شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفِرَاقُ.. الحُلْمُ؟!
صَنَعْتُ إِليْكِ شِرَاعاً جَدِيدْ
وَزَوْرَقَ حُلْمٍٍ.. وَنَاياً وَعُودْ
وَبَعْضَ شِرَاكٍ تَكُونُ لَنَا
سِيَاجاً.. يُؤَطِّرُ كُلَّ الحُدودْ
يُكَبِّلُ فِيَّ لَجَاجَ الهَوَى
فَأَحْلُمُ أَنَّ هَوَاكِ يَزِيدْ
فَأُبْحِرُ صَوْبَ مَتَاهِ الرُّؤَى
أُدَاري اللَّفَاحَ وَنَزْفَ الوَرِيدْ
فَأَصْنَعُ مَرْكَبَةً لِلْغَرَامْ
بِشُحْنَةِ شَوْقٍ وَوَقْدٍ ضَرَامْ
وَأَرْسُمُ عَبْرَ مَسَارِ الْحَيَاهْ
قَصِيدَةَ شِعْرٍ لِحُلْوِ القَوَامْ
وَأَنْثُرُ حَوْلَكِ مَا تَشْتَهِينْ
زَهْراً.. وَعِطْراً.. وَعُودَ بَشَامْ
فَإنِّي تَعَلَّمْتُ غَزْلَ الهَوَى
بِمِغْزَلِ حُبٍّ.. شَفِيْفِ الهُيَامْ
فَلَيْتَ البعَادَ يُطِيلُ المَلَلْ!
وَيَطْبَعُ في النَّفْسِ شَطْحَ الأَمَلْ!
لأُبْحِرَ حَوْلَ مَرَافِي العُيُونْ..
سَفِيْنَةَ لَهْوٍ بِشَطِّ المُقَلْ
وَأَحْلُمُ أَنِّي بَعِيدُ المُنَى
أُعَالِجُ جَرْحاً أَبَا يَنْدَمِلْ
أُكَفْكِفُ دَمْعَ الصَّلَى والنَّوى
وأَرْكُضُ مُهْراً بِسَاحِ الغَزَلْ
لأَنِّي تَعَمَّقْتُ فِيْكِ هَوَىً
تَمَنَّيْتُ يَوْماً أَنْ نَفْتَرِقْ!
فَإِنَّ الفِرَاقَ لَنَا صَبْوَةٌ
تُجَدِّدُ فِيْنَا شُرُوخَ الأَرَقْ
وَتُذْكِي الفُؤَادَ بِنَارِ الجَوَى
فَنَطْلَعُ مِنْ عَتَمَاتٍْ الغَسَقْ
لِنَرْسُمَ لِلْفَجْرِ صَفْوَ الرُّؤَى
شَفَافاً رَقْيقاً ـ كَلَوْنِ الشَّفَقْ
فَإِنَّ الحَيَاةَ عَلى ضِدِّهَا
سَتُثْري الشِّغَافَ بِحُلْمٍ جَمِيلْ
وَتَجْلو السَّئَامَ بِأَعْمَاقِنَا
جَلاَء الصَّبَاحِ.. لِلَيْلٍ طَوِيلْ
فَفِي البُعْدِ أَنْتِ مَنَالُ المُنَى
وَخَفْقَةُ نَبْضٍ لِقَلْبٍ عَلِيلْ
لِغَيْر سِوَاكِ أَبَيْتُ الهَوَى
يَكُونُ نَفَاراً وَسَقْطاً ذَلِيلْ
فَإِني تَلَمَّسْتُ عَبْرَ الدُّنَا
بِأَنَّ الوِصَالَ يُمِيْتُ القُلُوبْ
وَيُضْفِي العَتَامَ بِأَجْوَائِهَا
فَتَنْفرُ خَوْفَ الشَّجَا وَالندُّوبْ
وَأَنَّ الفِرَاقَ سُلُوٌّ لِمَنْ
يُرَوِّضُ قَلْباً صَلاَهُ الشُّحُوبْ
فَيَهْنَى بِحُلْمٍ لِوَصْلٍ غَدَا
عَزِيزَ المَنَالِ ـ كَثِيرَ الهُرُوبْ
لأَجْلِكِ قَرَّرْتُ أَنْ أَخْتَفِي
وَأَنْفُثُ حَرَّ هَوَايَ الخَفِي
أُصَوِّرُ فِيْهِ رَبِيْعَ الصِّبَا
وَشَدْواً نَدِيّاً.. عَلَى مِعْزَفي
خَيَالاً يَطُوفُ بِأَهْدَابِنَا
فَيُغْري رُؤَانَا بِأَنْ تَحَتَفِي
بِلَحْظَةِ هَجْرٍ تُثِيرُ الجَوَى
بَرَاكِيْنَ طَفْحٍ أَلاَ نَكْتَفِي؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :573  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج