شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سيول مكة المكرمة
ملحق رقم (3)
(انظر الحاشية رقم 2 ص 138)
أما السيول التي وقعت في عهد الأزرقي والخزاعي ولم يرد ذكرها في أخبار مكة. والتي وقعت فيما بعد إلى عهدنا هذا فهي:
12 ـ وذكر الطبري أيضاً في حوادث سنة 88 فقال: خرج عمر بن عبد العزيز تلك السنة - يعني سنة 88 - بعدة من قريش أرسل إليهم بصلات، وظهر للحمولة، واحرموا معه من ذي الخليفة وساق معه بدنا، فلما كان بالتنعيم لقيهم نفر من قريش منهم ابن أبي مليكة وغيره، فأخبروه أن مكة قليلة الماء وأنهم يخافون على الحج العطش، وذلك أن المطر قل، فقال عمر: فالمطلب ههنا بين، تعالوا ندع الله قال: فرأيتهم دعوا ودعا معهم فألحوا في الدعاء. قال صالح: فلا والله إن وصلنا إلى البيت ذلك اليوم إلا مع المطر حتى كان مع الليل وسكبت السماء وجاء سيل الوادي، فجاء أمر خافه أهل مكة، ومطرت عرفة، ومنى، وجمع، فما كانت إلا عبراً قال: ونبتت مكة تلك السنة للخصب، وأما أبو معشر فإنه قال حج بالناس سنة 88 عمر بن الوليد بن عبد الملك.
13 ـ سيل المخيل: وذكر السنجاري إنه في عام 104 وقع سيل المخيل، لأنه أصاب الناس بعده مثل خبال لمرض حدث بهم عقبه في أجسامهم وألسنتهم، وكان سيلاً عظيماً دخل المسجد الحرام، وذهب بالناس، وأحاط بالكعبة، وعقبه سيل آخر مثله في هذه السنة، وذلك في ولاية عبد الواحد بن عبد الله النصرى على مكة.
14 ـ سيل أبي شاكر: ذكر الفاكهي هذا السيل، فقال: ومنها سيل أبي شاكر في ولاية هشام ابن عبد الملك في ابتداء سنة عشرين وماية ودخل المسجد الحرام.
وأبو شاكر المنسوب إليه هذا السيل هو مسلمة بن هشام بن عبد الملك، وكان أبو شاكر حج بالناس في عام تسعة عشر وماية، وجاء هذا السيل عقب حج أبو شاكر فسمى به.
15 ـ وقال أيضاً: في عام ستين وماية وقع سيل عظيم ودخل الحرم ليومين بقيا من المحرم.
16 ـ سيل عام 253: دخل المسجد سيل عظيم أحاط بالكعبة وبلغ إلى قريب من الحجر الأسود وهدم دوراً كثيرة بمكة، وذهب بأمتعة الناس، وملأ المسجد غثاً، وتراباً حتى جرف بالعجلات وكان ذلك في خلافة المعتز بالله.
17 ـ سيل عام 262: جاء في هذا العام سيل عظيم ذهب بحصباء المسجد حتى عرا عنها.
18 ـ سيل عام 297: ذكر المسعودي إنه ورد الخبر في هذا العام إلى دار السلام بأن أركان البيت الحرام الأربعة غرقت حين جرى الغرق في الطواف وفاضت بئر زمزم وأن ذلك لم يعهد فيما سلف من الزمن.
19 ـ سيل عام 349: لما برز الحج قافلاً، ونزلوا واديا جاءهم سيل فأخذهم عن آخرهم وألقى بهم في البحر.
20 ـ سيل عام 417: جاء سيل في هذا العام، ودخل الحرم، ووصل إلى خزائن الكتب فاتلف منها الشيء الكثير.
21 ـ سيل عام 489: جاء سيل في هذا العام بقرب وادي نخلة، وكان الحجاج نازلون بالقرب منه، فذهب بكثير من الأموال، والأنفس، ولم ينج منهم إلا من تعلق بالجبال.
22 ـ سيل عام 528: وقع في شهر جمادى الأولى من هذا العام بمكة مطر فمات تحت الردم جماعة، وتضرر الناس كثيراً.
23 ـ سيل عام 549: وقع بمكة مطر سال منه وادي إبراهيم ونزل مع الماء برد بقدر البيض.
24 ـ سيل عام 569: وقع بمكة مطر، وجاء سيل كبير إلى أن دخل من باب بني شيبة، ودخل دار الإمارة، ولم ير سيل قط قبله دخل دار الإمارة.
25 ـ سيل 570: كثرت الأمطار والسيول بمكة في هذا العام، وسال وادي إبراهيم خمس مرات.
26 ـ سيل عام 593: (وقد جاء ذكره في بعض الكتب إنه عام 573) في يوم الإثنين لثمان خلوان من صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة جاء سيل عظيم، ودخل المسجد الحرام، وعلا على الحجر الأسود ذراعين، ودخل الكعبة فبلغ قريباً من الذراع وأخذ فرضتي باب إبراهيم وحمل منابر الخطبة ودرجة الكعبة، ووصل الماء إلى فوق القناديل التي في وسط الحرم بكثير وطاف الناس وهم يعومون وهدم دوراً على حافتي وادي مكة.
27 ـ سيل عام 620: في منتصف شهر ذي القعدة من سنة 620 جاء سيل عظيم، ودخل الكعبة ومات منه جماعة بعضهم حمله السيل، والآخر طاحت عليه الدور. وقيل أنه كان في منتصف شهر شعبان.
28 ـ سيل عام 651: جاء سيل في هذا العام ولم يذكر المؤرخون عنه تفاصيل وافية.
29 ـ سيل عام 669: في سنة تسعة وستين وستماية أتى سيل لم يسمع بمثله في هذه الأعصار كان حصوله في صبح يوم الجمعة رابع عشر شعبان دخل البيت الحرام كالبحر، وألقى كل التراب التي كانت في المعلاة في البيت، وبقي الحرم كالبحر يموج منبره فيه، ولم تصل الناس تلك الليلة، ولم ير طائف إلا رجل طاف سحراً يعوم.
30 ـ سيل عام 730: وفي سنة ثلاثين وسبعماية في ليلة الأربعاء سادس وعشرين من ذي الحجة جاء الناس سيل عظيم بلا مطر ملا الفسقيات التي في المعلاة والأبطح، وخرب البساتين وملأ الحرم، وأقام الماء فيه يومين والعمل مستمر فيه، واشتغل الناس مدة طويلة به.
31 ـ سيل سنة 732: في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وسبعماية وقع بمكة أمطار وسيول وصواعق، وقعت صاعقة على أبي قبيس فقتلت رجلاً، ووقعت ثانية في مسجد الخيف بمنى فقتلت آخر، ووقعت ثالثة في الجعرانة فقتلت رجلين.
32 ـ سيل عام 738: وفي ليلة الخميس العاشر من شهر جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وسبعماية جاء سيل وغيم، ورعود مزعجة، وبروق مخيفة، ومطر وابل كأفواه القرب ثم دفعت السيول من كل جهة، وكان وابل بمكة، كان معظم السيل من جهة البطحاء فدخل الحرم الشريف من جميع الأبواب وحفر فيها، وجعل حول الأعمدة التي في طريقه جوراً مقدار قامتين وأكثر ولو لم يكن أساسات لأعمدة محكمة لكان رماها، وقلع من أبواب الحرم أماكن وطاف بها الماء، وطاف بالمنابر كل واحدة إلى جهة وبلغ عند الكعبة المعظمة قامة وبسطة ودخلها من خلل الباب، وعلا الماء فوق عتبتها أكثر من نصف ذراع بل شبرين، ووصل إلى قناديل المطاف، وعبر في بعضها من فوقها طفاها وغرق بعض أهلها ومات نحو ستين نفراً تحت الردم، وبل جميع الكتب التي كانت في قبة الكتب فقعد الناس في تنظيفه مدة، وأفسد للناس من الأمتعة شيئاً كثيراً.
33 ـ سيل عام 750: نزل مطر وصاعقة وريح سوداء أوقعت جميع الأعمدة المتجددة حول المطاف التي جددها فارس المدين سنة 749، ولم يبق منها إلا عمودان.
34 ـ سيل عام 771: جاء في هذا العام مطر وسيول دخلت إلى البيت الحرام وكان علو الماء إلى قفل باب الكعبة وهو أكثر من قامتين واستمر جريانه من العشاء إلى ظهر اليوم التالي وقد نزل معه برد بحجم كبير، وهدم بيوتاً كثيرة تربو على ألف بيت ومات فيه خلق كثير نحو ألف نسمة وحمل قافلة بأربعين جملاً، وجرف حيوانات وأمتعة لا تحصى.
35 ـ سيل عام 802: في اليوم الثامن من شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانمائة جاء مطر شديد استمر ثلاثة أيام، وكان المطر كأفواه القرب وقوياً، وسبب ذلك أن هجم سيل وادي إبراهيم بمكة، فلما حاذا وادي أجياد خالط السيل الذي جاء منه فصار ذلك بحراً زاخراً، فدخل السيل المسجد الحرام من على أبوابه كلها، وكان عمقه من جهة باب إبراهيم فوق قامة وبسطة وفي المطاف كذلك، وقد علا عتبة باب الكعبة المعظمة قدر ذراع أو أكثر واحتمل درجة الكعبة المعظمة فألقاها عند باب إبراهيم ولولا صد بعض العواميد لها لحملها إلى حيث ينتهي وخرب عمودين في المسجد الحرام عند باب العجلة بما عليها من العقود والسقف، وخرب دوراً كثيرة بمكة، وسقط بعضها على سكانها فماتوا، وجملة من قتل بسببه على ما قيل نحو ستين نفراً، وأفسد للناس من الأمتعة شيئاً كثيراً، وقد مكث الناس مدة يومين لا يتمكنون من الطواف إلا بالمشقة.
36 ـ سيل عام 814: في اليوم الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة في هذا العام ظهر السيل وقت الظهيرة، فهدم سدود العيون، ثم أنساب إلى البلدة فدخل المسجد الحرام، ووصل إلى ثلثي منبر الخطابة.
37 ـ سيل عام 825: عقيب صلاة الصبح من يوم السبت سابع وعشرين من ذي الحجة سنة 825 دخل السيل إلى المسجد الحرام فارتفع إلى فوق الحجر الأسود حتى بلغ باب الكعبة الشريفة وألقى درجتها عند منارة باب الحزورة، وهدم عتبة باب إبراهيم، وأفسد للناس دوراً كثيرة وهدم دوراً في جهات سوق الليل والصفا والمسفلة، وخرب سور المعلاة.
38 ـ سيل 827: بعد غروب ليلة ثالث جمادى الأولى سنة 827 جاء سيل وادي إبراهيم عقب مطر غزير، كان ابتداؤه بعد العصر من ثاني شهر المذكور، ودخل السيل المسجد الحرام من أبوابه التي بالجانب اليماني، وقارب الحجر الأسود وألقى بالمسجد من الأوساخ شيئاً كثيراً، وقد خرب باب الماجن وجانباً من سوره.
39 ـ سيل عام 837: في ليلة الجمعة سادس عشر جمادى الأولى عام 837 وقعت أمطار غزيرة سالت على أثرها الأودية، وجاء سيل وادي إبراهيم فتلاقى مع سيل أجياد عند باب الحزورة فدخل المسجد الحرام وبلغ علو باب الكعبة لمحاذاة عتبة الباب الشريف، فلما أصبح الناس ورأوا كثرة المياه في المسجد أزالوا عتبة باب إبراهيم حتى خرج الماء وقد خرب هذا السيل ما يقرب من ألف دار، ومات تحت الردم اثنا عشر إنساناً، وغرق ثمانية ووكف سقف الكعبة، فابتلت الكسوة الداخلية وامتلأت قناديلها ماء.
40 ـ سيل القناديل: حصل ليلة الخميس عاشر جمادى الأولى عام 838 مطر ورعود وبروق مزعجة وكان المطر كأفواه القرب ثم اندفع السيل من كل جهة، وكان أعظمه من جهة البطحاء فدخل المسجد من جميع الأبواب، فكسر باب زمزم، وباب موضع الأذان، فبلغ علو الماء قامة ونصف، وخرب ما يقرب من ثمانمائة دار ويسمى هذا السيل (سيل القناديل).
41 ـ سيل عام 865: في يوم السبت تاسع شوال سنة خمس وستين وثمانماية وقع بين الظهر والعصر مطر وعقبه سيل جاء من وادي إبراهيم فدخل المسجد الحرام من جميع أبوابه الشرقية واليمانية وملأ المسجد بالأوساخ، ودخل الكعبة المشرفة من الخرق الذي تحت الباب وبلغ الماء نحو نصف ذراع من عتبة الكعبة، وعلا على خرزة بئر زمزم مقدار ذراع وبلغ صحن زيادة دار الندوة، وبلغ إلى الباب المنفرد من أبواب زيادة دار الندوة وهذا لم يعهد فيما مضى.
42 ـ سيل عام 867: في ضحى يوم الأربعاء ثامن وعشرين ربيع الآخر سنة سبع وستين وثمانماية وقع مطر غزير عقبه سيل في وادي إبراهيم فدخل المسجد الحرام من جميع أبوابه الشرقية واليمانية وملأ المسجد الحرام بالأوساخ ودخل الكعبة المشرفة من خرق الباب وعلا الماء على عتبة الكعبة ذراع ونصف، وغمر الأخشاب التي تعلق بها القناديل بالمطاف وبلغ الماء إلى أن خرج من باب العمرة، وقد هدمت الأمطار والسيول عدة من دور مكة المشرفة بالمعلاة وسوق الليل.
43 ـ سيل عام 871: في الهزيع الأخير من ليلة الأحد رابع عشر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعون وثمانماية وقع سيل فدخل المسجد الحرام، وعلا على الركن اليماني ودخل البيت الشريف وزمزم، وقد خرب دوراً كثيرة.
44 ـ سيل عام 880: كان هذا السيل من أعظم السيول التي وقعت، ولا يضارعه في قوته أي سيل من سيول مكة المكرمة إن في الجاهلية أو الإسلام، وكان ظهوره قبيل وصول الحجاج إلى مكة المكرمة،فامتلأت الشوارع بالماء وعلا على بعض أسطحة بيوت المعلاة، ثم دخل المسجد الحرام وقد كانت الخسائر في النفس والنفيس كبيرة، وأحصى ما أخرج من البيت الحرام من الأموات فبلغ عددهم مائة وثمانين نسمة: وقد انفرد أيوب صبري باشا صاحب مرآة الحرمين بذكر هذا السيل نقلاً عن السمنهودي (ج 1 ص 682).
45 ـ سيل عام 883: في يوم الخميس خامس عشر شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة وقع مطر جاء على أثره سيل وادي إبراهيم فتلاقى مع سيل أجياد ودخل السيل من غالب أبواب المسجد اليمانية وباب ابراب وباب السلام ومن جميع الأبواب الشامية خلا باب الزيادة ومن الشبابيك التي بأسفل مدرسة السلطان قايتباي، ومن بابها الذي إلى المسجد، وفي ظهر يوم الجمعة ثالث عشرين من الشهر المذكور وقع بمكة مطر فجاء السيل مرة ثانية أشد من الأول لكنه لم يصادف سيل وادي أجياد. وقد بلغ إلى حيث بلغ السيل السابق ودخل المسجد الحرام من جميع الأبواب التي دخل منها السيل الأول.
46 ـ سيل عام 887: وقعت بمكة أمطار شديدة يوم الأربعاء رابع عشر ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثمانمائة، عقبها سيل جاء وقت الظهر فتلاقى مع سيل أجياد فدخل المسجد من جميع أبوابه وعلا من داخله نحو قامة ومن نحو قامة ومن خارجه سبعة أذرع تقريباً، ودخل القبب فاتلف قبة الفراشين وقبة السقاية وغيرها، ودخل أيضاً جميع البيوت المطلة على المسجد الحرام من شبابيكها وبعض من أبوابها، وغطى قسما من أساطين المطاف، وملأ زمزم وذهب بمنبر الخطابة وببعض قناديل المطاف وأخشابه. وقد دام السيل مدة غير يسيرة فمات به خلائق لا تحصى، وتهدمت دور كثيرة.
47 ـ سيل عام 888: قال أيوب صبري: إنه في هذا العام جاء سيل عظيم ملأ البطاح والأودية ودخل المسجد الحرام، وخرب بيوتاً كثيرة، ومخازن عديدة، ومات فيه مائة نسمة.
48 ـ سيل عام 889: ذكر أيوب صبري أنه جاء في هذا العام أيضاً سيل شديد أسفر عن خسائر فادحة في مكة المكرمة.
49 ـ سيل عام 895: في ليلة الاثنين خامس شهر صفر سنة خمس وتسعين وثمانمائة وقع مطر غزير في مكة المكرمة يرافقه رعود وبرق ثم جاء سيل كبير ودخل المسجد من غالب أبوابه فملأ المسجد وأروقته إلا زيادة دار الندوة وارتفع على حايط الحجر ووصل إلى بعض الحجر الأسود وقد ذهب هذا السيل بحوايج القشاشين التي أمام البيوت الواقعة إلى جهة جبل أبي قبيس، وطاح في هذه الليلة ويومها دور كثيرة ومات ثلاثة أنفس. وكان هذا المطر عاماً ملأ صهاريج جدة، وهدم دوراً بمنى.
وفي يوم الاثنين عاشر شهر ذي الحجة من هذا العام أيضاً وقع مطر غزير بمكة فسال وادي إبراهيم وجر السيل ثلاثة جمال وجرف حوائج كثيرة للقشاشين بالمسعى.
50 ـ سيل عام 897: في يوم الأربعاء حادي عشر شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وثمانمائة أمطرت مكة المكرمة بواديها مطراً شديداً سالت على أثرها الوديان، وكان سيل وادي إبراهيم قوياً فدخل المسجد الحرام من أبواب كثيرة.
51 ـ سيل عام 900: في يوم الأربعاء رابع شهر ربيع الأول سنة تسعمائة غامت السماء ثم أمطرت مطراً غزيراً، وذلك وقت العصر، سالت على أثرها الأرض من كل جهة، وجاء السيل الكبير من أعلى مكة والتقى مع سيل أجياد فدخل المسجد الحرام من كل أبوابه غير بابين - باب الزيادة وباب العمرة - وانسابت المياه إلى الكعبة المشرفة، وقد حمل درجتها ومنابر الوعاظ ودكة الحنفية وطاح للناس دور كثيرة وتلفت أمتعة وقد سقط بعض مسجد نمرة بعرفة، وكان المطر والسيل عاماً.
52 ـ سيل عام 901: يوم الإثنين سادس عشر شهر ربيع الأول سنة 901 وقع مطر بمكة ثم اشتد في المساء، وجاء على أثره سيل وادي إبراهيم فدخل المسجد الحرام من جميع أبوابه إلا باب العمرة وعلا إلى أن خرج منه، وانسابت المياه إلى الكعبة المشرفة فوصلت إلى ما بين القفل والحلق وغمرت قناديل المطاف وارتفعت إلى ما فوق عوارضها، ودخل السيل القبب فاتلف بعض الكتب وعلا على دكك الزيادة بنحو شبر، وأظهر عند باب الحزورة الساسات التي بين الأساطين وطاح بعض جدر الزيادة الغربي، وهدم دوراً كثيرة. وكان المطر عاماً حينذاك سقط منه بعض مسجد نمرة بعرفة.
53 ـ سيل عام 920: نزلت صبيحة يوم الجمعة عاشر صفر سنة 920 أمطار شديدة بمكة استمرت إلى الغداة ثم انقطعت، وبعد صلاة العصر عاد المطر ثانية جاء على أثره سيل وادي إبراهيم ودخل المسجد الحرام من أبواب اليمانية والشرقية والغربية خلا باب العمرة، ودخل أيضاً من باب سويقة فتناقص رويداً رويداً، ولكن المياه بقيت إلى اليوم التالي، وقد هدم دوراً كثيرة بسوق الليل، وعقدي درب باب المعلاة القديم.
ثم جاء سيل آخر يوم الأربعاء من هذا الأسبوع ودخل المسجد الحرام أيضاً.
54 ـ سيل عام 931: في يوم السبت سابع عشر شهر شوال سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة وقع مطر بمكة سالت على أثرها وديانها فدخلت المياه إلى المسجد الحرام من باب إبراهيم، وغمر المطاف وقد وقع في هذا اليوم برد كبير الحجم فوق العمرة في طريق الوادي، فتكدس حتى صار أكواماً، وكان الجمالون يجلبونه للبيع في أسواق مكة، فاستمروا مدة أسبوعين وهم يجلبون منه لما انتهى.
55 ـ سيل عام 971: جاء سيل في هذا العام فدخل المسجد الحرام إلى أن بلغ باب الكعبة وعلا إلى أن قرب من قفل الباب وبقي يوماً وليلة.
56 ـ سيل عام 983: في ليلة الأربعاء عاشر جمادى الأولى سنة 983 جاء سيل عظيم فدخل المسجد الحرام وملأ المطاف وبلغ محاذياً لقفل الكعبة. وقد بقيت المياه في المسجد يوماً وليلة بسبب وجود الطين والتراب لعمارته. وعلى أثر ذلك قطع مسيل وادي إبراهيم من الجانب الجنوبي إلى أن ظهرت عشر درجات كانت مدفونة فصار السيل إذا أتى انحدر بسهولة إلى المسفلة وكذلك قطع من جهة باب الزيادة من الجانب الشمالي وجعل للسيل سرداباً من باب الزيادة إلى باب إبراهيم.
