شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكِتابُ نَبْضُ العِلمِ والمَعْرِفَةِ
مُهداةٌ معَ التحية وصادق الحُبِّ إلى معالي الصديق الدكتور محمد عبده يماني.. صاحبُ الأُذن الراهفة في استجلاء نبض الكلمةِ بَوْحها ونَفْحها وفي الشعر فَيْضَهُ وغَيْضَهُ بتذوقِ المتلقي المدرك لشفافة الحرف واتَّساقه ودفْئه وانْطلاَقهْ أهدي هذه الأبيَات التي تُصَورُ حالةَ الكتاب وما آلتْ إليه في عصرِ العَولمةَ والسَّتلاَيتْ وَالحاسِب والإنتَرنتْ والقَنوات الفضائَيةِ التي بدأتْ تُزاحمُ الكتابَ وتَغْفلُ دَوْرَهُ في بناء شَخْصيَّة الإنسانِ المعاصِر بنَاءً ثَقَافياً مَتيناً يقومُ علَى جدِّيةِ البحث والإمْعَان.
أُشَارِكُ بَهِذِهِ القصَيدةِ مُنَافِحاً عن الكتاب وخَصُوصيَّتهِ في إثراءِ الأمةِ ورقيِّها علماً وفِكراً وثقافةً وعاطفةً وحُلماً وسلوكاً.
وحَلُمْتُ أَرْسُمُ ((للْكتَابِ)) قَصيدةً
أَلْفَاظُهَا نَفْحُ الشَّذَا.. الرَّيَّانِ
إِحْسَاسُهَا ((الألماسُ)) شَفًّ بَريقُهُ
للْعَيْنِ نُوراً زاهِيَ الأَلْوَانِ
أَوْزَانُها هَمْسٌ تمَلَّى دَفْقُهُ
وَأَفَاضَ عَنْ شَوْقٍ وَعَنْ أَشَجْانِ
يَنْدَى الفُؤَادُ بِنَفْحهَا.. فَخَيالُهَا
شَلاَّلُ عِطْرٍ حَالمَ النَّفَحانِ
إِيَقاعُها صَوْتُ ((اليَمَامَة)) شَاكياً
بُعْدَ الأَليف.. وَفُرْقَةَ الخِلاَّنِ
وَخَيَالُها المَبْثُوثُ أَنْدَى رِقَّةً
مِنْ نَسْمَةٍ هَبَّتْ عَلى الأَفْنَانِ
أَبْيَاتُهَا نَدٌّ زَكِيٌّ فَائِحٌ..
يُصْفي المَسَاءَ بِنَفْحِهِ الفَتَّانِ
فَتُحرِّكُ الوَجْدَ القَديمَ مُرَهَّفاً
في خَافقٍ يَهَفْو إِلى التَّحْنَانِ
وَتُثيرُ في قَلْبِ المُوَلَّهِ صَبْوَةً
فَيَبْيتُ في لُجٍّ مِنَ الأَحْزَانِ
يَا عَنْدَلَ الأشْواقِ مَالي والهَوَى!
إنِّي طَوَيْتُ الشَّوْقَ مُنْذُ زمَانِ
مَا عَادَ فيَّ الشَّوقُ يُذْكي مُقْلَةً
تَضْرَى بِنَارِ الوَجْدِ وَالحِرْمَانِ
هَلْ جَلَّني أَمْرٌ عَظِيمٌ لم أعُدْ؟
أقْوَى عَلى رَدٍّ لهُ أَعْيَاني؟!
أَمْ أَنَّ وَقْدَ الحسِّ في نَبْضي بَدا
يَصْلَى بِلَفْحٍ لاهبٍ.. حرَّانِ؟
يَا لاَئِمي فِيمَا تَبَدَّىً إنني
أَضْرَى بِنَارِ الحُبِّ كَالهَيْمَانِ
لكِنَّهُ حُبٌّ عَفيفٌ طَاهِرٌ
((للكُتْبِ)) للأخْلاَقِ.. لْلأَوْطَانِ
حُبٌّ سَمَا في النَّفْس عَن سَقْط الهَوَى
وَاسْتَمْسَكَ الوُثْقَى مِن الإيمَانِ
لا العِشْقُ فِيهِ صَبَابَةٌ مَحمُومَةٌ
كَلاَّ وَلا نَزْغُ الهَوَى الشّيْطَاني
مَا بَالُ دُنْيَانَا تَنُوصُ عَن النُّهَى
لاَ تحْتَفي بالعِلْمِ وَالعرْفَانِ؟
الأَذْكِيَاءُ نَرَاهُمو في جَفْوَةٍ
وَتَخَاذُلٍ يُوحي.. إلى النكُّرَانِ
فَنَرَى ثَقِيبَ الرْأْيِ وَالفِكْرَ بِلاَ
جَاهٍ. لهُ في النَّاسِ كالأَسْيَانِ
يَنْكَبُّ يَبْحثُ في الحَيَاةِ فَلاَ يَرَى
غَيْرَ الكِتَابِ ـ مَطِيَّةَ الاِظْعَانِ
يَقْضي الحَيَاةَ مُعَلِّماً مُتَعَلِّماً
ليُقيمَ نَهْجَ العلْمِ بِالبُرهَانِ
وَنَرى الحَيَاةَ تَكيدهُ وتَسُومُهُ
وتَرُومُهُ بالجَحْدِ والنِّسْيَانِ
فَتُقرِّبُ الشَّادينَ في لحنِ الغَوَى
وَتَخصَّهُمْ بِالسَّبقِ في الاعْلاَنِ
تُولِيهُمُو حظًّا كبيراً واهِجاً
وُتجلُّهُمْ بالمدَحْ.. كَالفُرْسَانِ
حَتَّى ((الصَّحَافَةُ)) تَحْتَفي بُهُرَائِهمْ
وَتُواصلُ التَّطْبيلَ.. لِلفَنَّانِ
وكَذَاكَ لُعَّابُ الكُرَاة فَإنَّهُمْ
أَحْظَى وَأَرجَى مِنْ فَصْيح لِسَانِ
يَا حَسْرَةً لو ضَاعَ فَينَا حسُّناً
وَبَدَتْ نَواظِرُنَا.. بلاَ أَجْفَانِ
لا تَسْتَبِينُ النُّور في حَدَقاتهَا
تَشْكو من التَّرميدِ والرَّمَصَانِ
إن ((الكتاب)) هو العلوم بأسرها
في دَفَّتَيْهِ سَرَائرُ ((الحَدَثَانِ))
مَهْمَا أَطَلَّ بعَصْرَنَا منْ آلةٍ
أَوْ حَاسِبٍ سَيَقِلُّ في المِيزَانِ
وَيَظلُّ نَهْلُ العِلْمِ في خَلَجَاتنا
((كُتُباً)) تُقيمُ ثَقَافةَ الاتْقَانِ
يَكْفي ((الكتابُ)) صَدَاقَة مَقْرونَةً
بالعلْم بالتَّثقيفِ بالتِّبيانِ
تَرقَى الشعوبُ بعلْمهَا وَتُراثهَا
في همةٍ تَسمو على البُهتَانِ
بِالعلْم تَبْني أُمَّةٌ مَجداً لها
في العَالمين مُؤثَّل البُنيَانِ
وتجُوبُ آفْاقَ الحَيَاة إلى الذُّرَى
لتُقيم صَرْحَ حَضارةِ الإنْسانِ
تَرنو إلى نَهلِ المَعَارف في الدُّنا
برجَالها الأَكْفَاءِ.. والشُّبَّانِ
فالعلمُ مُنْذُ المَهدِ يُطلَبُ غَايَةً
للمرء حَتَّى. تَغْمضَ العَيْنَانِ
يَا حَبَّذا فَيَضُ ((الكِتابِ)) وعلمُهُ
بالنُّور يُثري سَاحَة المَيْدَانِ
ويخُطُّ للأيّامِ سفراً خَالداً
لاَ يُطمسنَّ بنزْوَة الغُفْلانِ
يَرْفَضُّ نَبَعاً للحَيَاة إذا التَقَى
فَيْضُ التَّلِيدِ بِطَارِفٍ عَقْلاَني
هَل تبلُغُ المَجدَ المؤصَّلَ أمَّةٌ؟!
منْ غَيرِ تَأليفٍ وغَير بَيَانِ؟
أَمْ هَل يقُومُ الصَّرحُ صَرَحاً شَامخاً
مِنْ دُونِ تَأسيسٍ وَلاَ عِمْدانِ؟!
فالعِلْمُ نَبضٌ للحَيَاة أجَلُّهَا
((كُتُبٌ)) تُزيلُ سَآمَةَ الحَيرْانِ
وتُعيدُ للأفكارِ صَفْوَ رَوَائِهَا
بِالبَحثِ بالتَّنْقيِبِ بالإِمْعَانِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :533  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج