شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 49 ـ
مزيني: ها قد عدنا سيدي القائد إلى شاطىء الأمان..
إيليوس: إنه بداية الشاطىء ولكن شاطىء الأمان هو عندما نصل إلى مصر يا مزيني..
مزيني: إذن فلن يطول بنا المقام بهذه البلاد سيدي القائد؟..
إيليوس: سوف نغادرها على جناح السرعة يا مزيني سواء رضينا أم أبينا فكفة الحميريين قد رجحت والانسحاب هو طريقنا إلى شاطىء الأمان..
مزيني: إذن فقد فاز بها الحميريون!
إيليوس: أجل يا مزيني أجل ولن تطأ هذه البلاد أقدام فاتح بعد اليوم.. لقد أغلقت أبوابها في وجوه الغزاة والفاتحين إلى الأبد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول):
أبو داس: خذ هذه الرسالة واقرأها ثم وقعها وابعث بها مع اليد الأمينة إلى مزاحم..
سيلاوس: لا شك أنك أودعتها جميع النقاط التي اتفقتا عليها..
أبو داس: اقرأها قبل توقيعها..
سيلاوس: سأمر بها مر الكرام لأن عندي قافلة متجهة إلى الشام وسأبعث بها مع شيخ القافلة وهو أحد أقرباء القائد سنداح وقد أوصاه بي كثيراً..
أبو داس: أرجو أن يوفق في إيصالها إلى مزاحم قبل وصول الطاغية (إيليوس) إلى مصر..
سيلاوس: إن شيخ القافلة يعرف مزاحماً جيداً فقد اشتركا من قبل في تجارة إلى تيماء ويثرب..
أبو داس: إذن فقد سهل الأمر وعسى أن يصل حامل رسالتك قبل أن يصل (إيليوس) إلى مصر..
سيلاوس: أتظن (إيليوس) يصل بهذه السرعة إلى مصر إلاّ بعد أن ينهب منطقة (نجرانا) وما فيها من خبرات وثروات ليعود على الأقل بشيء يتبجح به..
أبو داس: ألا تستطيع القوات الحميرية المطاردة أن تمنعه؟..
سيلاوس: إنها قوات بسيطة.. لأن القوات الرئيسية بقيت في جهات (مارياما)..
أبو داس: إذن فسيسرح (إيليوس) ويمرح كيف شاء في منطقة (نجرانا)..
سيلاوس: ربما يحول تجمع أسطول دول بحر القلزم دون قرصنة (إيليوس)..
أبو داس: هذا المنقذ لمنطقة (نجرانا) من عبث (إيليوس) وفساده.
سيلاوس: هيا بنا إلى حيث يقيم شيخ القافلة لنلحق به قبل رحيله..
(نقلة صوتية مسبوقة نسمع بعدها صوت أمير مكة عمرو بن مضاض يقول):
عمرو: ما هي آخر أخبار الحملة الرومانية يا شداد؟..
شداد: آخر المعلومات أن الحملة فشلت فشلاً ذريعاً بعد أن فتك الوباء بجنودها وأغرقت السيول ما تبقى منهم..
عمرو: وقائد الحملة (إيليوس) ماذا عنه يا شداد؟..
شداد: لقد عاد إلى (نجرانا) في شرذمة من جنوده..
عمرو: إن مدينة (نجرانا) محتلة من قبل الأسطول الروماني وما تزال بأيديهم حتى بعد ذهاب (إيليوس) إلى (مارياما)..
شداد: أجل أيها الأمير.. أجل.. ولولا أن مدينة (نجرانا) ما تزال محتلة من قبل الأسطول الروماني لقضى أهلها على (إيليوس) ومن معه..
عمرو: إذن فقد تجدد الخطر علينا بعد وصول (إيليوس) إلى مدينة (نجرانا)..
شداد: كيف أيها الأمير؟..
عمرو: كيف يا شداد.. قد يفكر القائد الروماني في الانتقام منا لهزيمته الشنعاء وفشله المريع..
شداد: ولكنه لا يملك قوات برية قضى المرض على بعضها وأغرقت السيول البعض الآخر..
عمرو: ومشاة الأسطول الروماني.. ألا يستطيعون الوصول إلينا تحت قيادة (إيليوس)..
شداد: إنهم لا يستطيعون..
عمرو: لماذا يا شداد.. لماذا؟..
شداد: ذلك لأنهم يخشون من هجوم أساطيل دول بحر القلزم ولا سيما بعد أن فقدوا سفينتين من سفنهم مع رجالها وعتادها في معركة مع أساطيل هذه الدول قبل شهر تقريباً..
عمرو: لقد أخبرتني من قبل عن هذه المعركة التي كادت تكون كارثة على الأسطول الروماني لولا الإمدادات التي وصلته والتي اضطرت أساطيل دول بحر القلزم إلى الانسحاب والاكتفاء بالنصر الذي حققته ولكن.
شداد: ولكن ماذا أيها الأمير؟
عمرو: ألا تكون هذه الإمدادات من الكثرة بحيث يأخذ (إيليوس) قسماً منها وينتهز فرصة وقوفنا وحدنا بدون مساندة القوات الحميرية ثم يهجم علينا..
شداد: لا أعتقد أيها الأمير أن (إيليوس) يفكر في هجوم كهذا ومع ذلك علينا أن نحتاط فنستنفر القبائل المجاورة لنا ونضع قواتنا جميعها في حالة استعداد لأي هجوم غادر كما يجب أن نبث العيون والأرصاد لمعرفة تحركات الرومان في منطقة (نجرانا)..
عمرو: كأنك تقرأ ما يجول بخاطري يا شداد.. أرسل النبّابة إلى القبائل المجاورة وضع قواتنا في حالة استعداد لأي طارىء..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (إيليوس) يقول):
إيليوس: كنت أريد أن أجمع محاصيل هذه البلاد وخيراتها واملأ بها سفني قبل مغادرتي ولكن الأخبار التي وردتني من قائد الأسطول لا تسر يا مزيني..
مزيني: لقد استولينا على مقادير هائلة من خيرات هذه المنطقة ومحاصيلها وبعثت بها إلى الأسطول وما يزال جنودنا يجمعون والناس يضجون ولكننا نكبت أصواتهم بالنار والحديد ولكن ما هي هذه الأخبار السيئة سيدي القائد..
إيليوس: تلقت قيادة الأسطول أخباراً تدل على أن أساطيل دول بحر القلزم تنوي القيام بهجوم جديد على أسطولنا..
مزيني: ليتها تفعل سيدي القائد حتى نلقنها درساً لا تنساه..
إيليوس: أي درس يا مزيني وقد كادت تحل بأسطولنا كارثة حين هوجم من قبل هذه الأساطيل لولا الإمدادات التي جاءته فحالت دون ذلك..
مزيني: إذن ماذا يأمر سيدي القائد؟..
إيليوس: بعث قائد الأسطول يستشيرني ويقول إنه متخوف أن تكون لدى أساطيل دول بحر القلزم استعداداً أضخم من المرة الأولى فلا يستطيع دفعها..
مزيني: إذا كان الأمر كذلك فماذا يرى سيدي القائد؟
إيليوس: أرى أن نعود بمن معنا من قوات الأسطول وبقايا قواتنا ونخلي نجرانا قبل أن تباغتنا القوات الحميرية ونعود إلى الأسطول وهناك نقرر ما يجب على ضوء ما تجد لدينا من معلومات عن أساطيل دول بحر القلزم..
مزيني: رأى سديد سيدي القائد..
إيليوس: إذن مر جميع قواتنا بالانسحاب من منطقة (نجرانا) على جناح السرعة والعودة إلى الأسطول..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (شمس) تقول):
شمس: ما هي الأخبار عن والدنا وزوجي يا مزاحم؟
مزاحم: لا شيء أبداً يا أختاه..
شمس: وما هي أخبار الحملة الرومانية؟
مزاحم: أي حملة؟ هل بقي شيء اسمه الحملة الرومانية.. لقد أهلكها المرض وأغرقتها السيول..
شمس: ولكن (إيليوس) قائد الحملة لم يعرفها إذا كان في عداد الهالكين أم نجا بأعجوبة..؟
مزاحم: أمر (إيليوس) محير يا شمس.. وأظنه نجا لأنه لو هلك فيمن هلك من جنوده لعرفت أخباره..
شمس: صحيح يا أخي فأخبار السوء لا تخفى..
مزاحم: إن كل ما يهمني الآن هو معرفة مصير والدنا وزوجك يا شمس.. أما الحملة فقد اصبح أمرها لا يعنيني في كثير أو قليل بعد أن فشلت هذا الفشل الذريع..
شمس: أجل يا مزاحم أجل فأخبار والدنا وزوجي تهمنا قبل أية أخبار أخرى ولكن لا يجب أن نقلل من خطر الحملة الرومانية فما زال أسطولها قوياً رابضاً أمام سواحلنا..
مزاحم: نعم ما يزال الأسطول الروماني رابضاً في سواحلنا العربية ولكنه أعجز من أن يفعل شيئاً فأساطيل دول بحر القلزم له بالمرصاد تنتظر سنوح الفرصة لإنزال الضربة القاضية به..
شمس: ومتى تسنح هذه الفرصة يا أخي؟
مزاحم: كما سنحت الفرصة لهزيمة الحملة الرومانية البرية فسوف يأتي دور القوات البحرية..
شمس: يا إلهي هل أعيش لأرى بلادي وقد تطهرت من رجس المعتدين الآثمين..
مزاحم: ليس ذلك اليوم ببعيد يا أختاه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول):
أبو داس: ها نحن نقترب من مدينة نجرانا ولكن لا أظن أننا نستطيع دخولها..
سيلاوس: أجل من الصعب علينا دخولها بما لدينا من قوات لا تستطيع الوقوف أمام قوات الأسطول الروماني التي تحتل (نجرانا)..
أبو داس: يقيني أن القوات الحميرية الرئيسية في طريقها إلى مدينة (نجرانا) لاستعادتها من أيدي الرومان..
سيلاوس: ولكن وصول القوات الحميرية إلى (نجرانا) يستغرق أياماً وليالي قد تكون فيها الفرصة للقوات الرومانية للعودة إلى الأسطول بعد أن تنهب خيرات المنطقة وثرواتها..
أبو داس: هذا إذا كان لها عزم على مغادرة بلاد العرب نهائياً..
سيلاوس: هل عندك شك في ذلك يا أبا داس؟
أبو داس: من يدري فقد وافت (إيليوس) إمدادات جديدة ليقوم بجولة ثانية بعد فشله في الجولة الأولى..
سيلاوس: لا أعتقد فقد لاقى (إيليوس) في حملته هذه أنواع المتاعب والمصاعب والمهالك مما جعله في رأيي ييأس من أية محاولة جديدة..
أبو داس: ولكنه جبار يا سيلاوس والجبابرة لا حد لأطماعهم..
سيلاوس: لقد تمرغ جبروت (إيليوس) في رمال بلاد العرب وصحرائها..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت شداد يقول):
شداد: لقد جئتك أيها الأمير بأخبار سارة؟
عمرو: قل يا شداد بشرك الله بالخير..
شداد: لقد جاءت عيوننا التي أرسلناها لنرقب حركات الحملة الرومانية بمعلومات في غاية الأهمية..
عمرو: ما هي يا شداد قل..
شداد: أخلت القوات الرومانية منطقة (نجرانا) تماماً ولم يعد بها منهم أحد..
عمرو: ولا شك أنها عادت إلى الأسطول..
شداد: بلى أيها الأمير بلى..
عمرو: وما هي خطواتهم الثانية؟
شداد: العودة من حيث أتوا أيها الأمير..
عمرو: إلى غير رجعة.. إلى غير رجعة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :623  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.