57 ـ سيل عام 984: ظهر في هذا العام سيل بمكة المكرمة ودخل المسجد الحرام، وقد ارتفع حتى قرب من باب الكعبة ثم انحدر عنها وانساب إلى أسفل مكة.
58 ـ سيل عام 989: بينما كان الناس والحجاج بمنى في منتصف شهر ذي الحجة من عام تسع وثمانين وتسعمائة نزلت أمطار غزيرة فانحدرت السيول من كل جانب، فذهب بكثير من الحجاج وبأمتعتهم وجمالهم.
59 ـ سيل عام 1009: في اليوم الرابع من شهر جمادى الأولى عام 1009 وقع مطر غزير يرافقه سيل عظيم وقد استمر ذلك من ضحوة يومه إلى الهزيع الأول من الليل.
60 ـ سيل عام 1019: جاء في هذا العام سيل وادي إبراهيم عقيب مطر قوي، فدخل البيت الحرام، وكان المطر شديداً فانهلت المياه إلى داخل الكعبة من سطحها.
61 ـ سيل عام 1021: أشار إلى هذا السيل إبراهيم رفعت باشا صاحب مرآة الحرمين ولم يذكر تفاصيله.
62 ـ سيل عام 1023: جاء في هذا العام سيل عقيب مطر غزير ثم نزل معه برد كبير.
63 ـ سيل عام 1024: في يوم النفر الثاني من عام 1024 وقع بمكة مطر وعقبه سيل قوي أسفر عن هدم بعض البيوت فيها.
64 ـ سيل عام 1033: في يوم الأحد سابع شهر جمادى الثانية عام 1033 وقع بمكة المكرمة مطر عقبه سيل عظيم دخل المسجد الحرام ووصل المطاف وبلغ الماء الحجر الأسود، ودخل زمزم أيضاً، وكان مجرى السيل آتياً من جهة السدود.
65 ـ سيل عام 1039: في صباح يوم الأربعاء تاسع عشر من شهر شعبان سنة 1039 وقع مطر غزير بمكة المكرمة وضواحيها لم يسبق له مثيل، ونزل معه برد وتغير ماء زمزم بملوحة شديدة. وفيما بين العصرين جرى السيل في وادي إبراهيم فجرف ما وجده أمامه من بيوت ودكاكين وأخشاب وأتربة ثم دخل الحرم الشريف، وبقي جريان السيل إلى قرب العشاء، قبلغ الماء إلى طوق القناديل المعلقة حول المطاف، ودخل الكعبة المشرفة بارتفاع مترين عن قبل بابها، وقد أحصى من مات في السيل المذكور فبلغ نحو ألف نسمة.
وفي عصر اليوم التالي سقط من تأثير السيل الجدار الشامي بوجهيه، وانجبذ من الجدار الشرقي إلى حد الباب الشامي ولم يبق سواه، ومن الجدار الغربي من الوجهين نحو السدس وسقطت درجة السطح وقد بقيت المياه في الحرم نحو ثلاثة أيام، ثم انسابت في السراديب إلى أسفل مكة وبقيت الأحجار والأتربة مما كان السيل جرفها أمامه فتألفت منها كثبان في داخل الحرم وخارجه توازى بارتفاعها قامة الإنسان.
وعلى أثر هذا الانهدام الواقع في الكعبة تم بناؤها للمرة الحادية عشرة كما ذكرنا ذلك مفصلاً في هامش (بحث بناء الكعبة).
66 ـ سيل عام 1053: في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة سنة 1053 وقع سيل عظيم بعرفة والحجاج وقوف هنالك، فاستمر من وقت الظهر إلى الغروب ولما نفر الناس عاقهم السيل المعترض من تحت العلمين عن المرور ودخول الحرم فاستمر الناس وقوفاً إلى آخر الليل حيث خف السيل فقطعوه بالمشقة.
67 ـ سيل عام 1055: في أواخر شهر شوال من سنة 1055 جاء المطر يرافقه برق ورعد ثم جري السيل في الليل فدخل المسجد الحرام من خلف وأمام وعلا على عتبة الكعبة بارتفاع ذراع، وأتلف ما في قبة الفراشين من الكتب، وعلا على بئر زمزم بقدر قامة، وصار المسجد كالبحر الزاخر، ولم يحدث ضرر ما بالأنفس.
68 ـ سيل عام 1073: بعد الظهر من يوم السبت الثامن من شهر شعبان عام 1073 أمطرت السماء ثم جاء سيل عظيم فهجم على المسجد الحرام إلى أن ارتفع عن قفل باب الكعبة بمقدار ذراع فوقع خراب في سقفها، وبلغ القناديل، ودخل بئر زمزم فغمرها، وبقيت المياه في المسجد الحرام إلى صباح اليوم التالي حيث فتحت مسايل باب إبراهيم فانسابت إلى أسفل مكة، ثم نظف المسجد وغسلت الكعبة. ومات في هذا السيل أربعة أشخاص.
69 ـ سيل عام 1081: في اليوم الثالث من شهر شوال سنة 1081، جاء سيل وادي إبراهيم عقيب مطر غزير فدخل المسجد الحرام وبلغ باب الكعبة ثم فتحت سراديب باب إبراهيم فانسابت المياه منه.
70 ـ سيل عام 1090: ذكر هذا السيل أيوب صبري فقال إنه كان عظيماً أسفر عن وقوع وفيات عديدة من الحجاج وخسارة جمة للأهلين.
71 ـ سيل عام 1091: في يوم الاثنين ثاني عشر من شهر ذي الحجة سنة 1091 تلبدت الغيوم في السماء وأمطرت قبل صلاة الظهر، فاستمر نزول المطر إلى وقت العصر، وجاء على أثره سيل وادي إبراهيم فدخل المسجد الحرام إلى أن بلغ إلى نصف الكعبة وعلا على العواميد التي في الرواق من الجهة الغربية، واستمر الماء إلى الصباح حيث فتحت سراديب باب إبراهيم فانحدرت منها. فأما في خارج المسجد فقد أحدث أضراراً جسيمة بالبيوت والأشياء لاسيما ما كان منها بسوق الليل والمسفلة. ومما هو جدير بالذكر ما رواه أيوب صبري حيث قال: إنه كان في جهة المعلا شجرة جوز كبيرة، تقوم على جوانبها مقاه. ولما جاء السيل كان في تلك المقاهي نحو 150 نسمة فتسلقوا الشجرة خوف الغرق. ولكن السيل كان قوياً فاقتلع الشجرة ومن عليها فجرفهم حتى باب الصفا، وأن السيل خرب أيضاً ما يقرب من مائة دكان، وامتلأت البركة اليمانية في المسفلة بالحيوانات، وجرف السيل أيضاً غير هذا نحو خمسة آلاف حيوان.
72 ـ سيل عام 1108: لما كان ليلة الأحد خامس جمادى الثانية سنة 1108 أمطرت السماء مطراً غزيراً كافواه القرب وأصبح الناس والحرم المكي ملآن بالماء، واتفق أن كانت البلاليع مسدودة هذه الليلة فبقي الماء في المسجد الحرام إلى قرب الظهر حيث فتحت السراديب، فانسابت مياهه إلى أسفل مكة، بعد أن بلغت المياه إلى باب الكعبة وغطت الحجر الأسود.
73 ـ سيل عام 1153: في هذه السنة حصل بمكة سيل عظيم ملأ المسجد الحرام فوصل إلى باب الكعبة، واتفق أن كان حصوله يوم الجمعة فلم يحصل للخطيب طريق إلى المنبر فخطب على دكة شيخ الحرم التي في باب زيادة.
74 ـ سيل عام 1159: في هذا العام حصل مطر غزير أيام منى والحجاج فيها وقد جرى على أثره سيل عظيم ذهب بفريق من الحجاج وبحوائج وأشياء لا تحصى، وكان ذلك آخر الليل وأظلمت الدنيا حتى لم يعد في طاقة الإنسان أن يرى من بجانبه فأصبح الناس نافرين إلى مكة بعد جهد جهيد.
75 ـ سيل أبو قرنين: في سنة 1208 جاء سيل عظيم دخل المسجد الحرام وبلغ قفل الباب وهدم دوراً كثيرة ويسمى هذا السيل عند أهل مكة (سيل أبو قرنين).
76 ـ سيل عام 1242: وقعت هذا العام أمطار غزيرة جاء على أثرها السيل فخرب بعض دبول عين زبيدة وشح الماء عن مكة أياماً قلائل بسببها.
77 ـ سيل عام 1278: في سنة ألف ومائتين وثمان وسبعين في شهر جمادى الأولى لثمان خلون منه أتى سيل قبل صلاة الصبح ومعه مطر كافواه القرب ودام المطر نحو ساعة ثم هجم السيل ودخل المسجد الحرام دفعة واحدة، وكان دخوله المسجد الحرام قبل صلاة الصبح فامتلأ المسجد الحرام وصار يموج كالبحر ووصل الماء قناديل الحرم وغمر مقام المالكي وطفحت بئر زمزم وغرقت الكتب التي بالحرم وتعطلت الجماعة خمسة أوقات ولم يصلها إلا ناس جهة باب الزيادة وقد أغرق جماعة في الحرم وخارجه وهدم دوراً بأسفل مكة وطاف بعض الناس سباحة في ذلك اليوم. يقول أيوب صبري إن هذا السيل يشبه سيل عام 1091 من حيث فداحة الخسائر في النفوس والأموال، وإن آثار المياه بقيت مدة أسبوع في المسجد.
78 ـ سيل عام 1293: في هذا العام وقع مطر بمكة المكرمة جاء على أثر سيل وادي إبراهيم فكان قوياً، ولكنه كان أقل شأناً من سابقه.
79 ـ سيل عام 1325: ذكره إبراهيم رفعت باشا فقال: في يوم السبت 21 ذي الحجة سنة 1325 نزل مطر شديد وجري السيل من كل جهات مكة بشكل لم يسبق له نظير وكان السيل أشبه بالبحر الخضم فكان عمقه في شارع وادي إبراهيم مترين تقريباً ثم دخل المسجد الحرام من أبوابه وكنت ترى الشقادف ورحال الأبل سابحة في الماء.
80 ـ سيل الخديوي: في اليوم الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1327 جاء سيل عظيم ودخل الحرم الشريف وامتلأ المسجد بالتراب والماء وارتفع إلى ما يوازي قامتين، وسد دبل عين زبيدة بالأتربة حتى انقطع الماء عن مكة المكرمة.
وقد كان مجيء هذا السيل من أعلاها من جهة سدود القسرى على غير انتظار ويسمى الأهلون هذا السيل (سيل الخديوي) لأن الخديوي عباس حلمي باشا كان حج في هذا العام.
81 ـ سيل عام 1328: في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1328 جاء سيل عظيم من وادي رهجان وهجم على وادي نعمان بقوة ودخل في دبل عين زبيدة فهدم عدة من الخرزات القديمة ووصل إلى مكة المكرمة بقوة نحو يومين ثم وقف بالكلية بسبب انسداد كثير من الدبول في عرفة وما بعدها إلى جهة مكة بالتراب.
82 ـ سيل عام 1330: في اليوم الثامن من شهر محرم الحرام من هذا العام جاء سيل عظيم من وادي رهجان ونعمان ودخل في دبول عين زبيدة وسدها بالتراب ومنع جريان الماء فانقطع عن مكة مدة إلى أن تم إصلاحها.
83 ـ سيل عام 1335: في مساء يوم الاثنين الثالث من شهر محرم الحرام عام 1335 جادت السماء بأمطار غزيرة يصحبها البرق والرعد ثم ما لبثت أن سالت بها بطاح مكة وشعابها فدخلت السيول إلى مكة المكرمة بشكل نهر عظيم متدفق الأمواج.
وفي عصارى يوم الثلاثاء من شهر شعبان هذا العام هطلت الأمطار الغزيرة أيضاً ثم ما لبثت أن اجتمعت منها السيول الكثيرة فسال بها وادي إبراهيم وارتفعت حتى بلغت أبواب المسجد الحرام وطغى الماء حتى دخله وامتلأ به على اتساعه.
84 ـ سيل عام 1344:في اليوم السادس عشر من شهر ربيع الأول من عام 1344 وقع مطر غزير في وادي نعمان دام خمس ساعات عقبه سيول خربت بعض خرزات عين زبيدة فانقطعت المياه بسببها مدة ثم عمرت.
85 ـ سيل عام 1350: في الساعة العاشرة والربع من عصر يوم الأحد ثامن وعشرين من شوال سنة 1350 جادت السماء بوابل هطال في مكة المكرمة فكان يتدفق كافواه القرب واستمر نزوله ثلاث ساعات ونصف سال على أثره وادي إبراهيم بسيل عظيم، وقد دام في مسيره إلى الساعة الثامنة ليلاً وبلغ ارتفاعه في بعض الأماكن ثلاثة أمتار ودخل المسجد الحرام من أبوابه الشرقية وبلغ ارتفاعه في صحن الكعبة ما يقرب من متر ونصف. وقد أحدث المطر والسيل أضراراً جمة في الأموال والمنازل والبيوت، أما في الأنفس فقد كانت الإصابات لا تتجاوز الأربعة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2438  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 287 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.