شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 10 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خراش يقول):
خراش: دعونا نهجع يا قوم فقد أضنانا السرى..
جذعان: كنت على وشك أن أطلب ذلك منك ولكن عمرك أطول من عمري..
خراش: يا له من طريق موحش خيم عليه الجدب فجف ماؤه ويبس عشبه وشرق طيره وغرب صيده..
سماح: ولكن ذئاب ليله استأسدت وأصبحت ضارية..
خراش: أي ذئاب تعنين يا سماح؟..
سماح: قطاع الليل ولصوصه.. أعرفت من هم الذئاب؟..
جذعان: اهجعي يا سماح فحراس القوافل لهم بالمرصاد واتكلي على الذي لا ينام..
سكاح: أجل يا جذعان لقد وكلت إليه أمري ومصيري فإنه نعم المولى ونعم النصير..
خراش: شددوا يا قوم الحراسة وسأكون أول من يأخذ دوره فيها..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جراد يقول):
جراد: ما بك تلهث يا سحم وكأنك آت من مكان بعيد..
سحم: لقد سبقتكم أتنسم روائح العبير التي تمخر هذا الطريق والتي انقطعت عنه منذ أن قتلنا به المرأة والرجال الأربعة..
جراد: كانت خطيئة لنا لا تغتفر ما كان يجب أن نقتل أحداً ولا سيما المرأة لقد أصبحا سبة بين قطاع الطرق في هذه الجهات..
سحم: دافعوا بشدة وضراوة عن بضائعهم وأمتعتهم وجرحوا خمسة منا لا تزال جراح بعضهم تنزف حتى الآن فكنا مضطرين للإجهاد عليهم أملاً في النجاة بأنفسنا وطمعاً فيما كانوا يحملون من تجارة.
جراد: خطيئة عسى أن لا نضطر إلى ارتكاب مثلها.. والآن قل لي لم تلهث..
سحم: عندما صعدت التل الذي يشرف على السهل الذي قتلت به المرأة والرجال الأربعة.. رأيت نيراناً منتثرة على طوله وعرضه مما يدل على وجود أكثر من قافلة واحدة كبيرة على أقل تقدير..
جراد: يا لها أخبار سارة يا سحم ولذلك هرعت تزفها إلينا..
سحم: أجل يا جراد.. أجل..
جراد: إن مهاجمة هذه القافلة يحتاج إلى ضعف ما لدينا الآن من الرجال..
سحم: إن الرجال موجودون وفي أماكن قريبة من مكاننا هذا لو انطلقت إليهم لجئت بأعداد كبيرة منهم قبل أن يبزغ الفجر..
جراد: إذن فانطلق بسرعة وعد بهم ريثما أضع ومن معي خطة الهجوم..
سحم: حسناً يا جراد.. حسناً..
(وقع أقدام (سحم) وهو يركض فوق الصخور والحجارة تزلق من تحت قدميه فتحدث أصواتاً غريبة نسمع بعدها صوت جراد يقول):
جراد: يا قوم: جاءكم اليسر بعد العسر والغيث بعد انحباسه..
أصوات: ماذا تقول يا جراد؟..
جراد: نيران قوافل تضىء سهل الجآذر..
أصوات: قوافل.. قوافل.. يا لها أخباراً سارة..
جراد: عددنا الحالي لا يكفي لمهاجمة هذه القوافل..
أصوات: بلى يا جراد بلى..
جراد: وقد بعثت (بسحم) يستدعي قوم (مرارة الكبش) ليشتركوا معنا في مهاجمة القافلة..
أصوات: حسناً ما فعلت.. حسناً ما فعلت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سماح وهي تدعو ربها قائلة):
سماح: إلهي إني أمتك بنت أمتك.. ناصيتي بيدك.. ماضٍ في حكمك.. عدل في قضائك أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتبك أو علمته أحداً من خلقك أن تذهب همي وغمي فإني أعوذ بك مما أخاف وأحذر.. أعوذ بك من شر اللصوص واشياعهم.. إلهي كن لي جاراً من شرهم.. إلهي بدد شملهم.. ومزقهم شر ممزق.. إنك على كل شيء قدير..
(تبكي فيصحو خراش على بكائها فيقول لها):
خراش: ما لك يا سماح.. لم تبكين.. هل تحسين بألم؟..
سماح: لا يا خراش.. ولكني تذكرت..
خراش: تذكرت ماذا؟
سماح: تذكرت أهلي يوم قتلوا أمامي في هذا السهل.. أليس هو سهل الجآذر؟..
خراش: بلى يا سماح بلى.. يا له من اتفاق غريب أن تنزلي فيه ليتنا لم نفعل.. ليتنا لم نفعل.
سماح: ألا نستطيع الرحيل الآن يا خراش.. إن صدري منقبض وأحس أن روحي تكاد تصعد من حلقي..
خراش: هوني عليك يا سماح.. فلا شك أن الذكريات الأليمة هي التي تسبب لك هذا الازعاج..
سماح: إذن فلنرحل الآن؟
خراش: رفاقنا مكدودون من وعثاء السفر وإبلنا ودوابنا مجهدة كذلك..
سماح: وأنا أعصابي محطمة وأخشى أن أصاب بلوثة في عقلي من شدة ما أنا فيه من قلق..
خراش: صلي لربك وتبتلي إليه.. لكأني سمعتك تهمسين ببعض الأدعية.. هيا قومي صلي وأنا سأصلي معك..
(بينما هما ينتظمان في الصلاة نسمع بعدها صوت جراد يقول):
جراد: هجومنا كما رسمناه يجب أن يكوم مفاجئاً ومن جميع الأطراف حتى يختلط الحابل بالنابل فيقتل القوم بعضهم بعضاً ونجهز نحن على الباقين.. فهمتم..
أصوات: بلى.. يا جراد.. بلى..
خراش: أسمعت شيئاً غريباً بينما كنت تصلين..
سماح: بلى يا خراش بلى.. ولعلّه صوت الحيوانات البرية..
خراش: لا يا سماح لا.. إنه صوتهم الذي لا أنكره..
سماح: (مرتعبة) ذئاب الليل.. اللصوص.. يا إلهي جنبنا شرورهم..
خراش: لا تخافي فأنت في مكان أمين لا يصل إليه اللصوص إلا بعد أن يقضوا علينا جميعاً..
سماح: ما العمل يا خراش؟..
خراش: سأتفقد الحراس وأوقظ رجال القافلة بشكل لا يشعر به اللصوص المهاجمون حتى إذا ما همونا فتكنا بهم فتكاً ذريعاً.. خذي سلاحك وكوني أول من يستعد..
سماح: حسناً.. حسناً.. الله معنا.. الله معنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جراد يقول):
جراد: لقد دنونا من مكان القافلة.. هاأنتم تبصرونها وترونها رأي العين.. لا تهاجموا قبل أن تسمعوا صوتي يقول: الذئاب.. الذئاب.. وعندها تبدأون في الهجوم وتعولون كما تعول الذئاب..
خراش: هل أيقظت الرجال يا جذعان؟..
جذعان: بلى يا خراش وكل مشرع سلاحه..
خراش: أما الحرَّاس فطفت بهم ووجدتهم على أتم الاستعداد.. سأذهب لأكون بالقرب من سماح فإنها ترتعد فرقاً وخوفاً..
جذعان: لا شك أنها تستعرض في مخيلتها ما أصاب أهلها بهذا السهل منذ ستة شهور..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جراد يصرخ قائلاً):
جراد: الذئاب.. الذئاب..
(عويل المهاجمين كالذئاب نسمع بعده صوت خراش يقول):
خراش: طوقوهم.. أبيدوهم.. أريحوا الناس من شرورهم لا تأخذكم بهم رحمة.. إنهم لا يستحقونها..
جراد: انسحبوا يا قوم.. انسحبوا.. انجوا بأرواحكم..
جذعان: خذها مني يالعين وأنا جذعان..
(يسقط جراد وهو يصرخ)..
جراد: آه.. آه.. قتلت.. قتلت..
سحم: قتل جراد يا قوم.. فروا فلا قبل لكم بهم..
خراش: خذها مني يا حقير وأنا خراش..
(يسقط سحم مضرجاً بدمائه وهو يقول):
سحم: هذا ذنب المرأة التي أغمدت خنجري بصدرها سلمت يدك يا هذا.. لقد ثأرت لها..
خراش: يا إلهي.. بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.. يا إلهي ما أعدلك جعلت قصاصك له على يدي.. حمداً وشكراً لك يا رب.. يا رب..
سماح: حمداً وشكراً لك يا رب.. يا رب..
خراش: أكنت بجانبي حين قتلت من أغمد خنجره بصدرك..
سماح: بلى يا خراش.. كنت أسير خلفك أينما سرت وقد سمعت بأذني كل شيء وإني أقول لك كما قال قتيلك: سلمت يدك يا خراش.. سلمت يدك..
جذعان: لقد هرب اللصوص بعد أن تركوا أكثر من عشرين قتيلاً.. ثأرنا لك ولأهلك يا سماح..
سماح: الحمد والشكر لله ثم لكم.. لقد طهرتم هذه المنطقة من شرورهم إلى أمد طويل.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت رزاح يقول):
رزاح: لا أدري يا لقمان.. ماذا اصنع الله بخراش وصحبه ولا سيما ومعهم امرأة أصيب أربعة من أهلها في الطريق إلى مكة..
لقمان: لا شك أنهم تعرضوا لقطاع الطريق ولكن عدد الرجال بالثلاث قوافل كبير ومن الصعب على اللصوص التغلب عليهم إلا إذا جاؤوا بأعداد وفيرة وهذا ما لا أظنه..
رزاح: مشاكل الأمن بهذه الطريق عويصة.. إذا نجونا من اللصوص فلن ننجو من مكوس شيوخ القبائل التي تمر هذه الطريق بأراضيها.. آه متى تنتظم هذه البلاد وحدة شاملة..
لقمان: عندما يظهر في مكة نبي من أهلها..
رزاح: أترى سيكون هنالك أنبياء بعد النبي إبراهيم يا لقمان؟
لقمان: لماذا لا يكون ذلك.. قد لا يظهر نبي في أيامنا هذا لأن الناس ما يزالون متمسكين بديانة النبي إبراهيم وما يزال أحفاده أولاد إسماعيل يبشرون برسالته ويدعون إليها..
رزاح: إذن فعندما يبتعد الناس عن دينهم وينصرفون إلى ملاذهم وشهواتهم ويبغون في الأرض فساداً يرسل الله أنبياءه مبشرين ومنذرين..
لقمان: أجل يا رزاح وهذا ما كنت أعنيه من بين سطور ما قلت..
رزاح: ولكن هذه الوحدة التي أنشدها لم تجبني عنها يا لقمان..
لقمان: قلت لك عندما يظهر نبي في مكة من أهلها..
رزاح: قد تكون دعوة النبي الذي يظهر في مكة محصورة في قومه ربما يكونون جرهما أو غير جرهم مثل رسالة النبي هود إلى قومه عاد..
لقمان: لم أكمل يا رزاح توضيحي لما قلت..
رزاح: ماذا تريد أن توضح..؟
لقمان: أقول عندما يظهر في مكة نبي من أهلها لا تقتصر رسالته على أهل مكة كرسالة هود إلى عاد أو صالح إلى ثمود..
رزاح: تعني أن تكون رسالته إلى الناس في كل مكان..
لقمان: أجل يا رزاح أجل عندما تكون رسالة ذلك النبي إلى كل العالمين عندها تتحقق الوحدة التي تنشدها يا رزاح وينشدها كل مؤمن مخلص لدينه..
(أجراس الدواب ورغاء الإبل وهمس للمشائين نسمع بعدها صوت خراش يقول):
خراش: وصلنا مكة يا سماح.. وصلنا والحمد لله..
سماح: الحمد لله.. خذني لزيارة البيت.. خذني فإني جد مشتاقة إليه..
خراش: ما هذه التحركات الغريبة في مكة وكأن كل شيء فيها على قدم وساق فالزحام شديد والجمال وغيرها من الدواب انتثرت هنا وهناك موسوقة بالأمتعة.. هل عرفت أسباب ذلك يا جذعان؟..
جذعان: بلى يا خراش بلى.. لقد وصلنا وأهل مكة على وشك الصعود إلى منى وعرفات وما ترى هو استعداد لهذه الرحلة الدينية..
سماح: إذن ستحج أيضاً يا خراش.. حمداً لك يا إلهي..
أصوات التلبية: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :678  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.