شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الثاني > تذكر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة
 
تذكر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح قال قالت عايشة: لولا الهجرة لسكنت مكة، إني لم أر السماء بمكان قط اقرب إلى الأرض منها (1) بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة، ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا داود بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة وأشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة (2) حين رأى شكوى أصحابه من وباء المدينة.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وعك (3) أبو بكر رضي الله عنه وبلال فكان أبو بكر رضي الله عنه إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيت ليلة
بفخ (4) وحولي إذخر (5) وجليل (6)
وهل أردن يوماً مياه مجنة (7)
وهل يبدون لي شامة (8) وطفيل (9)
اللَّهم ألعن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، كما أخرجونا من مكة.
وحدّثني جدي قال (10) : حدثنا داود بن عبد الرحمن قال: سمعت طلحة بن عمرو يقول: ابن أم مكتوم وهو آخذ بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف:
حبذا مكة من وادي
بها أرضي وعوادي
بها ترسخ أوتادي
بها أمشي بلا هادي
قال داود: ولا أدري يطوف بالبيت أو بين الصفا والمروة.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن محمد بن إدريس عن محمد بن عمر الواقدي قال: حدثني معمر وابن أبي ذيب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن ابن عمر بن عدي ابن أبي الحمراء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بالحزورة (11) : والله أنك لخير أرض الله إلى الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت.
حدّثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أبي المهدي حدثنا أبو أيوب البصري حدثنا أبو يونس عن عبد الرحمن بن سابط قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينطلق إلى المدينة واستلم الحجر وقام وسط المسجد التفت إلى البيت فقال: إني لأعلم ما وضع الله عز وجل في الأرض بيتاً أحب إليه منك، وما في الأرض بلد أحب إلي منك، وما خرجت عنك رغبة ولكن الذين كفروا هم أخرجوني، ثم نادي يا بني عبد مناف لا يحل لعبد منع عبداً صلى في هذا المسجد أية ساعة شاء من ليلة أو نهار.
حدّثنا أبو الوليد حدثنا هارون بن أبي بكر حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن عزيز الزهري قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب قال: قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل على عائشة رضي الله عنها فقالت له: يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها قد أخصب جنابها، وأبيضت بطحاؤها، قالت: أقم حتى يأتيك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يلبث أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا أصيل كيف عهدت مكة؟ قال: والله عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها، وأغدق أذخرها، وأسلت ثمامها، وامش سلمها، فقال: حسبك يا أصيل لا تحزنا يعني بقوله امش سلمها يعني نواميه الرخصة التي في أطراف أغصانه.
حدّثنا أبو الوليد حدثني جدي حدثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال: أخبرني طلحة ابن عمرو الحضرمي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أخرج من مكة ما والله أني لأخرج منك وأني لأعلم أنك أحب البلاد إلى الله، وأكرمها على الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت، يا بني عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر بعدي فلا تمنعن طايفاً يطوف ببيت الله عز وجل أي ساعة شاء من ليل أو نهار، ولولا أن تطغى قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل، اللهم أذقت أولها وبالاً، فأذق آخرها نوالا، وبه عن عثمان بن ساج قال: أخبرني محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عام الفتح على الحجون، ثم قال: والله إنك لخير أرض الله، وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولو لم أخرج منك ما خرجت، إنها لم تحل لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد كاين بعدي، وأما أحلت لي إلا ساعة من نهار، ثم هي من ساعتي هذه حرام، لا يعضد شجرها، ولا يحتش خلالها، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد؛ فقال رجل يقال له أبو شاة (12) : يا رسول الله إلا الأذخر فإنه لقبورنا ولبيوتنا (13) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا الأذخر، قال أبو الوليد: حدثنا جدي عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما قدم المهاجرون المدينة اشتكوا بها فعاد النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقال: كيف تجدك، فقال أبو بكر رضي الله عنه:
كل امرئ مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
ثم دخل على عامر بن فهيرة فقال: كيف تجدك يا عامر؟ فقال:
إني وجدت الموت قبل ذوقه
إن الجبان حتفه (14) من فوقه
كالثور يحمي جلده بروقه
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال، فقال: كيف تجدك يا بلال؟ فقال بلال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بفخ وحول أذخر وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنة
وهل يبدون لي شامة وطفيل
 
طباعة

تعليق

 القراءات :729  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.