شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 29 ـ
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وقعقعة سلاح):
الأصوات: ريدان.. ريدان.. الموت للرومان... الموت للرومان...
كشاجم: إلى الأمام يا أسود حمير ويا رجال ظفار وأحفاد من بنوا سد مأرب وغمدان. دافعوا عن بلادكم ونسائكم وأولادكم.. لقنوا الرومان درساً في التضحية وبذل النفس والنفيس...
أصوات: ريدان... ريدان.. الموت للرومان.. الموت للرومان...
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وقعقعة سلاح وصهيل خيل نسمع بعدها صوت كشاجم يقول):
كشاجم: حسوهم بسيوفكم واحصدوهم بنبالكم ومزقوهم شر ممزق...
أصوات: الويل للباغين المعتدين.. الويل للباغين المعتدين..
كشاجم: إذا سمعتم عواء كعواء الذئاب فهذا يعني أن القوات المكية قد قامت بهجومها على قادة جيش الرومان فاهجموا من دون أن تنتظروا إشارة مني..
الأصوات: الموت للرومان.. الموت للرومان...
كشاجم: والآن فليذهب كل قائد إلى فصيلته ولينتظر صوت العواء للهجوم بدون رحمة أو هوادة...
الأصوات: سنلقن الرومان درساً لن ينسوه...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت انطونيوس يقول):
انطونيوس: يا جنود روما البواسل.. إن معركة اليوم ستفتح الطريق أمامكم إلى عاصمة الحميريين ستقع تحت أقدامكم بلاد الطيوب والبخور.. والمر واللبان.. ستستولون على بلاد لم تطأها قدم فاتح قبلكم فقاتلوا بما عرف عنكم من بأس وشدة...
أصوات: سنحافظ على شرف روما العسكري روما الخالدة...
انطونيوس: بورك فيكم.. بورك فيكم...
(عواء الذئاب نسمع بعدها أصواتاً مدوية وصرخات مرعبة):
الأصوات: ريدان.. ريدان.. الموت للرومان.. الموت للرومان...
(إشارات العواء وسقوط قتلى وأنات جرحى نسمع صوت انطونيوس):
انطونيوس: يا لهؤلاء المردة الشياطين من أين طلعوا كأنما انشقت الأرض.. إن لهم عواء كعواء الذئاب وضراوة كضراوتها...
مزيني: الهجوم على قواتنا الأمامية ابتدأ يا انطونيوس عقب الهجوم المريع على قادة جيشنا..
انطونيوس: مزيني. سأكون في القلب لأصد أي هجوم عليه لتمزيق وحدة الجبهة...
(أصوات مدوية وصرخات مرعبة وسقوط قتلى وأنين جرحى نسمع صوت (مزيني) يقول):
مزيني: انطونيوس!
انطونيوس: ما وراءك يا مزيني؟..
مزيني: الهجوم قاس وشديد.. أرتال من مشاة العرب تشترك في القتال بدون حساب للضحايا...
انطونيوس: أنهم يهاجمون عن بلادهم وهجمومهم لا شك مريع وفظيع...
مزيني: إن أكثر المهاجمين من العرب أقزام ولكنهم أقوياء سريعو الحركة يستعملون الخناجر حين يلتحمون.. ما أفظع خناجرهم إنها أحد من سيوفهم...
انطونيوس: هاجموهم بالمركبات وبالفرسان...
مزيني: ولكنهم يقفزون كالقردة خلف الفارس أو خلف قائد المركبة فيطعنونه ويستولون على المركبة...
(أصوات مرعبة. وصرخات مدوية وسقوط قتلى وأنات جرحى نسمع بعدها صوت كشاجم):
كشاجم: شددوا هجومكم.. حطموا مركباتهم.. وانحروا بخناجركم فرسانهم.. أخوانكم المكيون استولوا على ميرة العدو واتلفوا ذخيرته.. هاجموا القلب فعليه يتركز النصر...
أصوات: الموت للرومان.. الموت للرومان...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزيني يقول):
مزيني: القتل يستحر بين جنودنا ولا نجاة من الهزيمة إلا بالانسحاب إلى الأسطول...
انطونيوس: كيف نقابل سيدي القائد ايليوس وبأي وجه؟.
