شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الأول > ذكر كسوة الكعبة في الإسلام وطيبها وخدمها وأول من فعل ذلك
 
ذكر كسوة الكعبة في الإسلام وطيبها وخدمها وأول من فعل ذلك
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي (1) يحيى قال: حدثنا أبي عن (2) خالد عن ابن المهاجر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم عاشوراء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا يوم عاشوراء يوم تنقضى فيه السنة، وتستر فيه الكعبة، وترفع فيه الأعمال، ولم يكتب عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب منكم أن يصوم (3) فليصم، وحدّثني جدي عن سعيد بن سالم عن ابن جريج (4) قال: (5) كانت الكعبة فيما مضى إنما تكسى يوم عاشوراء إذا ذهب آخر الحاج حتى كانت بنو هاشم فكانوا يعلقون عليها القمص (6) يوم التروية من الديباج لأن يرى الناس ذلك عليها بهاء وجمالاً فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الإزار، حدّثني جدي عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن نافع قال: كان (7) ابن عمر يكسو بدنه إذا أراد أن يحرم القباطي والحبرة (8) فإذا كان يوم عرفة ألبسها إياها فإذا كان يوم النحر نزعها ثم أرسل بها إلى شيبة بن عثمان فناطها على الكعبة، وأخبرني محمد بن يحيى عن الواقدي عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة عن أبيه قال: (9) كسي البيت في الجاهلية الانطاع ثم كساه النبي صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية، ثم كساه عمر وعثمان القباطي (10) ، ثم كساه الحجاج الديباج (11) ويقال: (12) أول من كساه الديباج يزيد بن معاوية ويقال: ابن الزبير، ويقال: عبد الملك بن مروان، وأول من خلق جوف الكعبة ابن الزبير وأول من دعا على الكعبة عبد الله بن شيبة ويلقب الأعجم (13) فدعا لعبد الملك بن هشام وكان خليفة.
حدّثني محمد بن يحيى عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن حبيب بن أبي ثابت قال: كسا النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، وكساها أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، وأخبرني محمد بن يحيى قال: حدثنا سليم بن مسلم عن موسى بن عبيدة الربذي أن عمر بن الخطاب كسا الكعبة القباطي من بيت المال، قال أبو الوليد: وحدّثني جدي قال: حدثني سعيد بن سالم عن ابن أبي نجيح عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الكعبة القباطي من بيت المال (14) وكان يكتب فيها إلى مصر تحاك له هناك، ثم عثمان من بعده، فلما كان معاوية بن أبي سفيان كساها كسوتين كسوة عمر القباطي وكسوة ديباج فكانت تكسى الديباج يوم عاشوراء، وتكسى القباطي في آخر شهر رمضان للفطر (15) وأجرى (16) لها معاوية وظيفة من الطيب لكل صلاة وكان يبعث بالطيب والمجمر (17) والخلوق في الموسم (18) وفي رجب وأخدمها عبيداً بعث بهم إليها فكانوا يخدمونها ثم اتبعت ذلك الولاة بعده.
وحدّثني جدي عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: حدثني علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قال: كسوة البيت على الأمراء.
وحدّثني جدي عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: حدثني هشام بن عروة أن عبد الله ابن الزبير كسا الكعبة الديباج، وحدّثني محمد بن يحيى عن سليم بن مسلم عن ابن جريج قال: كان معاوية أول من طيب الكعبة بالخلوق والمجمر وأجرى الزيت لقناديل المسجد من بيت المال، وأخبرني محمد بن يحيى عن الواقدي عن عبد العزيز بن المطلب عن إسحاق بن عبد الله عن (19) أبي جعفر محمد ابن علي قال: كان الناس يهدون إلى الكعبة كسوة ويهدون إليها البدن عليها الحبرات فيبعث بالحبرات إلى البيت كسوة فلما كان يزيد بن معاوية كساها الديباج الخسرواني فلما كان ابن الزبير اتبع أثره فكان يبعث إلى مصعب بن الزبير بالكسوة (20) كل سنة فكانت تكسى يوم عاشوراء، وأخبرني محمد بن يحيى عن الواقدي عن عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر يجلل بدنه بالأنماط فإذا نحرهما بعث بالأنماط إلى الحجبة فيجعلونها على الكعبة قبل أن تكسى الكعبة، وأخبرني محمد بن يحيى عن الواقدي عن أشياخه قالوا: فلما ولي عبد الملك (21) بن مروان كان يبعث كل سنة بالديباج فيمر به على المدينة فينشر يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأساطين هاهنا وهاهنا ثم يطوى ويبعث به (22) إلى مكة وكان يبعث بالطيب إليها وبالمجمر وإلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان أول من أخدم الكعبة يزيد ابن معاوية وهم الذين يسترون البيت، حدّثني جدي قال: كانت الكعبة تكسى في كل سنة كسوتين كسوة ديباج، وكسوة قباطي فأما الديباج فتكساه يوم التروية فيعلق عليها (23) القميص ويدلى ولا يخاط فإذا صدر الناس من منى خيط القميص وترك الإزار حتى تذهب (24) الحجاج لئلا يخرقونه فإذا كان العاشوراء علق عليها الإزار فوصل بالقميص فلا (25) تزال هذه الكسوة الديباج عليها حتى يوم سبع وعشرين من شهر رمضان فتكسى القباطي للفطر، فلما كانت خلافة المأمون رفع إليه أن الديباج يبلى ويتخرق قبل أن يبلغ الفطر ويرفع حتى يسمج، فسأل مبارك الطبري (26) مولاه وهو يومئذ على بريد مكة وصوافيها في أي الكسوة الكعبة أحسن فقال له: في البياض فأمر (27) بكسوة من ديباج أبيض فعملت فعلقت سنة ست ومايتين (28) وأرسل بها إلى الكعبة فصارت الكعبة تكسى ثلاث كسا: الديباج الأحمر يوم التروية، وتكسى القباطي يوم هلال رجب (29) ، وجعلت كسوة الديباج الأبيض التي أحدثها المأمون يوم سبع وعشرين من شهر رمضان للفطر (30) وهي تكسى إلى اليوم ثلاث كسا، ثم رفع إلى المأمون أيضاً أن إزار الديباج الأبيض الذي كساها (31) يتخرق ويبلى في أيام الحج من مس الحجاج قبل أن يخاط (32) عليها إزار الديباج الأحمر الذي يخاط في العاشور فبعث بفضل إزار ديباج أبيض تكساه يوم التروية أو يوم السابع (33) فيستر به ما تخرق من الإزار الذي كسيته للفطر إلى أن يخاط عليها إزار الديباج الأحمر في العاشور، (34) ثم رفع إلى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله أن إزار الديباج الأحمر يبلى قبل هلال رجب من مس الناس وتمسحهم (35) بالكعبة فزادها إزارين مع الإزار الأول فأذال قميصها الديباج الأحمر وأسبله حتى بلغ الأرض؛ سئل أبو الوليد عن أذال فقال أسبل: وقال الشاعر: في معنى ذلك -:
على ابن أبي العاصي دلاص حصينة
أجاد المسدى سردها فأذالها
ثم جعل فوقه في كل شهرين إزار (36) وذلك في سنة أربعين ومايتين (37) لكسوة سنة احدى وأربعين ومايتين (38) ثم نظر الحجبة فإذا الإزار الثاني لا يحتاج إليه فوضع في تابوت الكعبة وكتبوا إلى أمير المؤمنين أن إزاراً واحداً مع ما أذيل (39) من قمصها يجزيها فصار يبعث بإزار واحد فتكساه بعد ثلاثة أشهر و (40) يكون الذيل ثلاثة أشهر، قال أبو الوليد: ثم أمر أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله عز وجل بإذالة (41) القميص القباطي حتى بلغ الشاذروان الذي تحت الكعبة (42) في سنة ثلاث وأربعين ومائتين، حدّثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أطيب الكعبة أحب إلي من أن أهدى إليها ذهباً وفضة، حدّثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: حدثني علقمة ابن أبي علقمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: طيبوا البيت فإن ذلك من تطهيره (43) .
حدّثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: حدثنا هشام بن عروة أن عبد الله ابن الزبير خلق جوف الكعبة أجمع، حدّثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: حدثنا هشام بن عروة أن عبد الله بن الزبير (44) كان يجمر الكعبة كل يوم برطل من مجمر ويجمر الكعبة كل يوم جمعة (45) برطلين من مجمر (46) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1064  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.