشيخ: تفضل يا بني بطرح سؤالك هذا.. قال الفتى: كيف نجمع الأسماء المذكرة المنتهية بعلامة التأنيث؟ قال الشيخ: هات أمثلة لها يا بني.. قال الفتى: مثل حمزة.. معاوية.. طلحة.. عصمت.. زكريا.. يحيى.. قال الشيخ: تقول في جمع حمزة.. حمزات.. وفي معاوية معاويات.. وفي طلحة طلحات.. وفي عصمت عصمات.. وفي زكريا.. زكريات.. وفي يحيى يحاوي ويجوز يحياوات.

وكذلك يجمع اسم موسى.. وعيسى.. على: ميسَوْن.. وعيسَوْن.. بفتح حرف السين وسكون الواو وأجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء أي في حالتي النصب والجر.

أخذ الفتى يسجل في كراسته كل ما أفاض به شيخه ثم رفع رأسه مستأذناً بسؤال طارئ أذن له الشيخ بطرح سؤاله. قال الفتى: وكيف نجمع علاء.. قال الشيخ: تلحقه بجمع المذكر السالم فتقول: علاؤون. شكر الفتى أستاذه الشيخ على هذا التجاوب والشرح المفصل..

ثم أخذ الشيخ يستعد للدرس الجديد فقال: سيكون درس اليوم إن شاء الله يا بني عن جمع المؤنث السالم.. وهو الجمع الخاص بجماعة الإناث تزاد في آخره ألف وتاء مبسوطة أي غير مربوطة مع حذف تائه الأصلية.. إن كان الاسم منتهياً بها.. نحو خديجة.. خديجات.. عائشة.. عائشات.. فاطمة.. فاطمات.. رقية.. رقيات.. فنحن حذفنا تاء الاسم وأضفنا إليه الألف والتاء المفتوحة.

رفع الفتى إصبعه مشيراً بسؤال عاجل.. لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة فسمح له بطرح سؤاله. قال الفتى: وكيف نجمع الصفة أيها الشيخ الفاضل؟ ابتسم الشيخ ثم قال: نجمع الصفة المؤنثة على جمع الإناث.. فنقول مثلاً في بسمة بسمات.. وفي خضرة خضرات.. وفي زرقة زرقات.. ويستثنى من الأسماء المؤنثة بعض الأسماء نحو: رئة.. شاه.. امرأة.. قِلَّة.. أمة.. شفة.. إذ لكل واحد منها جمع خاص به فنقول مثلاً في جمع رئة رِئي.. وفي شاه شياه.. وفي امرأة نساء.. وفي قلة قلائل.. وفي أمة إماء.. وفي شفة شفاه.. ومن ناحية الإعراب فيرفع جمع المؤنث السالم بالضمة.. وينصب ويجر بالكسرة.. فتقول مثلاً: جاءت الفاطماتُ.. ورأيت الفاطماتِ.. ونظرت إلى الفاطماتِ.

رفع الفتى إصبعه مستأذناً بطرح سؤال عنًّ له.. سمح له الشيخ بإلقاء سؤاله.. قال الفتى.. وكيف نجمع الاسم المؤنث المنتهي بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة؟.. رد عليه الشيخ: نقول في جمع أسماء أسماوات.. وفي دعجاء دعجاوات.. وفي لمياء لمياءات.. وفي ليلى ليلات.. وفي نهى نهاوات.. وفي سلوى سلواءات.. سأل الشيخ فتاه: هل لديك أي سؤال قبل البدء في جمع المكسّر؟

قال الفتى: شكراً أستاذي الشيخ.. وراح الشيخ يقول: وثالث الجموع هو جمع التكسير أو الجمع المكسَّر.. وهو كل جمع تغيرت فيه صورة مفرده إما بزيادة فيه أو بنقصان منه.. وله ثلاثة أقسام..

1 ـ إبدال حركاته.. نحو قولك نُهر في نهر.. وأُسد في أسد.. وحُرم في حرم.

2 ـ حذف بعض حروفه الأصلية نحو قولنا رُسل في رسول.. وسُبل في سبيل.. وخرس في أخرس.. وبكم في أبكم.. وبيض في أبيض.. وشقر في أشقر.

3 ـ زيادة بعض الحروف على مفرده نحو أحمال في حمل.. أثقال في ثقل.. أظفار في ظفر.. أثواب في ثوب.. أعباء في عبء.. أما من حيث الإعراب فيعرب بالحركات الأصلية.. ولا بد من التنبيه إلى أن جمع المكسر من حيث معناه ينقسم إلى قسمين هما:

أ ـ جمع القلة وهو ما دل على ثلاثة إلى عشرة.. وله أربعة أوزان.. أفعال نحو أسياف.. أفعُل.. نحو أنهر.. أفعِله نحو أرصفه.. فِعْله نحو فتيه.. ويلاحظ أن هذه الأوزان تفيد جمع القلة.. ولكن إذا دخلت عليها ـ أل ـ الاستغراقية وهي التي تأتي بمعنى ـ كل ـ تنقل الجمع من القلة إلى الكثرة نحو.. جاء العلية من القوم..

وكذلك قولك حضر الفتية من الشباب.. فـ ((أل)) هنا التي دخلت على الاسم أفادت الاستغراق وبالتالي نقلته من القلة إلى الكثرة.

ب ـ وثاني هذه الجموع هو جمع الكثرة وهو ما دل على ثلاثة إلى ما لا نهاية له من العدد.. وأوزانه كثيرة جدًّا لا يقاس منها إلا عشرة أوزان هي:

1 ـ فُعَل ـ بضم الفاء وفتح العين ـ جمعاً لفُعْلة ـ نحو قُبَل جمعاً لـ ((قبلة)) .

2 ـ فِعَل ـ بكسر الفاء وفتح العين ـ نحو قطة تجمع على قطط.

3 ـ وقد تجمع فُعل بضم الفاء نحو حُلية ـ وعلى فِعَل ـ بكسر الفاء وهذا نادر جدًّا.

4 ـ فَعالل ـ لكل جمع رباعي مجرد نحو نوافذ ومساجد.. وكذلك في جمع الخماسي المجرد مثل صنابر في صنبور ومعارج في معراج.. وسفارج في سفرجل.

5 ـ فَواعل.. لكل اسم ثلاثي فاؤه ألف أو واو نحو فوارس في فارس.. ونوارس في نورس.. وشواغر في شاغر.. وعوالم في عالم.

6 ـ فعائل ـ لكل اسم مؤنث ثالثه حرف مدٍّ.. واواً كان أم ياءً.. نحو: ذخائر من ذخيرة.. بهائر من بهيرة.. رسائل من رسالة.. منائح من مناحة.. مدائح من مديحة.. ولائم من وليمة.. عواند من عنودة أو عنيدة.

7 ـ أفاعل.. يكون جمعاً لأفعل.. بتثليث الهمزة.. أي بفتحها أو كسرها أو ضمها.. نحو أصابع في إصبع وأجادل في أجدل.. وأنامل في أُنمل.

8 ـ أفاعيل.. يكون جمعاً لأفعول.. أو أفعولة.. نحو أحابيل من أحبولة.. وأخاديد من أخدود.

9 ـ فعاليل جمع لكل رباعي لحق قبل حرفه الأخير حرف مد.. نحو بهاليل في بهلول.. كرابيج في كرباج.. نواصير في ناصور.. وقد يأتي على مفاعل.. جمعاً لـ مفعل وفعيلة نحو مصنع.. مصانع.. ومكانس.. من مكنسة.. ومفارم من مفرمة.. ومصاقع في مِصْقَع.

10 ـ مفاعيل.. ويأتي جمعاً لـ ((مفعال)) .. نحو: متاريس في متراس.. ومهاريس في مهراس.. ومصابيح في مصباح.. ومنه مفعول في منشور يجمع مناشير.. ومعتوه معاتيه.. ومكلوم مكاليم.

انتهى الشيخ من ذكر العشرة الأقسام التي يكون عليها جمع الكثرة فرأى إصبع فتاه مرفوعة تشير بسؤال عاجل.. أذن الشيخ للفتى بطرح سؤاله.

قال الفتى: جمعا المذكر والمؤنث هل يفيدان جمع القلة أم الكثرة أيها الشيخ؟ فوجئ الشيخ بسؤال الفتى وأحس أنه سؤال لا يصدر إلا من طالب ذكي شفاف السليقة فقال: إنهما يفيدان مطلق الجمع على حسب التركيبة العضوية للعبارة.. والآن وقد خلصنا من أنواع الجموع هل لديك ما تسأل عنه يا بني.. شكر الفتى أستاذه الشيخ وأقفل كراسته ثم أخذ كل منهما طريقه إلى بيته على أمل اللقاء غداً إن شاء الله.