مزيني: لأن تلاقيه ببقية من الجيش خيراً من فناء الجيش كله ونحن معه...
مزيني: أنت القائد وعلي طاعتك وقد نصحتك.
انطونيوس: يا جنود روما البواسل.. إلى الأمام إلى الأمام..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت كشاجم القائد الحميري يقول):
كشاجم: يا من يبارزني يا من يبارزني أين فرسان الرومان أين شجعانهم؟
انطونيوس: من هذا يا مزيني؟...
مزيني: إنه القائد الحميري...
انطونيوس: أنها فرصة العمر جاءت يا مزيني سأبارزه...
(ثم يصرخ):
أنا لك أيها الحميري.. لك.. أيها الحميري.
كشاجم: وأنا لك أيها الروماني.. خذ.. خذ.
(نسمع قعقعة السلاح وصليل السيوف ومقارعة الأبطال يسقط بعدها انطونيوس مضرجاً بدمائه فيصرخ الحميريون):
أصوات: ريدان... ريدان... الموت للرومان... الموت للرومان...
مزيني: أيها الجنود.. أيها الجنود.. انسحبوا إلى الأسطول. واحذروا من التطويق..
(أصوات مرعبة وصرخات مدوية نسمع بعدها صوت الحاجب يقول):
الحاجب: سيدي القائد ايليوس!
ايليوس: ما وراءك أيها الحاجب؟..
الحاجب: (يتلعثم فيقول له ايليوس)!
ايليوس: قل أيها الحاجب ولا تخف..
الحاجب: هزم جيشنا وقتل انطونيوس...
ايليوس: يا لها من كارثة... ما هو مصير الجيش.. هل أبيد عن بكرة أبيه. هل أسروا؟..
الحاجب: أنهم ينسحبون بقيادة مزيني إلى الأسطول...
ايليوس: رحماك يا انطونيوس. رحماك... إنك ثاني قائد تضحي به روما في سبيل احتلال البلاد العربية...
أبو داس: لا شك أنها كانت معركة غير متكافئة حتى اضطر (مزيني) إلى الانسحاب..
سيلاوس: واختار. انطونيوس. طريق الشرف والكرامة فمات على أسنة الرماح..
ايليوس: يا له من قائد كريم مات ميتة الشرفاء.. والآن.
أبو داس: والآن ماذا سيدي القائد...
ايليوس: ما العمل؟ خسائرنا تزداد يوماً عن يوم..
أبو داس: أرى أن تشرفوا بأنفسكم سيدي القائد على العمليات القادمة فقد يكون النصر معقوداً على ناصيتكم...
ايليوس: ولكن كل العمليات التي جرت كنت أنا الذي أوجهها وأرسمها واخطط لها...
أبو داس: ولكنكم لا تشرفون عليها بأنفسكم..
ايليوس: هذا صحيح هذا صحيح..
سيلاوس: ولهذا ارتفع رصيد ضحايا الجيش الروماني في كل هذه المعارك.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حزقيال يقول):
حزقيال: تلاقي الحملة الرومانية مقاومة شديدة من العرب. وتتعرض للهزيمة أثر الهزيمة.. ولا شك أن رمال الصحراء ستكون مقابر لهم...
عزرا: أتكره ذلك للرومان يا حزقيال؟...
حزقيال: لا يا عزرا كيف أكره هذا المصير لقوم هدموا هيكل سليمان ووضعوا تمثالاً لآلهة الشمس على أنقاضه واحرقوا أورشليم وقتلوا الألوف من اليهود فيها ولكن...
عزرا: ولكن ماذا يا حزقيال؟...
حزقيال: أخشى أن يقوى أمر العرب بعد الانتصار على هذه الحملة ويعلو شأنهم.
عزرا: وماذا يضيرنا من ذلك ونحن نعيش بينهم مكرمين معززين.
حزقيال: ولكن هذا الانتصار سيبطرهم...
عزرا: هذا صحيح.. ولكن ما دخلنا في الأمر؟..
حزقيال: كيف يا عزرا كيف؟...
عزرا: أتريد الانتصار للرومان؟..
حزقيال: لا....
عزرا: ألا تريد الانتصار للعرب؟...
حزقيال: لا... أريد أن يبطش الرومان بالعرب بطشة تمرغ أنوفهم في التراب.
