شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 20 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ايليوس يقول)...
ايليوس: ماركوس.. ماركوس...
ماركوس: نعم سيدي القائد..
ايليوس: توقف هجوم المتوحشين فجأة فهل عندك تحليل لذلك؟
ماركوس: قد يجد سيدي الجواب عند سيلاوس أو أبى داس فهما عربيان ويعرفان بمكائد قومهم وأحاييلهم.
ايليوس: ادع أياً منهما الي..
ماركوس: بالأمر يا سيدي...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سيلاوس يقول)...
سيلاوس: تسير الأمور حسب الخطة المرسومة يا أبا داس.
أبو داس: كان فخاً محكماً وقع فيه الرومان يا سيلاوس فقد طبق عرب الشيخ عمرو الخطة بشكل رائع وكانت خسائر الرومان في الميرة والذخيرة كبيرة...
سيلاوس: خسائر الميرة والذخيرة - في رأيي - أهم من الخسائر في الجند الذين ستفتك بهم الصحراء وحرارة الشمس المحرقة والعطش..
أبو داس: وسوء التغذية الناتجة عن تدمير الميرة...
سيلاوس: ما كنت واثقاً من أن ايليوس يوافق على إنزال جنوده في المكان الذي أنقذنا عليه مسبقاً مع قادة الحميريين....
أبو داس: وأروع ما في الأمر أن نجد العرب مستعدين لمواجهة الحملة...
سيلاوس: لقد قامت مكة بدور قيادي في الأمر فمضاض بن عمرو أمير مكة لعب دوراً كبيراً في توحيد الصفوف والجهود....؟
أبو داس: ولا تنسى دور مستشاره شداد, لعمري ما رأيت في دهاء الرجل وسعة اطلاعه ووقوفه على أحوال الأمم المتاخمة للبلاد العربية..
سيلاوس: ولا شك أن مضاض بن عمرو علم فيما علم أن من أهداف الحملة الرومانية الاستيلاء على مكة وهدم الكعبة.
أبو داس: أرجو أن لا يتحقق هدفها هذا فالكعبة مكان القداسة عند جميع العرب على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم.
سيلاوس: وايليوس غالوس قائد هذه الحملة يحقد على العرب ويريد أن يذلهم ويخضعهم لسلطاته؟
أبو داس: إنها غطرسة الرومان يا سيلاوس أرجو أن تمرغها في رمال صحراء البلاد العربية..
سيلاوس: صه يا أبا داس.. إن ماركوس قادم إلينا..
(خطوات ماركوس الذي يدخل وهو يقول):
ماركوس: سيدي القائد. ايليوس يدعوكما إليه...
أبو داس: هل جد شيء يا ماركوس!
ماركوس: بلى يا أبا داس.. بلى...
أبو داس: ما هو؟
ماركوس: توقف العرب المفاجىء عن مهاجمة قواتنا بعد الضربات الشديدة المتواصلة التي وجهوها إلينا؟
سيلاوس: هيا بنا إليه يا ماركوس.. هيا؟
(أصوات العربات ووقع حوافر الدواب وهمسات المشاة نسمع بعدها صوت الشيخ عقاب يقول):
عقاب: بعد قليل ستصل الحملة الرومانية إلى مضائق أودية الجنادب وستوقف لأن الممرات جميعها مسدودة فاعتبروا توقفهم ساعة الصفر واهجموا بمجرد أن تسمعوني أقول. الموت للرومان الموت...
أصوات: الموت للرومان... الموت...
عقاب: إن قبائل الشيخ عمرو قد كبدوا الرومان خسارة كبيرة ولاسيما في الذخيرة والميرة فعسى أن يكون فتككم بهم أشد لأن الفرصة مواتية أكثر والمواقع التي أنتم فيها الآن منيعة وحصينة والليل يغطي حركاتكم...
أصوات: سترى منا ما يسرك يا عقاب...
عقاب: وستكفل القوات الحميرية بمنع أية امدادات من الأسطول الروماني الذي بدأ يقترب من شواطئنا.
أصوات: بورك في أخواننا الحميريين.. بورك فيهم..
(أصوات عربات الرومان ودوابهم وهمساتهم نسمع صوت ايليوس يقول):
ايليوس: ما رأيك يا أبا داس في توقف العرب عن مهاجمتنا بعد تلك الهجمات الشديدة المتواصلة...
أبو داس: لعل العرب تعرضوا لخسارة فادحة من قواتكم الظافرة فانهزموا متخذين من الظلام ستاراً وحماية...
ايليوس: أتعتقد أن ذلك هو السبب أم أنه استعداد لهجوم آخر أشد ضراوة..
أبو داس: هذا ممكن أيضاً أيها القائد الألمعي المحنك أن تعليلكم ربما يكون في محله...
ايليوس: يا ليت تقديري يكون في محله فعندها سيقع العرب بين قواتنا البحرية والبرية..
سيلاوس: يعني بين شقي الرحى أيها القائد المظفر كما يقول المثل العربي..
ايليوس: بلى يا سيلاوس بلى.. هذا ما سيكون فقد شاهدت طلائعنا تجمعاً عربياً في الطريق الذي سنمر به في الساعات القادمة..؟
سيلاوس: هذا ما شاهدته عندما كنت أستكشف مع طلائع قواتكم.. ولكن...
ايليوس: ولكن ماذا يا سيلاوس؟
سيلاوس: ولكننا لم نتمكن من تقدير عدد القوات العربية. قد تكون كبيرة وقد تكون من قطاع الطرق الذين يجرون وراء نهب وسلب ما تصل إليه أيديهم من قوافل التجار...؟
ايليوس: سواء كانت قوة عربية صغيرة أو كبيرة سنفتك بمن فتك ونأسر من نأسر ومن الأسرى نعرف أسرار التجمعات الحميرية.
أبو داس: إن اقتراب الأسطول البحري من الشواطىء يمهد الطريق لنجاح خطتكم المرسومة يا سيدي القائد...
(دخول ماركوس وهو يقول):
ماركوس: سيدي القائد...
ايليوس: ما وراءك يا ماركوس...
ماركوس: الطرق والممرات جميعها مسدودة.. وضع العرب فيها الجنادل والصخور الكبيرة.
ايليوس: لتقم فرق الطرق بفتحها في الوقت الذي تراقب فيه قواتنا أي هجوم مفاجىء من العرب...
ماركوس: بالأمر يا سيدي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عقاب يقول):
عقاب: الموت للرومان.. الموت للرومان...
(سقوط القتلى وأنات الجرحى وصرخات مدوية مرعبة):
ايليوس: وقع الهجوم يا أبا داس...
أبو داس: وكان كما توقعتموه يا سيدي القائد.
ايليوس: وسيقعون بين شقي الرحى أليس كذلك يا سيلاوس..
سيلاوس: بلى سيدي القائد... يا لبعد نظركم وألمعيتكم..
(نسمع سقوط القتلى وأنين الجرحى نسمع بعدها صوت القائد الحميري (ريدان) يقول)...
ريدان: طلائع مشاة الأسطول الروماني تظهر في الأفق وعما قريب تدق ساعة المعركة. إنها معركة حياة أو موت فاثبتوا وبرهنوا لأعدائكم أن حمير شعب لا يغلب...
أصوات: الويل للرومان - الويل للرومان.
ريدان: يجب أن نمنع اتصال هذه القوات البحرية بالقوات البرية التي تخوض الآن معركة حامية ضد قوات الشيخ عقاب في أودية الجنادب. أن أي اتصال بين هذه القوات معناه القضاء على قواتنا وقوات الشيخ عقاب...
أصوات: لن يمرو إلا على جماجمنا...
ريدان: بورك فيكم.. والآن فليذهب كل قائد إلى مكانه.. وعندما تسمعوني أقول, ريدان, ريدان, الموت للرومان اهجموا هجمة رجل واحد...
أصوات: ريدان, ريدان, الموت للرومان.
(أصوات أقدام مشاة الرومان وقعقعة سلاحهم نسمع صوت ريدان يقول):
ريدان: ريدان, ريدان, الموت للرومان...
(نسمع معها سقوط القتلى وأنات الجرحى نسمع أصوات الحميريين تقول):
الأصوات: ريدان, ريدان, الموت للرومان, الموت للرومان.
(صوت قعقعة السلاح مما يدل على اشتداد المعركة نسمع معه أصوات الضحايا بين قتلى وجرحى نسمع بعدها صوت ريدان يقول):
ريدان: بورك فيكم, لقد أبدتم القوات البحرية عن بكرة أبيها فبرهنتم على أن شعب حمير لن يغلب لن يغلب
أصوات: ريدان, ريدان, الموت للرومان, الموت للرومان
(صفير غريب نسمع صوت أبي داس يقول):
أبو داس: يا لها من بشرى نقلها إلينا هذا الصفير الحبيب...
سيلاوس: أي بشرى يا أبا داس... إنها بشرى تقصم ظهر البعير ايليوس المغرور...
أبو داس: بل قل أنها ضربة للجيش الروماني الذي لم يعرف الهزيمة بعد..
سيلاوس: يقيني أن مشاة الأسطول الروماني المرسلين مدداً لقوات الرومان قد أبيدوا عن بكرة أبيهم فهذا الصفير القوي يدل على ذلك كما كان متفقاً عليه...
أبو داس: ووقعوا بين شقى الرحى فطحنتهم طحناً وجاءت النتيجة بعكس ما رسمه ايليوس المغرور..
سيلاوس: لا أدري ماذا سيكون وقع ذلك على ايليوس...
أبو داس: إنه نبأ مدمر كالصاعقة يا سيلاوس...
سيلاوس: يا لفرحة ابنتك شمس بهذا النبأ...
أبو داس: بل قل يا لفرحة كل عربي في هذه البلاد بهذا النبأ...
سيلاوس: يلوح لي أن نبأ كارثة مشاة الأسطول الروماني لما يبلغ ايليوس بعد...
أبو داس: بكل تأكيد لم يبلغه الخبر بعد... وإلا لسقط مغشياً عليه من هواه...
سيلاوس: إن المعركة الناشئة حالياً بين القوات البرية الرومانية وبين قبائل الشيخ عقاب تشغل تفكير ايليوس لأنه يريد استدامتها حتى تصل امدادات الأسطول الروماني فتقع قوات الشيخ عقاب بين شقى الرحى...
(يضحكان)
(أصوات مرعبة مدوية وصفير غريب نسمع صوت ايليوس يقول):
ايليوس: ماركوس/ ماركوس/
ماركوس: سيدي القائد...
ايليوس: ما هذا الصفير الغريب...؟
ماركوس: لا أدري سيدي القائد..
ايليوس: أين أبو داس وسيلاوس؟...
ماركوس: هما في طريقهما إلى سيدي القائد بعد أن أشرفا مع فرق الطرق على تطهير الممرات من الجنادل والصخور...
ايليوس: بورك فيهما... بورك فيهما.
ماركوس: سيدي القائد أبو داس وسيلاوس بالباب...
ايليوس: فليدخلا حالاً...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ماركوس يقول):
ماركوس: سيدي القائد جندي من مشاة الأسطول الروماني..
ايليوس: (باهتمام) ادخله قبل أبي داس وسيلاوس..
(يدخل الجندي بحالة مزرية يرثى لها فيسأله ايليوس):
ايليوس: ما وراءك من أخبار أيها الجندي الأشعث الأغبر..
الجندي: أباد الحميريين امدادات مشاة الأسطول البحري الروماني عن بكرة أبيها وقد نجوت من الموت بأعجوبة...
ايليوس: (يضرب على جبينه وهو يصرخ).. يا لها من كارثة... يا لها من كارثة...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :783  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج