شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما جاء العيون التي أجريت في الحرم
حايط الحمام ـ
قال أبو الوليد: كان معاوية بن أبي سفيان رحمه الله قد أجرى في الحرم عيوناً واتخذ لها أخيافاً فكانت حوايط، وفيها النخل والزرع، منها حايط الحمام، وله عين وهو من حمام معاوية الذي بالمعلاة إلى موضع بركة أم جعفر، وذلك الموضع الساعة يقال له: حايط الحمام، وإنما سمي حايط الحمام لأن الحمام كان في أسفله (1) .
حدّثنا أبو الوليد قال: وحدثني جدي حدثنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم عن أبيه عن علقمة بن نضلة قال: قال رجل من بني سليم لعمر بن الخطاب بمكة: يا أمبر المؤمنين اقطعني خيف الأرين (2) حتى املأه عجوة، فقال له عمر: نعم، فبلغ ذلك أبا سفيان بن حرب، فقال: دعوه فليملأه ثم لينظر أينا يأكل جناه، فبلغ ذلك السلمي فترَكه، وكان أبو سفيان يدعيه، فكان معاوية بعد هو الذي عمله وملأه عجوة، قال: وكان له مشرع يرده الناس.
حايط عوف ـ
ومنها حايط عوف موضعه من زقاق خشبة دار مبارك التركي (3) ودار جعفر بن سليمان وهما اليوم من حق أم جعفر، ودار مال الله، وموضع الماجلين ماجلي أمير المؤمنين هارون الذي بأصل الحجون، فهذا كله موضع حايط عوف إلى الجبل وكانت له عين تسقيه، وكان فيه النخل، وكان له مشرع يرده الناس (4) .
حايط الصفي ـ
ومنها حايط يقال له: الصفي موضع من دار زينب بنت سليمان التي صارت لعمرو بن مسعدة، والدار التي فوقها إلى دار العباس بن محمد التي بأصل نزاعة الشوى (5) وكانت له عين، وكان له مشرع يرده الناس يقول فيه الشاعر:
سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو
سى إلى النخل من صفي السباب
حايط مورش ـ
ومنها حايط يقال له: حايط مورش ومورش، كان قيماً عليه في موضع دار محمد بن سليمان بن علي، ودار لبابة بنت علي، ودار ابن قثم اللواتي بفم شعب الخور، وكان فيه النخل، وكانت له عين ومشرع يرده الناس إلى اليوم، وكان فيه النخل والزرع حديثاً من الدمر على طريق منى وطريق العراق (6) .
حايط خرمان ـ
ومنها حايط خرمان وهو من ثنية أذاخر إلى بيوت جعفر العلقمي وبيوت ابن أبي الرزام وماجله قايم إلى اليوم، وكان فيه النخل والزرع حديثاً من الدهر، وكانت له عين ومشرع يرده الناس (7) .
حايط مقيصرة ـ
ومنها حايط مقيصرة وكان موضعه نحو بركتي سليمان بن جعفر إلى قصر أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر، وكانت له عين ومشرع، وكان فيه النخل (8) .
حايط حراء ـ
ومنها حايط حراء وضفيرته قايمة إلى اليوم، وكان فيه النخل، وكان له مشرع يرده الناس (9) .
حايط ابن طارق ـ
ومنها حايط ابن طارق بأسفل مكة، وكانت له عين تمر في بطن وادي مكة تحت الأرض وكانت له عين ومشرع وكان فيه النخل (10) .
حايط فخ ـ
ومنها حايط فخ وهو قايم إلى اليوم (11) .
حايط بلدح ـ
ومنها حايط بلدح (12) .
فهذه العيون العشرة أجراها معاوية رحمه الله تعالى وأتخذها بمكة وأتخذت بعد ذلك ببلدح عيون سواها منها.
حايط ابن العاص ـ
عين سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ببلدح وهي قايمة إلى اليوم.
حايط سفيان ـ
وحايط سفيان والخيف الذي أسفل منه (13) وهما اليوم لأم جعفر (14) .
وكانت عيون معاوية تلك قد انقطعت وذهبت فأمر أمير المؤمنين الرشيد بعيون منها فعملت وأحييت وصرفت في عين واحدة يقال لها: (الرشا) (15) تسكب في الماجلين الذين أحدهما لأمير المؤمنين الرشيد بالمعلاة (16) ثم تسكب في البركة التي عند المسجد الحرام (17) ثم كان الناس بعد يقطع هذه العيون في شدة من الماء، وكان أهل مكة والحاج يلقون من ذلك المشقة حتى أن الراوية لتبلغ في الموسم عشرة دراهم وأكثر وأقل الماء، فبلغ ذلك أم جعفر بنت أبي الفضل جعفر بن أمير المؤمنين المنصور فأمرت في سنة أربع وتسعين وماية بعمل بركتها التي بمكة فأجرت لها عيناً من الحرم فجرت بماء قليل لم يكن فيه ري لأهل مكة، وقد غرمت في ذلك غرماً عظيماً فبلغها فأمرت جماعة (18) من المهندسين أن يجروا لها عيوناً من الحل، وكان الناس يقولون: إن ماء الحل لا يدخل الحرم، لأنه يمر على عقاب وجبال، فأرسلت بأموال عظام ثم أمرت من يزن عينها الأولى فوجدوا فيها فساداً فأنشأت عيناً أخرى إلى جانبها وأبطلت تلك العيون فعملت عينها هذه باحكم ما يكون من العمل وعظمت في ذلك رغبتها وحسنت نيتها فلم تزل تعمل فيها حتى بلغت ثنية خل (19) فإذا الماء لا يظهر في ذلك الجبل فأمرت بالجبل فضرب فيه، وأنفقت في ذلك من الأموال ما لم يكن تطيب به نفس كثير من الناس حتى أجراها الله عز وجل لها، وأجرت فيها عيوناً من الحل منها عين من (المشاش) (20) وأتخذت لها بركاً تكون السيول إذا جاءت تجتمع فيها، ثم أجرت لها عيوناً (21) من حنين واشترت حايط حنين فصرفت عينه إلى البركة وجعلت حايطة سداً يجتمع فيه السيل، فصارت لها مكرمة لم تكن لأحد قبلها وطابت نفسها بالنفقة فيها بما لم تكن تطيب نفس أحد غيرها به، فأهل مكة والحاج إنما يعيشون بها بعد الله عز وجل (22) ، ثم أمر أمير المؤمنين المأمون صالح بن العباس في سنة عشر ومايتين أن يتخذ له بركاً في السوق خمساً (23) لئلا يتعني أهل أسفل مكة والثنية وأجيادين والوسط إلى بركة أم جعفر فأجرى عيناً من (بركة أم جعفر) (24) من فضل ماءها في عين تسكب في (بركة البطحاء) عند شعب ابن يوسف في وجه دار ابن يوسف (25) ، ثم يمضي إلى (بركة عند الصفا) ثم يمضي إلى (بركة عند الحناطين) (26) ثم يمضي إلى (بركة بفوهة سكة الثنية) دون دار أويس (27) ثم يمضي إلى (بركة عند سوق الحطب) (28) بأسفل مكة ثم يمضي في سرب ذلك إلى (ماجل أبي صلاية) (29) ثم إلى (الماجلين) اللذين في حايط ابن طارق باسفل مكة، وكان صالح بن العباس لما فرغ منها ركب بوجوه الناس إليها، فوقف عليها حين جرى فيها الماء، ونحر عند كل بركة جزوراً، وقسم لحمها على الناس (30) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :564  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 239 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج