ثم والى معالي الشيخ بلخير حديثه بعد ذلك عن دولة محمد النعمان قائلاً:
- أنا عندي شهادة أنقلها عنه للإِمام أحمد، لقد كان هذا الأستاذ من أقرب الناس إلى الإِمام أحمد، لأدبه ولعلمه ولمسامراته وبينه وبين الإِمام أشعار وقصائد ومساجلات، هو وغيره من أهل اليمن كلهم مثل أحمد الشامي والزبيري.
- وذات يوم كنت جالساً مع الإِمام فنظر إليّ وضحك، ثم نادى الخادم وقال له: أعطني الصندوق الداخلي في الغرفة الفلانية، قال فذهب الخادم وجاءنا بصندوق وضعه أمامه، فسأل الإِمام أحمد الأستاذ النعمان: هل تعلم ماذا في الصندوق؟ فأجاب الأستاذ النعمان: لا.. لا أعلم ذلك؟ قال الإِمام: جميع ما بداخل الصندوق رسائل من الناس يقولون لي فيها إنك أنت ألد أعدائي، ولكن مقياس العداوة عندي هو شيء واحد، أنا اطلعت على من وقع على قتل والدي الإِمام يحيى، أنت لم تكن ممن دعا إلى قتل الإِمام، أنت لست من المتآمرين عليه وهذا يكفي. وأنا أرد على الناس وأقول لهم: إنه صاحب كلام لا حسام، ونحن لا نحارب إلا من حمل الحسام.