شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 22 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مضاض بن عمرو يقول):
مضاض: طلائع عدوكم بدأت, تريد أن تدكه دكا تريد أن تستعبدكم كما استعبدت غيركم من الأمم بقوة النار والحديد والظلم والطغيان, دافعوا عن كعبتكم عن حرماتكم عن بلادكم عن مكتكم, لقد هدم الرومان هيكل سليمان ويريدون اليوم أن يهدموا بيت الله الذي بناه إبراهيم.
أصوات: سندافع عن مقدساتنا وبلادنا بأرواحنا ودمائنا. الويل للرومان الويل لأهل الظلم والطغيان.
مضاض: وستشتركون في قتال الرومان بجانب أخوانكم الحميريين وسيقودكم إلى النصر بإذن الله القائد الحميري المحنك /ريدان/ الذي هزم مشاة أسطول الرومان في معركة (وادي الجنادب) فأطيعوه وبرهنوا أن العرب يد واحدة وقلب واحد ضد الرومان المعتدين وصابروا ورابطوا فرب هذا البيت سيئيدكم بنصره.
أصوات: الموت للرومان. الويل لأهل الظلم والطغيان.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (ايليوس) يقول):
ايليوس: ما هي آخر الأخبار عن التجمع العربي يا ماركوس..؟
ماركوس: لا جديد عندي من أخبار التجمع العربي غير ما تتواتر به الروايات من أن العرب حشدوا قوات كبيرة لصد هجومنا البري وقوات بحرية لصد هجومنا البحري.
ايليوس: هذا منتهى ما نتمنى يا ماركوس نلقى العرب في معركة برية وبحرية نقضي فيها عليهم فلا تقوم لهم بعدها قائمة ولا مقاومة.
ماركوس: إنها معركة مصيرية بالنسبة لنا ولهم.
ايليوس: أجل يا ماركوس أين أبو داس وسيلاوس..؟
ماركوس: تركتهما في خيمتهما..
ايليوس: عسى أنك لم تغفل مراقبتهما من دون أن يشعروا بذلك.
ماركوس: لقد نفذت أوامر سيدي القائد بحذافيرها.
ايليوس: تريد أن تحتفظ قواتنا البرية باتصالاتها بقواتنا البحرية مهما كلف ذلك من تضحيات.
ماركوس: صدقت يا سيدي فهذا الاتصال تتركز عليه الخطة.
ايليوس: ولكني أخشى من حرب العصابات أن تقع الاتصال بين قواتنا البرية والبحرية في عدة مواقع وفيه ما فيه من الخطورة.
ماركوس: أجل يا سيدي القائد أن حرب العصابات يفتح ثغرات في خطتنا قد ينفذ منها العدو إلى أهدافه.
ايليوس: عندما تحتدم المعركة لن يصبح هنالك مجال لحرب العصابات والمهم المحافظة على الاتصال البري والبحري بكل قوانا.
ماركوس: وأبو داس وسيلاوس هل يبقيا تحت الرقابة أثناء احتدام المعركة..؟
ايليوس: لا تجعلهما يشعرا بشيء ولا تغفل مراقبتهما فإن رأيت ما يريبك فأقتلهما.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول):
أبو داس: هل أدى رسولك المهمة على خير وجه..؟
ايليوس: بلى يا أبا داس بلى.
أبو داس: إن ايليوس سيفتك بنا أن أنهزم الرومان في معركة الغد فما رأيك.؟
سيلاوس: أرى أن نفر إلى أخواننا العرب في حال انتصارهم.
أبو داس: وإن لم ينتصروا..؟
سيلاوس: نبقى مع الرومان حتى يتسنى للعرب أن يلموا شعثهم وينظموا صفوفهم ويثأروا لهزيمتهم.
أبو داس: القتل ينتظرنا من الرومان كما قلت لك يوم خرجنا مع هذه الحملة فلنعمل جهدنا في أن يكسب العرب هذه المعركة المصيرية.
سيلاوس: ما أرسلت من المعلومات للقائد الحميري كفيلة بكسب المعركة إذا أحسن ادارة المعركة.
أبو داس: هذا بالنسبة للقوات البرية. ولكن قوات الحميريين البحرية لا أدري كيف تستطيع الوقوف أمام الأسطول الروماني الجبار..
سيلاوس: إن عدداً غير قليل من أخواننا النبطيين يخدمون في مراكز حساسة في الأسطول الروماني وقد زودوا بما يجب لتفتيت قوة الرومان الضاربة ولاسيما والقوات الرومانية البرية والبحرية أكثر من الجنود المرتزقة.
أبوداس: والجنود المرتزقة ما أسهل شراء ضمائرهم. وأخواننا الحميريين مستعدون لأنفاق جميع ما يملكون في سبيل القضاء على هذه الحملة.
أبو داس: إذا انهزم الرومان في المعركة المرتقبة. فهل تراهم يتابعون زحفهم البري أو يعودون إلى الأسطول البحري لينقسموا هجوم العرب المتواصل على قواتهم.
سيلاوس: أعتقد أن ايليوس سيفر إلى الأسطول الروماني في حال انهزامه.
أبو داس: عندي رأي الآن يا سيلاوس.
سيلاوس: ما هو يا أبا داس..؟
أبو داس: هو أن لا نفر إلى أخواننا العرب إذا ما انهزم الرومان في معركة الغد.
سيلاوس: كيف يا أبا داس كيف..؟
أبو داس: إن فرارنا إلى أخواننا العرب في حال انهزام الرومان سيجعل من ايليوس المغرور بطلاً ومنا خونة وسيضع فرارنا أكليلاً من الغار على رأسه.
سيلاوس: وبعد.
أبو داس: أما إذا صاحبناه في هزيمته فلن يجد سبيلاً لتبرير انكساره.