عزرا: ولكن شوكة الرومان ستقوى بعد هذا الانتصار...
حزقيال: الرومان بالرغم مما فعلوه معنا خير لنا من العرب...
عزرا: يا لأفكارك الجهنمية يا حزقيال.. وبعد:
حزقيال: هزيمة الرومان في معركة اليوم يجب أن نعوضها لهم بنصر مبين...
عزرا: كيف....
حزقيال: نساعدهم على احتلال نجراناا....
عزرا: احتلال نجراناا.. هل تستطيع يا حزقيال..
حزقيال: سنثير الخلاف بين القبائل العربية... والخلاف يمهد الطريق لهزيمتهم...
عزرا: ولكن العرب في نشوة من النصر فكيف تثير الخلاف بينهم....
حزقيال: الغنائم والأسلاب التي حصلوا عليها ستكون سبباً في انقسامهم وبالتالي هزيمتهم...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزاحم):
مزاحم: أرأيت أنك كنت على خطأ حين أصدرت حكمك على والدنا وزوجك...
شمس: كنت متعصبة لقومي وأهلي.. وتعصبي هذا هو الذي جعلني اندفع في حكمي وليتك كنت معي قبل سفر الحملة الرومانية وأنا أقسو في حديثي مع سيلاوس وهو يتحملني ويفسح لي صدره....
مزاحم: أكنت تريدين من زوجك أن يطلعك على سر خطير كهذا...
شمس: ولكن كيف عرفت بهذا السر الخطير..؟
مزاحم: من زوجك سيلاوس يا شمس..؟
شمس: زوجي سيلاوس...
مزاحم: بلى يا شمس بلى.. لقد أرسل لي مع أحد أصدقائها النبطيين يقول: بلغ زوجتي تحياتي وأولادي قبلاتي وقل لها تحسن الظن بأبيها وبي وتدعو لنا...
شمس: الهي احفظهما وارجعهما سالمين إلينا...
مزاحم: ليكن هذا دعائي ودعاؤك يا شمس كما يجب أن نكتم أمر هذه الرسالة الشفهية..
شمس: وهذا النبطي ألم يأتك بأخبار عن الحملة الرومانية؟..
مزاحم: بلى قال أن الأخبار تتواتر عن عزم الرومان احتلال نجراناا واتخاذها قاعدة لانطلاق قواتهم نحو عاصمة الحميريين...
شمس: ألا أخبار عن تجمع عربي لصد الرومان عن احتلال نجراناا؟...
مزاحم: لا شك أن قوات التجمع العربي لها بالمرصاد...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ايليوس يقول):
ايليوس: قررت أن أتولى بنفسي قيادة الجيش لعلي أغسل العار الذي لحق بقواتنا...
مزيني: أنكم تحسنون صنعاً بذلك سيدي القائد..
ايليوس: ألا ترى يا مزيني أن نعدل عن احتلال. نجراناا إلى احتلال بلد آخر غيرها..
مزيني: نجراناا, موقع عام واحتلالنا له يمهد الطريق أمامنا لاحتلال عاصمة الحميريين...
ايليوس: ولكن انتظار هذه الظروف قد يطول يا مزيني...
مزيني: سيدي أوسعه علماً ومدراكاً وتجارياً وبعد نظر مني وما يقرره هو الصواب وأنا جندي رهن أمره وطوع بنانه...
ايليوس: شكراً يا مزيني شكراً أنك مثال الجندي الروماني الشجاع.. ولكن..
مزيني: ولكن ماذا سيدي القائد؟...
ايليوس: ألا يمكن بذر الخلاف بين قوات التجمع العربي؟
مزيني: لا شيء مستحيل سيدي القائد ولكن أنا شخصياً لا أستطيع.
ايليوس: من تراه يستطيع ذلك؟
مزيني: أبو داس وسيلاوس...
ايليوس: لقد جربناهما فوجدنا أنهما عربيان مخلصين للعرب قبل أن يكونا مخلصين للرومان...
مزيني: إذن ننتظر الظروف المناسبة...
ايليوس: كان سلفك انطونيوس يتحدث عن الاستعانة باليهود...
مزيني: متى كان اليهود مخلصين للرومان سيدي القائد..؟..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج