شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الظَّمَأُ؟!
عَفْواً رسولَ اللَّه إِنَّا أُمَّةٌ
جَهِلَتْ أُمورَ الدِّينِ.. والأَخْلاقِ
وتَرَهَّلَ الإِحساسُ فيها والرُّؤَى
عَشِيَتْ ـ يحُلْمٍ زائِفٍ ـ مَلاَّقِ
فَتَسَنَّمتْ صَهْوَ الجَهَالَةِ والهَوَى
مَفْتونَةً باللَّهْوِ ـ والأشْوَاقِ
وتنكَّبتْ دَرْبَ الشَّريعَةِ والهُدَى
مَعْصُوبَةَ العَيْنَيْنِ والأحْدَاقِ
فَمَضَتْ تُواري السَّوْء عن عينِ الملا
بِزِرَايَةِ التَّغْفيلِ ـ والإغْلاقِ
وبَدَتْ تَهيمُ بلا نُهَىً في سيرِهَا
مشلولةَ الأَطرافِ شبهُ مُعَاقِ
قد جَلَّها بالتِّيهِ مجدٌ غَابرٌ
بلغَ الأَولى فيه ذُرى الآفاقِ
بَذلوا النفوسَ رخيصةً في دعوةٍ
كانتْ منارَ الحقِّ والإبْلاقِ
حَطَموا بِفَأْسِ الدِّين أَزلامَ الغَوَى
واستنفروا ـ الإِيَمانَ بالإِصْدَاقِ
جَازوا بلادَ ـ الهِند ـ فَتْحاً بَيِّناً
جَلَّ الأَنامَ ـ بعزَّةٍ وَوِفَاقِ
لم يُبْنَ أُسُّ المجدِ يَوماً حُظْوَةً
من غيرِ سَفْحٍ للدِّمَاءِ ـ مُرَاقِ
ما بالُ قَومي قد نَسُوا فَيْضَ الأُولى!
إِذْ كان فَيْضُهُمو ـ دِمَا الآماقِ!
وإِلى متى نَمْضي يُلَكِّؤُنَا هَوَىً
نُذْكِيهِ ـ عبر التَّالِدِ البَرَّاقِ؟
ونعيشُ نَهْبَ خيالهِ بَتَرَنُّمٍ
يشجي الفؤادَ ـ بصوتِهِ الرَّقْرَاقِ
لِمَ لا تكونُ لنا هَوِيَّتُنا التي
توحي بِأَنَّا أُمَّةُ الأَعراقِ؟!
فنُصَاهِرَ الأَمْجادَ عبر تَواصلٍ
يُبْنَى بأَيدي الجِدِّ ـ والإرْهَاقِ!
ما بالُنَا لا نحتذي بخصالِهِمْ!
ونَجُبُّ عَنَّا ـ سَطْوَةَ الإزْهَاقِ!
فَنَخُطَّ للأَيامِ سِفْراً حافِلاً
بالدينِ ـ بالتعليمِ ـ بالأَخلاقِ
ونقولُ: إِنَّا مِنْ سُلالةِ مَنْ بَنَوْا
صَرْحَ الحَضَارَةِ بالنُّهَى البَثَّاقِ
لا يعترينا الخَوْرُ عبر شِغَافِنَا
عَزَمَاتُنَا أَقْوى مِنَ الإِزْلاقِ
ونعيدُ مجدَ حضارةٍ كانتْ لنا
وهَّاجَةً كالشمسِ في الإشْراقِ
تحكي مَجَادَةَ أُمَّةٍ ـ ما سَامَها
نَزَقُ الحياةِ بِشَهْوَةٍ وَعِنَاقِ
فالعلمُ فَرْضٌ مُنْذُ أَنْ خُلِقَ الملا
حَتّى يُوَارَى ظُلْمَةَ ـ الأَطْباقِ
والمسلمون اليومَ ـ وا عَجبي لهمْ!
مُتناثرون بِنَفْرَةٍ.. وَشِقَاقِ!
يَتطاحنون بغيِّهِمْ في ـ نَزْوَةٍ
مُتَسَرْبِلينَ ـ بِجَفْوَةٍ ـ وفِرَاقِ
يَتكالبون على الحياة وغَيِّهَا
شَرَهاً ـ يَنِزُّ السُّمَّ في التَّرْيَاقِ
بَلغوا من الأعدادِ ـ كمّاً هَائلاً
لكنهمْ في العَزْمِ ـ نَيْطُ وِثَاقِ
فَبَدَوْا ـ إِمَاءً للقويِّ وأَعْبُدَاً
لا يملكونَ ـ الجَهْرَ بالميثَاقِ
يا ويحَ عزمُهُمو تَكَلَّسَ وارتَمَى
مُتَخَدِّرَ الإِحْسَاسِ في الأَشْدَاقِ
ما أَجملَ الأيَّامَ ـ لَوْ كنَّا مَعاً!!
في وَحْدَةٍ ـ تَضْرَى قوى الفُسَّاقِ
ونَسيرُ في ركبِ الحياةِ بِعَزْمَةٍ
مستمسكينَ الدينَ في اسْتِوثَاقِ!
سيشعُّ نورُ الحَقِّ في جَنَبَاتِنَا
شَلاَّلَ ضَوْءٍ ـ حالمَ الإِشْرَاقِ
ونُري ـ بَنِينَا ـ أَنَّنَا أَهْلٌ لِمَا
كان الجدودُ عليهِ في استحقاقِ
بالعلمِ ـ بالجهدِ الخَلُوصِ وفتيةٍ
نَبْني العُلاَ ـ مجداً على الأَعْنَاقِ
ونُسخِّرُ الأحلامَ علماً نافِعاً
بعزيمةِ الإِقْدَامِ والإِطْلاقِ
لا نَرتضي هَوْناً ـ ولا جَهْلاً لنا
في خافقٍ زاكي الرُّؤَى ـ عَبَّاقِ
ونصولُ في قُنِّ الحضارةِ بالحِجَى
بالرَّأْي ـ في شَحْذِ القوى ـ سَبَّاقِ
لا عيبَ فِينا غيرَ أَنَّا أُمَّةٌ
أَقْعَتْ عن التجديفِ في الأَعْماقِ
وبَدَتْ بِشَطِّ اليَمِّ لا نَجْوَى لها
غيرَ الذي تَخْشَاهُ ـ من إِمْلاقِ
ما شابَنا جَوْرُ الزَّمَانِ وإِنَّما
شَابَتْ ـ عَزائِمُنا من الإِطْراقِ
لا بُدَّ أَنْ نُحيي مَوَاتَ نُفُوسِنَا
ونُفَجِّرَ الإِحْسَاسَ ـ بالإِصْعَاقِ
ونعيدَ أَيَّاماً تَوالتْ ـ بالمُنَى
كانَتْ حَصَادَ العلمِ ـ لِلطُّرَّاقِ
مُتَمَنْطقِينَ الدِّينَ عَبْرَ صُدُورنَا
دِرْعاً يَقينَا ـ هُوَّةَ ـ الإِسْحَاقِ
يَا حَبذا أَرَجُ الحياةِ مُوالياً
بالحُبِّ ـ بالإصْفَاءِ ـ بالإِغْدَاقِ!
يِسْتَنْهِضُ الهمَّاتِ فينا أُمَّةً
ترنو إِلى ـ العلياءِ ـ والآفَاقِ
وتُشيدُ مجداً بالحضارةِ زاهياً
يَحْكي جلاءَ البدرِ.. في الإغْسَاقِ
ويُصَوِّرُ الأَحلامَ شَدْوَ بلابلٍ
جيَّاشةً ـ بالحُبِّ ـ في الخَفَّاقِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :519  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج