شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به الأستاذ محمد العلي ))
ثم أعطيت الكلمة للمحتفى به فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أن يتكلم الإِنسان أمام جمهور مطلق غير أن يتكلم أمام جمهور خلاصة.. الجمهور الخلاصة مخيف.. مخيف لماذا؟ لأن الإِنسان يحترمه، يعرف اختصاصاته يقدرها، والاختصاصات الجمع غير اختصاصات المفرد. الإِنسان أمام الجمهور الخاص يتكلم بمستوى فردي أمام مستوى جماعي، هذه زاوية الإِخافة في أن يتكلم الإِنسان أمام جمهور من الخلاصة.. أنا لا أشك في أنكم خلاصة، كل في مجاله.. معناه أني أتكلم أمام مجالات متعددة ولا بد أن يكون هناك نقص في حديثي إليكم. محمد العلي ولد في الأحساء في قرية بسيطة جداً.. قرية فقيرة ترعرع فيها، ثم هاجر إلى العراق درس هناك، ثم عاد وانخرط في سلك التعليم. كان مدرساً في ثانوية الدمام لعدة سنين، انتقل بعد ذلك إلى إدارة التعليم، اختصاصه كان عربياً صرفاً. مما ابتلى الله به محمد العلي هو أنه جعله محباً للأدب وللشعر خاصة، كان ذلك بلاء جميلاً جداً .
- وهناك ألوان من البلاء الجميل الذي يود الإِنسان أن يصاب به بصورة دائمة، ومنها كما تعلمون الحب.. الحب هو هذا البلاء الذي يود الإِنسان أن يبتلى به بصورة دائمة، لم أصب بالحب ولكني أصبت بالشعر.. والشعر لا يقيدك بحب فردي، إنه يشدك إلى حب أكثر، حب أكبر، أن تحب بلدك بصورة أعمق، أن تحب له الخير بصورة أعمق، أن تحب له كل شيء يقدمه أو يتقدم به بصورة أعمق.. لا أدعي أنني أحببت هذا الحب الجميل، ولكن آمل أو أرجو أنني أحبه كما أنكم جميعاً وبقطع مني تحبونه هذا الحب .
- كتبت الشعر لمدة خمسة وثلاثين عاماً، منها عشرون عاماً أكتب الشعر العمودي، ذلك الذي يتخذ من البحتري دليلاً له، أي كنت مرتبطاً بعامود الشعر، مشدوداً إليه بحبال غليظة، ومنذ خمسة عشر عاماً أخذت هذه الحبال تتفكك واحداً وحداً، وأخذت أكتب الشعر الحر.. هذا الذي يُصدم أكثركم بكل تأكيد.. كتبته هكذا، وسأبقى أكتبه إذا كان قد بقي لديَّ من القدرة على الشعر شيء، ذلك لقناعتي التامة بأنه أوسع صدراً لحمل التجربة عند الفرد .
- عندي أولاد.. وسأقرأ لكم قصة عمودية قيلت قبل خمسة وعشرين عاماً، مقطوعة صغيرة لتأخذوا فكرة عن الشعر العمودي الذي كنت أكتبه، عادل ورياض ولداي كانا صغيرين، عادل أكبر من رياض، وكانا يلعبان في الساحة فتشاجرا، أخذ كل منهما بخناق الآخر، هذا العزف الجميل، هذه المعركة الجميلة كتبت عنها ما يلي:
وقفا يهزجان واللهو في
عينيهما طائر يكاد يفرُّ
واختلاج عذبٌ تنفس منه
لخيالي سحر وتمتم شعر
ثم صالا وفي شفاهي نهيٌ
يتغابى وفي فؤادي أمر
وعلت ضجة تهدَّد فيها
أسدٌ هائجٌ وأَوْعد نسر
وفُؤادي مُقسَّمٌ يشهر الموت
عليه كَرٌ فيحميه فَر
برهة كالخيال وانطفأ الشوط
كَميّاً وعاد للنشر زهر
وأتاني الصغير يسألني
أينا الظافر الكمي الأغَر؟
وعلى مُقلة الكبير التفات
مرهفٌ سَلَّهُ عليَّ النصرُ
يالها حيرة يتيه بها الفجر
أنا حاكم فماذا أقر؟
- هكذا بدأت مع الشعر، وبدأت مع الكتابة.. الكتابة في نظري تختلف عن الشعر.. الكتابة تريد أن توصل أفكاراً إلى الآخرين وعليك أن توصلها بما تستطيع من أمانة وبما تستطيع من شمول وعمق، أما الشعر فأنت لست مطالباً بأن توصل الآخرين إلا بطرق فنية قد ترغمك على أن لا تلتفت إلى ما سيقوله الآخرون فيما تقول .
- النثر يختلف.. النثر وبخاصة في الزوايا اليومية أو الأسبوعية، إنك تتعرى أمام الناس، وإذا تعريت أمام الناس فيجب أن لا يكون تعريك سوءاً، يجب أن لا تجعل نفسك مضحكة للناس، يجب أن تقول لهم بإخلاص ما يعتمل بداخلك.. هذا شيء عسير يمارسه الذين مروا بهذه التجارب .
- أنا ما زلت إلى الآن أكتب زوايا.. زوايا قد يختلف تقييمها من مجلة إلى مجلة أو من جريدة إلى جريدة، وبكل تأكيد أكتب زوايا لا معنى لها أحياناً، أقول هذا بصدق وبدون أي هدف للتواضع، ذلك لأن من يريد أن يخلص لزواياه أو لما يكتب أو لما يخاطب الناس به إذا كان يحترم هؤلاء الناس، من العسير أن يكون في مستوى واحد من الخطابة في مخاطبة الناس بالنسبة للزوايا، فهناك زوايا بلا معنى على الإِطلاق، فالغزل بالبحر مثلاً عندي أكثر من زاوية تتغزل في البحر.. هذا صحيح شيء شعري ولكنه لا يهم الناس كثيراً أن أتغزل بالبحر.. يهمهم أشياء أعمق من هذا وأكثر، ولكن لم يكن بيدي أنا إلا أن أكون أقرب إلى الشعر من الناس .
- هذه يا سادتي خلاصة لتجربتي التي مررت بها والشيء الذي يسعدني هو أن أتكلم أمامكم وأنني لأول مرة أرى جِدة أو جُدة.. على أي حال.. لأول مرة أراها على الرغم من أنني زرتها أكثر من ثلاث أو أربع مرات.. لأول مرة أراها مزدهرة هكذا برجالها وبما فيها ليس فقط من صنع للحجارة أو من حضارة الحجارة كما قال أحد الأساتذة اليوم.. لا.. بل من صنع الحجارة ومن توجه الإِنسان.. لقد غمرتموني بشيء كبير جداً وليس أمامي سوى أن أسعد لهذا وأن أشكركم والفرصة التي لا تعوض.. هو أنني رأيت اليوم هنا في هذه القاعة رأيت أناساً أحبهم.. أمتلئ حباً لهم، رأيتهم اليوم بعد انقطاع سنين.. وعلى رأسهم الأخ علي الرابغي.. إن ما يربط بيننا كان قديماً جداً، رأيته اليوم وقد اشتعل رأسه شيباً، كان شاباً، هذا شيء أيضاً أفرحني وأسعدني، وأكرر امتناني وأكرر سعادتي وأكرر شكري للشيخ عبد المقصود خوجه ولكم جميعاً؛ والسلام عليكم ورحمة الله...
 
(( تعقيب الأستاذ حسين نجار ))
ثم عقب الأستاذ حسين نجار على كلمة المحتفى به المختصرة فقال:
- الأستاذ محمد العلي: في الواقع إن ما قلته كان كثيراً، ولكنك اختصرته بطريقة الكترونية فأصبح قليلاً.. نريدك أن تغوص كبحار على الخليج، تغوص في البحر وتخرج منه الكنوز واللآلئ، وتروي العطاش مما كتبت شعراً كان أم نثراً، فتلك فرصة لنا أن نعب مما كان مكنوناً في نفسك منذ خمسة وعشرين عاماً .
 
(( رد المحتفى به ))
ورد الأستاذ محمد العلي فقال:
- الخليج يا سيدي موضع تجربة خاصة بالنسبة لي، عندي ما يقرب من 12 قصيدة في الخليج، في البحر.. البحر عندي يختلط بالإِنسان كرمز شعري عندما أتكلم عن البحر في هذه القصائد يختلط البحر بالإِنسان، يختلط اختلاط قوة واختلاط رمز واختلاط لآلئ يجب أن تستخرج من أعماق هذا البحر الذي هو الإِنسان. غير أن لكل شيء وجهين، قد ننظر الجانب السلبي أو ننظر الجانب الإِيجابي؛ وهكذا كانت لي مع الخليج هاتان الوقفتان سلباً وإيجاباً .
- هناك قصيدة عمودية كتبتها منذ اثنين وعشرين عاماً في بلد خليجي زرته، وفجعت.. بما فيه، وبما يمكن وصفه بأن الإِنسان لا يدري أنه يعيش على بحر. ليس عنده ذلك الإِحساس، ليس فقط بأنه بحر، ليس عنده الإِحساس بأنه يعيش على البحر. كانت فاجعة بالنسبة لي.. كتبت هذه القصيدة، وكأني أشعر بأنه بلدي فعلاً، كتبتها بهذه المشاعر، بلد خليجي ليس ببعيد عنا؛ تقول القصيدة:
هَا هُنا حيثُ لا يرى الحبُ
والشوقُ طريقاً إلى قُلوبِ العبادِ
ويفر الصباحُ خوفاً من الأعين
حتى كأنها من قَتَادِ
وتلوحُ النجوم كالجثث الشوهاءِ
حَفَّت بها ثيابُ حدادِ
حيث ينسى البحر الطروب تثنيه
فَيُغرِيْكَ أنه من جماد
ها هنا حيث يأنف الزهر أن
يُبْدِي شَذَاهُ أن يغتلي في رماد
كل شيءٍ ضامٍ إلى شعلةٍ رَعْنَاءَ
تَنْفِي عنه ظَلاَمَ الرُقَادِ
أهنا تُرْبَتي.. أهذي التي انْسلَّت
رهافاً من غِمْدِهَا أجدادي
وَمشَتْ بالضحى يدفقه القرآن
تَسْقِي الدنى كُؤوسَ الرشادِ
أَهُنا حيثُ أدمنت نكبةُ الإِنسانِ
من كَاسِ حاضري وتلادِي
سَوفَ أحيَا.. أَعِيشُ.. دُونَ انتظار
لفراقٍ أو شهقةٍ لمعادِ
يا حياةُ اركُضيِ فقد ذَبُل النورُ
وشلَّ العناءُ صوت الحَادي
لن تنالي قبراً كبيراً يَضُمُّ
الناسَ في غيرِ هذه الأبعاد
والسلام عليكم .
 
لم يكتف الأستاذ حسين نجار بالقصيدة التي أنشدها المحتفى به، بل طلب منه المزيد قائلاً:
- ماذا عن التجربة التي اعتنقتها أخيراً وكرست نفسك لها.. نثراً.. شعراً؟ .
 
فأجاب الأستاذ محمد العلي قائلاً:
- إحدى ميزات الشعر الحر عن العمودي هو أنه لا يحفظ، وحتى إذا حفظ لا يلقى، إنه يُكتب ويقرأ، وقد يُغنَّى.
- كان ابني وابنتي في لندن يدرسان، فذكرناهما ذات يوم ونحن نتناول طعام الغداء، فبدأت القصيدة تتدرج شيئاً فشيئاً من لهجة طفولية إلى ما هو أشمل فأشمل، ثم إلى ما هو أعقد فأعقد إلى آخره.. تبدأ القصيدة بمستوى الفصل الثالث الابتدائي، حيث كنا نحفظ في تلك المرحلة أرجوزة شعرية عنوانها "الولد النظيف" مطلعها:
الولدُ النظيفُ
منظره لطيفُ
وكلنا نكرِّمُه
ودائماً نقدمه
- ثم تصعد القصيدة...
وأنتما في كل حين تلعبان بالكرة
داخل قلبي الذي منذ زمان لم أره
ها أنتما في غرف البيت رؤى مبعثرة
وفوق كل سفرة سلاطة منتشرة
- ثم تصعد إلى شيء أكثر...
الغبارُ على الماء
غادرةٌ هذه الشهبُ الزبدية في الكأس
هذا الصباح الذي لم يزل في ارتداد
وتلك الغصونُ التي انهمرتْ في الرياحْ
وما عثرَ القلب، ما بارحته المواعيد
والأرض تلك البغيُّ الجميلةُ
تزداد وهجاً على البعد.. تزداد
تنصبُّ بين يديها المواعيدُ
تَهْجُرها ثم تبقى تلوِّح
يا زمنَ العَوْسِج المتبرج
قد قوضتنا الصخور التي
كلما اقتربَ السَّفحُ فَرَّتْ إلى البدء
لكننا سَنروِضُها
هل تهجيت وجهي الذي يسكن الموت
يا زرقةً
طفلةً تجهلُ النطق
إنا أتيناكِ بالنخل
بالشجرِ المتوهج في القلب
هيا اقطفي هذهِ الزهرة
أو فاضْرِبِي نخلةً نخلةً بالحجارة
ظلٌّ ثقيل هو العشق
لكنَّنا قد عشقنا
فما عَرِفَ السَاهِرون الجِراحْ التي يَصْنع البحر
قف بي مليّاً أبا الطَّيب
واقرأ عليَّ الجراحَ التي قد تركتَ بها مصر
كان الجوادُ هو اللَيلْ
غَادَرَ دُونَ صَهِيل
وأغمدتَ جُرْحَك بالشِّعر
لكنَّ ما عندنا كيف يُغْمَدْ
ما عندنا زرقةً
طُفلةٌ تجهل الموت
- والسلام عليكم .
(( تعقيب الأستاذ حسين نجار ))
ويعقب الأستاذ حسين نجار على قصيدة المحتفى به فقال:
- أثبت لنا أن الشعر الحر يُغَنّى.. ونعود مرةً أخرى إلى وجه آخر من أوجه حياتك المتعددة والمتشعبة، لقد دخلت الصحافة عشقاً.. هذا في اعتقادي، وبقيت فيها جبراً.. وهذا اعتقادي، فطريق اختارك واخترته فكان الزواج بينكما، ماذا في هذه الرحلة؟.
وأجاب الأستاذ محمد العلي قائلاً:
- كانت نقطة الجبر والاختيار من أعقد النقط التي أثيرت البارحة وجرت معركة رهيبة، هناك أحد الفلاسفة الفرنسيين وأعتقد أنه روسو يعيد المسألة الجبرية إلى شيء نفسي، أي أن الإِنسان مجبر ولكن ليس تحت تأثير ضغوط خارجة عليه، إنه مجبر من أساسه التكويني، مثلاً، أن يولد هذا الإِنسان بهذه الملامح بالذات دون تلك وبهذه المقدرة الجسمية دون تلك، ومن هذين الأبوين دون غيرهما، وفي هذه البقعة بالذات دون تلك.. هذه كلها ألوان من الجبر، أن يكون مزاجه هكذا وأن تكون زاوية رؤيته للحياة وللإِنسان وللكون هكذا، هذه كلها مجالات للجبر، جبر لم يأت من الخارج، جاء من أساس تكوينه من استمراريته في حياته؛ هذه أقصى ألوان الجبر. هذا الرأي كان أبو العلاء المعري يلمح إليه منذ زمان، يقول أبو العلاء:
ما باختياريَ ميلادي ولا هرمي
ولا شبابي فـهل لي بعد تخـيير
- ليس للإِنسان اختيار أن يولد أو لا يولد، ولا أن يكون شاباً أو لا يكون، ولا أن يكون هرماً أو لا يكون.. إذن فأين هي مجالات الاختيار؟ هذا يا سيدي ما تعرضنا له أو لجزء منه البارحة، وأنت تعيده الآن عليَّ .
- دخلت للصحافة طائعاً.. هذا صحيح، ولكن الدخول دائماً ليس كالخروج، أو الخروج ليس كالدخول، الخروج صعب.. صعب لأشياء عديدة منها الجبر النفسي أحياناً، هذا ما تعرضت له أنا في جانب الصحافة، جئتها كما يأتي أي فرد إلى ملعب للكرة، ثم يضربها برجله لأول مرة أنا مضطر أن أمثل هذا لأن الرابغي موجود، فإذا ضربها أول مرة لا بد أن يضربها إلى آخر العمر. هكذا أتيت للصحافة متذوقاً، ولكن بقيت فيها إلى أن بقيت مسؤولاً عن جريدة ما لمدة سنتين كرئيس تحرير، وبعد ذلك عدت إلى عملي الأساسي وتركت الصحافة كشيء وظيفي، ولكن بقيت في نفسي كشيء مجبر عليه، شيء أرى الناس من خلاله ويروني من خلاله، وهذا ما أنا عليه الآن، شيء لا أستطيع الفكاك منه على الإِطلاق .
- الشيء الذي شدني إلى الشعر الحر الواقع ليس صدفة وإنما كان بائع كتب يجلس على الرصيف في شارع الرشيد، ولم يكن الإِمكان في ذلك الزمان أن نشتري كتباً، إنما نلتقطها من على الأرصفة كانت قيمة الكتاب 20 فلساً، اشتريت كتاباً لشاعر سوداني لا أذكر اسمه الآن، كان الديوان يضم شعراً حراً منه هذه القصيدة التي أقرأ لكم بعضها، هذا الرجل ذهب إلى لندن ويبدو أن عمره كان عشرين عاماً، وهناك تعرف على شقراء، ومنها انبثقت قصيدته هذه، يبدو أن اسمها كان ماري فهو يحولها، يحول اسمها إلى ميريا وفي هذا ما فيه من إعطاء شحنة هائلة بالنسبة للاسم.. يقول لها:
يا ميريَّا ليتني أزميلُ فدياس وروحٌ عبقرية
وأمامي تلُّ مَرْمَر
لَنَحَتُّ الفتنةَ الهوجاء في نفسي
مقاييسك تمثالاً مكبَّر
وَرَسَمْتُ الشَعْرَ كالشلال
بعض يلزمُ الكتف وبعض يتبعثر
وعلى الألحاظ لغزٌ لا يُفسَّر
وفَمٌ كالأسَدِ الجَوْعَانِ زَمجر
وعلى الصدر نَوافِير جحيمٍ تَتَفَجَّرْ
وعلى الأسنان سُكَّرْ
يا ميريا.. أنا من أفريقيا
صحرائها الكبرى وخط الإِستواء
شحنتني بالحرارات الشموس
وشوتني كالقرابين على نار المجوس
وأنا منجم كبريت شديد الاشتعال
يتلظى كلما اشتمَّ على بعدٍ: تعال
يا ميريَّا
ليتني في قمَّة الأولمب جالس
وحواليَّ العرائس
أحتسي خمرةَ باخوسَ النقيَّة
فإذا ما سَرَتِ الخمرةُ فِيَّ
أتداعى وأنادي يا بنات
نتُّوا القيثارةَ في لطفٍ
وهاتوا الأغنيات لميريا
يا ميريَّا
وغداً تنفخ في أشرعتي
أنفاسُ طُرفة
ربَّما لا نلتقي ثانيةً يا ميريَّا
فتعالَيْ وقِّعي اسمك بالنار هنا
في شَفَتيَّا
ووداعاً يا ميريَّا...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :866  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج