شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ حسين جمعة ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ حسين جمعة فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله.. لا تستغربون حضراتكم، إن الحرب التي يتعرض لها كل عربي وكل مسلم في فكره وعقيدته حرب ضارية تستعمل فيها أسلحة غريبة الشكل.. متعددة، وأساليب لا تخطر على بال الإِنسان العربي المسلم.. إذا ما استمر على عقيدته، فقط دون تسليح هذه العقيدة والتصدي لهذه الحرب أو هذه الغزوات الثقافية الفكرية.. التي يخططون لها من قديم الزمان. إذا اصطلحنا جميعاً على أن القوة السياسية تريد أن تغزو آفاقاً لتنشر مبادئها، ونحن نؤمن جميعاً بأن الإِسلام حينما بدأ ينتشر غزا وفتح بالفكر والعلم والإِيمان، وامتدت ساحته من الساحل الأفريقي المطل على الأطلسي.. حتى حدود الصين شرقاً، وحدود روسيا جنوباً وغرباً وشرقاً، بل وامتد إلى شمال أوروبا الغربي في بعض المقاطعات الفرنسية، التي يعيش فيها مجموعات كبيرة جداً من المسلمين لها ملابسها المميزة ولها عاداتها ولها معابدها ومدارسها.. مستقلة عن أي مؤثرات خارجية. إذن الدين الإِسلامي بدأ غزوته الشريفة الكريمة وانتشر فحدث ثأر ولا بد أن نحارَب. هذا الدين العظيم الذي استطاع أن يفرض بالحسنى وأن يفرض بالمنطق، وأن يفرض بالعلم واستطاع أن ينبت علماء كثيرين عبر الترجمات التي نشأت في أواسط أوروبا، وفي حوض البحر الأبيض المتوسط نقلت أفكار ونظريات علماء الإِسلام وتبناها علماء الغرب وطوروها وامتدوا إليها. وهنا كان موقف لفئة مهمة هي التي بدأت واستمرت وستستمر وتمول وتطور كل أساليب الغزو الفكري في البلاد العربية والبلاد الإِسلامية.
- أنا لن أعبر التاريخ الطويل إلى 50 سنة أو 70 سنة وإنما سأقفز قفزة إلى هذه الفترة القريبة، أي نصف قرن فقط.. ظهرت مجموعات مشكلة من طوائف اليهود.. أهمها المجموعة التلمودية، هذه المجموعة استقطبت أشهر علماء اليهود في علم النفس وعلم وسائل التعليم، وبرمجة برامج خاصة موجهة إلى البلاد العربية والبلاد الإِسلامية. أنا لا أريد أن أتكلم عن الغزو الفكري المصاحب للغزوات السياسية ففيه ما فيه، وإنما أريد أن أتكلم عن الغزوات الفكرية التربوية التي هي أخطر بكثير جداً، حيث يحدث تطعيم لأفكار أبناء المسلمين وأبناء العرب، حتى يشبوا دون أن يعوا ماذا يفعلون.
- أنشئت مدارس كثيرة في علم النفس وأنشئت مدارس كثيرة في علم التربية، وكان على رأسها يونج، وفرويد وكل علماء اليهود، وأصبحوا يهتمون بدراسة العقلية العربية التي هي أصلاً من أحسن العقليات، والتي يغيظ منها العنصر اليهودي، حيث هي جنسية أخته.. بالضبط فيها كل المواصفات الفكرية والذهنية والاستعداد لتحصيل وفرز المعلومات إلى ما لا نهاية، بدأوا في تكوين معاهد خاصة للتربية يستقطبون إليها عدداً كبيراً جداً من المشرفين على التربية في مصر والسودان العربية، وأصبحت كل هذه البرامج التعليمية تهدف إلى تدمير ملكات الطفل الصغير، الذي سوف يشب ويصبح عدة الوطن العربي والوطن الإِسلامي. هذا سلاح من الأسلحة أو هذه هي القاعدة الأساسية. ابتكروا كثيراً من الأندية تحت مسميات كثيرة جداً.. مثلاً ابتكروا جماعات الماسونية التي تقدم خدمات لأعضائها تستعصي على الإِنسان العادي أن يصل إليها.. إنسان ما يريد أن يتعلم في جهة معينة أو يعلم أولاده، طالما هو عضو في المحفل الماسوني فهناك التسهيلات والتيسيرات وليسافر كيفما يشاء، ولينفق كما يشاء، وليعالج كيفما يشاء هو وأسرته ومن يستطيع أن يستقطبه.
- هناك أندية مثل أندية اللوتاري.. حينما حوربت الجماعات الماسونية والمحافل الماسونية في البلاد الإِسلامية وحرم دخولها فعلاً في المملكة العربية السعودية، ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا ابتدعوا أندية اللوتاري.. وأندية اللوتاري تأتي إلى عاصمة.. أو إلى عاصمة مقسمة إلى أربعة أو خمسة أقسام وتستقطب من كل مهنة شخص أو مواطن له من الفعالية والتأثير على بني مهنته وعلى زملائه الكثير الكثير، وتأخذه وتحدث لهم عمليات مسخ مخ بطيء جداً، وتلقنهم ما تريد أن تفرزه في أواسط المواطنين. وتنطلق هذه الأندية.. الشركات الكثيرة جداً التي تغزو البلاد العربية الآن، وما هي في الحقيقة إلا شركات صهيونية، ولكنها بالمشاركة مع جنسيات كثيرة جداً تختفي وراءها الأغراض الحقيقية فيما يسمى بالبرامج الثقافية أو البرامج الترفيهية التي تحدثها هذه الشركات، بغرض المحاولة أو السيطرة على جميع أجهزة الإِعلام في الخارج.. خصوصاً في الدول الأوروبية لصالح الجماعة التلمودية واليهودية، ونجد على رأس كل دار نشر في الخارج مجموعة من اليهود، نجد على رأس كل جريدة أو مجلة مؤثرة في الخارج مجموعة من اليهود، وكذلك على رأس التلفازات في كل البلاد الأوروبية والمبرمجين والمخططين لهذه الأجهزة والنظيفة جداً في إيصالها الجماهيري هم من اليهود، نجد على كل أصحاب رؤوس الأموال المساهمة في الاستوديوهات والشركات السينمائية يهوداً.. هؤلاء اليهود كلهم يتجمعون تجمعات أسبوعية أوكل أسبوعين أوكل شهر في محافل خاصة بهم، سواء كانت محافل تلمودية أو محافل ماسونية، أو في الأندية التي ذكرتها.. هذه العدة هي عدة الغزو الفكري.
- حينما أريد أن أحارب إنساناً أستطلع أسلحته، أي أعرف أسلوب قتاله وما هي عدته، ما هي مواقفه، ما هو التكتيك الخاص به، ما هي الاستراتيجية الخاصة بهذا المحارب الذي يحاربني. فإذا ما علمت بداءة أن استراتيجيته أو هدفه أنه يريد أن يسطو عليّ، أو يريد أن يحتلني، وإن تكتيكه هو تفتيت القوة الداخلية لي، وإحداث فوضى في النظام الداخلي، وفي النظام الاقتصادي، وإحداث مجاعات، وأشياء كثيرة جداً تؤثر على الجبهات الداخلية لأي وطن، ويستعمل أقصى الأسلحة وأحدثها، ويستعمل كل المنجزات العلمية.. فإذا ما وقفت على هذه الأسلحة استطعت حقيقة أن أجابه هذا العدو الذي يريد أن يغزوني.
- فمن واجبنا جميعاً أن نعرف الأسلحة التي يعدها أرباب الغزو الفكري.. والأمثلة على هذا الغزو كثيرة جداً، نجدها في كتاب، نجدها مع كثير جداً من المستشرقين الذين يدرسون اللغة العربية ويدرسون الأحاديث ويدرسون القرآن، ويأتون بتفاسير تنشر هذه التفاسير وتختلف في طبعاتها وتنتقل من مكان إلى مكان، وتدور الدورة إلى أن يتم اقتناع كامل بأنها طبعت في مصر أو في أيِّ بلد عربي، وأنها من نتاج المصريين أو من نتاج العرب الأفارقة أو من نتاج عرب في أي مكان، وهذا شيء معقول وكلنا نتداول هذه الكتب.. حقيقة أصبحنا مستهدفين من حرب أسلحتها كثيرة جداً.. الأساس في كل هذا هو الجماعة التلمودية التي نصبت نفسها أن تكون حارسة للديانة اليهودية الوضعية وليست الديانة اليهودية المنزلة، الأحبار المصطنعين الذين وضعوا تعليمات خاصة بديانتهم الخاصة تحرسها هذه الجماعات التلمودية.
- لي تعليق بسيط على الأخ الأستاذ الصديق عبد الله بلخير، وهو: أننا في معاهد الإِذاعة والتلفاز نعود المذيعات أن ينطقن اللغة العربية السليمة، ثم إذا ما ابتدأْنَ في نطق البلاد ينطقنها بلغاتها الأصلية. حقيقة أنَّ اللغة العربية من أغنى اللغات، وحقيقة أن المد واللين والغُنَّة في كل اللغات مستمد من اللغة العربية، وحقيقة أن إنهاء الكلمة بعدم إظهارها أو إظهارها مستمد من اللغة العربية، وعلينا نحن أن نكون أحسن كثيراً.. حينما ننطق أسماءَهم بلغتنا ننطقها سليمة غير منقوصة، ونطالبهم بأن ينطقوا أسماءنا سليمة غير منقوصة. لا أريد أن أطيل والجلسة طويلة وشكراً لكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 165 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.