رَأَيْتُ الحُلْمَ زَنْبَقَةً |
عَلَى قُرْبٍ مِنْ النَّهرِ |
تُنَاجِي لَيْلَهَا أَلَماً |
بِلَفْحٍ.. وَاقِدِ الشَّرَرِ |
وتَنْفُثُ بَوْحَهَا حُمَماً |
لِمَا تَصْلاَهُ مِنْ سُعُرِ |
وتَسْبَحُ فِي الرُّؤَى قَلَقاً |
يَنِزُّ بِلاَعِجِ.. الزَّفَر |
وتَرْسُمُ لِلْهَوَى لُغَةً |
بِرَمْشٍ تَائِهِ الحَوَرِ |
إليْهَا قَدْ طَفَا حَرَقِي |
وَفِي أَعْطَافِهَا سَهَرِي |
أُجَدِّلُ مِنْ ضَفَائِرِهَا |
وِشَاحاً كالسَّنَى العَطِرِ |
وأَنْسِجُ مِنْ لَوَاحِظِهَا |
أَنَاشِيدَ الهَوَى العُذْرِي |
أَنَخْتُ بِقُرْبِهَا أَمَلاً.. |
أُسَائِلُهَا عَنِ الضَّجَرِ |
وَعَنْ مَغْزَى تَأَفُّفِهَا.. |
لِمَا قَدْ عَنَّ مِنْ كَدَرِ |
فَقَالَتْ.. لاَ تُخَاطِبْنِي |
شِرَاعِي دَائِمُ السَّفَرِ! |
وَبَحْرِي بَاتَ لاَ يَهْدَا.. |
عَنْ التَّجْدِيفِ فِي الخَطَرِ |
أُقَاوِمُ مَوْجَهُ أَمَلاً.. |
يُبَدِّدُ.. حَرَّةَ القَهر |
وأُلْقِي كُلَّ أَوْجَاعِي |
وَمَا عِنْدِي مِنْ الذِّكَرِ |
وَأَطْرَحُهَا بِلاَ أَسَفٍ |
عَلَى مَا فَاتَ مِنْ عُمُرِ |
فَقُلْتُ كَفَاكِ مَوْجِدةً |
فَمَا أَبْهَاكِ.. لِلْنَّظَرِ! |
ربِيعٌ بِالصِّبَا هَانِي |
يُضاحِكُ.. غِنْوَةَ الوَتَرِ |
وَيَرْسُمُ لِلدُجَى حُلْماً |
وَنَفْحاً طَيِّبَ.. النَّشْرِ |
حَيَاتِي دُونَهُ قُرْبَى |
فِدَا أَهْدَابِهِ.. عُمْرِي |
سَأَرْعَى لِلْهَوَى ظَبْياً |
وَدِيعاً.. تَائِهَ الغُرَرِ |
وأَطْرَحُ عِنْدَهُ بَرَحِي.. |
وَمَا يَهْتَاجُ فِي سَحَرِي |
وَأَجْمَعُ كَلَّ أَوْرَاقِي |
وَمَا أُخْفِي مِنْ الصُّوَرِ |
لأِرْسُمَ لِلصِّبَا نَبْضاً |
يَفِيضُ بِحَالِمِ الذِّكَرِ |
ويَمْلأُ سَمْعَها شَجَناً |
يُلَوِّنُ بَسْمَةَ القَمَرِ |
وأُبْحِرُ فِي شَوَاطِئِهَا |
بِلاَ خَوْفٍ.. بِلاَ حَذَرِ |
وأَحْلُمُ أَنَّني وَلِهٌ |
وَأَنَّ وِصَالَهَا وَطَرِي |
فَزَنْبَقَتِي.. مُعَطَّرَةٌ |
مُفَوَّفَةٌ.. كَمَا الزَّهْرِ |
تَفُوحُ بِعِطْرِهَا وَهَجاً |
بِدَلٍّ.. نَاعِمٍ.. وَطَرِي |