سيلاوس: ولكنه سيقتلنا يا أبا داس..؟
أبو داس: قلت لك يا سيلاوس أكثر من مرة أن القتل يترصدنا عاجلاً أم أجلاً وسيرنا في سبيل نصر قومنا شرف لنا ما بعده شرف...
سيلاوس: ثم ماذا..؟
أبو داس: ثم أني لا أعتقد أن ايليوس يفكر في قتلنا لأن حاجته إلينا لما تنقض بعد وسنقبل بعد معركة غد على أراضي الحميريين وهي أراض وعرة المسالك وايليوس لن يستطيع عبورها بدون ادلاء.
سيلاوس: ولكن إذا هزم في معركة الغد فلن يستطيع التقدم إلى أراضي الحميريين.
أبو داس: من يدري فقد يكون ايليوس طلب امدادات عن طريق البحر بعد النكسات التي تعرض لها.
سيلاوس: ولكنني لم الاحظ شيئاً من هذا القبيل يا أبا داس..
أبو داس: إنها أشياء في منتهى السرية ولا يمكن أن يعرف بها أحد غيره وغير ماركوس وخاصة بعد أن بدأ الشك يتسرب إليه منا.
سيلاوس: إذن فهذا رأيك الجديد يا أبا داس..؟
أبو داس: بلى يا سيلاوس ما رأيك فيه..؟
سيلاوس: لا يسعني إلا قبوله.
أبو داس: أريد أن تقبله وأنت راض عنه. لا مجاملة ولا استحياء مني بصفتي عمك ووالد زوجتك.
سيلاوس: لقد قبلته عن قناعة يا عمي العزيز.
أبو داس: إذن فلنوطن أنفسنا على هذا ولتسر خطتنا على هذه الطريق وما دمنا نستهدف القضاء على الحملة الرومانية فليكن ما يكون.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مضاض بن عمرو يقول):
مضاض: ما هي تطورات الموقف يا ريدان..؟
ريدان: لا شيء سوف ما تعرف.
مضاض: هل رتبتم كل شيء بحسب الخطة المرسومة.
ريدان: بلى أيها الأمير.
مضاض: والأسطول ماذا سيكون موقفه في المعركة.
ريدان: سيمنع أية امدادات للقوات البرية الرومانية.
مضاض: لعلها أول لقاء للأسطول الحميري بالأسطول الروماني.
ريدان: بلى أيها الأمير فعسى أن يبرهن الأسطول أنه كفء للمهمة الخطيرة التي أنيطت به.
مضاض: السكون يخلف تحركات الحملة البرية الرومانية.
ريدان: كيف أيها الأمير..؟
مضاض: أعني أن الحملة البرية الرومانية مرابطة حيث هي ولا أخبار عن تحركاتها.
ريدان: أنها تستعد للهجوم المفاجىء على قواتنا ولكننا لم نترك لها فرصة للاستعداد فقوات الشيخ عقاب تشاغل الحملة الرومانية ليل نهار حتى لا تعطيها الفرصة للاستعداد التام.
مضاض: أخشى ما أخشى ألا يستطيع أسطولنا منع الاتصال بين القوات البرية والبحرية.
ريدان: أني واثق من كفاية قيادة الأسطول الحميري ولاسيما وقد زودت بقطع جديدة وعدد وفير من الرجال والعتاد.
مضاض: إلهي أعنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على المعتدين الآثمين.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت /ايليوس/ وهو يصرخ):
ايليوس: ما هذا يا ماركوس؟ ما هذا..؟ ألا تستطيع قواتنا القضاء على هذه العصابات التي تشاغل جيشنا طوال هذه الأيام بدون انقطاع.
ماركوس: لقد أوعزت إلى قواتنا المطاردة بتعقب هذه العصابات وابادتها وأنا بانتظار النتيجة.
ايليوس: لا نستطيع مواجهة التجمع العربي قبل أن تتخلص من هذه الجيوش المريبة التي لا شك ستدمر خطوط مواصلاتنا واتصالاتنا.
ماركوس: بناء على أمر سيدي القائد لم نقم بأية مطاردة أو تعقب للعصابات خشية أن تتوه قواتنا في الصحارى الواسعة أو تقع في كمائن يكون العضو قد نصبها لها.
ايليوس: هذا صحيح. لقد امرتكم في بادىء الأمر. ولكننا الآن بسبيل الدخول في معركة مصيرية مع القوات العربية فيجب تطهير المنطقة من العصابات ولو أدى ذلك إلى مطاردتها.
ماركوس: لقد فعلت هذا على أمل أن أحظى بموافقتكم وإني مسرور أنكم وافقتم على ما فعلت.
ايليوس: إن الأمر يتطلب السرعة وعدم إعطاء العرب الفرصة لحشد قوات كبيرة أو القيام بعملية تطويق واسعة.
ماركوس: أما التطويق فلا خطر منه كما يعلم سيدي القائد بعد أن ملكنا اتصالاتنا بقواتنا البحرية وأصبحت قواتنا البرية وكأنها قوات بحرية وكذلك العكس.
ايليوس: عندما تقضي قواتنا المطاردة على هذه العصابات اصدروا الأوامر للقوات الرئيسية بالزحف على القوات الحربية المتجمعة.
ماركوس: ما الأمر سيدي القائد.
(نسمع ضجيجاً وحركة تصاحبها موسيقى نستمع بعدها إلى صوت الحاجب وهو يقول):
الحاجب: سيدي القائد.
ايليوس: ما وراءك أيها الحاجب.؟
الحاجب: امر سرية الفرسان بالباب.
ماركوس: إنه القائد الذي عهدت إليه بمطاردة العصابات المريبة.
ايليوس: فليدخل حالاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج