شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما جاء في الحطيم وأين موضعه؟
حدّثنا أبو الوليد قال (1) : حدثني جدي قال (2) : حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال: الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر وكان إساف ونايلة رجل وامرأة دخلا الكعبة فقبلها فيها فمسخا حجرين فأخرجا من الكعبة فنصب (3) أحدهما في مكان (4) زمزم والآخر (5) في وجه الكعبة ليعتبر بهما الناس ويزدجروا عن مثل ما ارتكبا، قال: فسمى هذا الموضع الحطيم (6) لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالإيمان ويستجاب فيه الدعاء على الظالم للمظلوم فقل من دعا هنالك على ظالم إلا أهلك، وقل من حلف هنالك إثماً إلا عجلت له العقوبة فكان ذلك يحجز بين الناس عن الظلم ويتهيب الناس الإيمان فلم يزل ذلك كذلك حتى جاء الله بالإسلام فأخر الله ذلك لما أراد إلى يوم القيامة، حدّثني جدي قال (7) : حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن أبيه أن ناساً كانوا في الجاهلية حلفوا عند البيت على قسامة وكانوا حلفوا على باطل ثم خرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق نزلوا تحت صخرة فبيناهم (8) قايلون (9) إذ اقبلت الصخرة عليهم فخرجوا من تحتها يشتدون فانفلقت بخمسين فلقة فأدركت كل رجل منها فلقة فقتلته وكانوا من بني عامر بن لوي، قال الزنجي: فكان ذلك الذي أقل عددهم فورث حويطب بن عبد العزى عامة رباعهم.
حدّثني جدي قال (10) حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن ابن أبي نجيح عن حويطب بن عبد العزى أنه قال (11) : كان في الجاهلية في الكعبة حلق أمثال لجم البهم (12) يدخل الخايف فيها يده فلا يريبه أحد فلما كان ذات يوم ذهب خايف ليدخل يده فيها فاجتبذه (13) رجل فشلت فيها يمينه فأدركه الإسلام وأنه لأشل.
حدّثني جدي وإبراهيم بن محمد الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن حويطب بن عبد العزى قال: كنا جلوساً بفناء الكعبة في الجاهلية فجاءت امرأة إلى البيت تعوذ به زوجها فجاء زوجها فمد يده إليها فيبست يده فلقد رأيته في الإسلام بعد وأنه لأشل.
حدّثني جدي قال (14) : حدثنا ابن عيينة عن محمد بن سوقة قال: كنا جلوساً مع سعيد بن جبير في ظل الكعبة فقال: أنتم الآن في أكرم ظل على (15) وجه الأرض.
حدّثني محمد بن يحيى عن الواقدي عن أشياخه قالوا: أقامت قريش بعد قصي على ما كان عليه قصي بن كلاب من تعظيم البيت والحرم وكان الناس يكرهون الإيمان عند البيت مخافة العقوبة في أنفسهم وأموالهم قال الواقدي: فحدثني عبد المجيد بن أبي أنس عن أبيه عن أبي القاسم مولي ربيعة ابن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: عدا رجل من بني كنانة من هذيل في الجاهلية على ابن عم له فظلمه واضطهده (16) فناشده الله تعالى والحرم وعظم عليه فأبى إلا ظلمه فقال: والله لألحقن لحرم الله تعالى في الشهر الحرام فلأدعون الله عليك، فقال له ابن عمه مستهزئاً به: هذه ناقتي فلانة فأنا أقعدك على ظهرها فاذهب فاجتهد، قال: فأعطاه ناقته وخرج حتى جاء الحرم في الشهر الحرام فقال: اللهم إني أدعوك دعاء جاهد (17) مضطر على فلان ابن عمي لترميه بداء لا دواء له قال: ثم انصرف فوجد (18) ابن عمه قد رمي في بطنه فصار مثل الزق فما زال ينتفخ حتى انشق قال عبد المطلب: فحدثت بهذا الحديث ابن عباس فقال: أنا رأيت رجلاً دعا على ابن عم له بالعمى فرأيته يقاد أعمى، حدّثني محمد بن يحيى عن الواقدي عن ابن أبي سبرة عن عبد المجيد (19) بن سهيل عن عكرمة عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل رجلاً من بني سليم عن ذهاب بصره، فقال: يا أمير المؤمنين كنا بني ضبعاء (20) عشرة وكان لنا ابن عم فكنا نظلمه ونضطهده وكان يذكرنا الله والرحم (21) أن لا نظلمه وكنا أهل جاهلية نرتكب كل الأمور فلما رأى ابن عمنا أنا لا نكف عنه ولا نرد إليه ظلامته أمهل حتى إذا دخلت الأشهر الحرم انتهى إلى الحرم فجعل يرفع يديه إلى الله تعالى ويقول:
اللهم أدعوك دعاء جاهداً
اقتل بني الضبعاء (22) إلا واحدا
ثم ضرب الرجل فذره (23) قاعدا
أعمى إذا ما قيد عنى القايدا
فمات أخوة لي تسعة في تسعة أشهر (24) في كل شهر واحد وبقيت أنا فعميت ورمى الله في رجلي وكمهت فليس يلايمني قايد، قال: فسمعت عمر بن الخطاب يقول: سبحان الله أن هذا لهو العجب، أخبرني محمد بن يحيى عن الواقدي عن ابن أبي سبرة عن شريك بن أبي نمر (25) عن كريب عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل ابن عمهم الذي دعا عليهم قال: دعوت عليهم ليالي رجب الشهر كله بهذا الدعاء فاهلكوا في تسعة أشهر وأصاب الباقي ما أصابه، أخبرني محمد بن يحيى عن الواقدي عن ابن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن مكرمة عن ابن عباس قال: دعا رجل على ابن عم له استاق ذوداً له فخرج يطلبه حتى أصابه في الحرم فقال: ذودي فقال اللص: كذبت ليس الذود لك قال: فاحلف قال: إذاً أحلف فحلف عند المقام بالله الخالق رب هذا البيت ما الذود لك فقيل له: لا سبيل لك عليه فقام رب الذود بين الركن والمقام باسطاً يديه يدعوا على صاحبه فما برح مقامه يدعو عليه حتى وله فذهب عقله وجعل يصيح بمكة فما لي وللذود مالي ولفلان رب الذود فبلغ ذلك عبد المطلب فجمع ذوده فدفعها إلى المظلوم فخرج بها وبقي الآخر متولهاً حتى وقع من جبل فتردى منه فأكلته السباع، حدّثنا أبو الوليد حدثنا محمد بن يحيى عن الواقدي عن أيوب ابن موسى أن (26) امرأة كانت (27) في الجاهلية معها (28) ابن عم لها صغير وكانت تخرج فتكتسب (29) عليه ثم تأتي فتطعمه من كسبها فقالت له: يا بني إن (30) أغيب عنك فإني (31) أخاف عليك أن يظلمك ظالم فإن جاءك ظالم بعدي فإن لله تعالى بمكة بيتاً لا يشبهه شيء من البيوت ولا يقاربه مفسد وعليه ثياب فإن ظلمك ظالم يوماً فعذ به فإن له رباً يسمعك (32) قال: فجاءه رجل فذهب به فاسترقه قال: وكان أهل الجاهلية يعمرن أنعامهم فأعمر سيده ظهره فلما رأى الغلام البيت عرف الصفة فنزل يشتد (33) حتى تعلق بالبيت وجاء سيده فمد يده إليه ليأخذه فيبست يده فمد الأخرى فيبست يده الأخرى فاستفتى في الجاهلية فأفتى لينحر عن كل واحدة من يديه (34) بدنة ففعل فأطلقت له يداه وترك الغلام وخلي سبيله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج