شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 17 ـ
مزنة: أماه! لقد لبست ثياب الميدان بانتظار أمرك للدخول في المعركة..
سلمى: تريثي قليلاً فأنا قادمة إليك..
مزنة: أسرعي إلى.. فلم يبق في قوس اصطباري منزع..
سلمى: وبعد أن انسحب الجيشان كل إلى مكانه.. جمع الأمير هاني قواده في مخيمه ودار بينهم الحديث التالي..
(نقلة صوتية بدون موسيقى)..
هاني: لك الله يا ابن معد يكرب لقد أثرت نفسك بقتال القوم يوم أمس فقتلت فرسانهم وأوقعت في نفوسهم الحزن فبارك الله فيك..
عمرو: إنما كنت أضرب بسيف الأمير وما أظن أن الفرس يرتضون معركة الغد بالنزال وسيكون لنا معهم شأن وأي شأن..
هاني: ستحتدم معركة الغد في حين أحاول مصاولة القوم حتى تأتينا النجدات التي ننتظر..
الأعشى: أؤكد أن رجال كندة سيكونون هنا غداً بدء المعركة..
(يدخل القيادة فارس ملثم وهو يلتهث من التعب)..
هاني: ممن القوم يا أخ العرب..؟
الفارس: من كندة يا سيدي وقد هرع رجالنا لإنقاذ هذه الأرض من دنس العدو..
الأعشى: يا للبشرى.. أهم بعيدون عنا يا ابن العم؟..
الفارس: تركت طلائعهم ورائي على مسافة فراسخ قليلة والفرسان من ورائهم..
هاني: عسكر بقومك في ميمنة شيبان يا أعشى وليكونوا في قيادة المثنى..
الأعشى: سمعاً وطاعة يخرج مع الفارس..
في صباح المعركة الفاصلة - الجيش في جوار حنو ذي قار، الفرس يغيرون مواقعهم وتعبئتهم فيجعلون الفيلة في المقدمة وعلى ظهورها الرماة..
عمرو: لقد صدق حدسي أيها الأمير فإن القوم يرجون أن يربحوا معركة اليوم بالفيلة..
هاني: أؤكد أن الفرس سيبدأون بسيل من النبال على صفوفنا ثم يطلقون الفيلة تدوس بأقدامها وتدمر.. ما رأيك يا مثنى؟..
المثنى: أرى أن نطيل المسافة بيننا وبينهم فيضعف أثر نبالهم ثم نهيء، لهم سرية تتعهد تحطيم خراطيم الفيلة بسيوفها فتنفر ويعود وبالها على أصحابها..
هاني: لك الله يا ابن العم فقد أشرت بما في نفسي وأنت لها فاستعن بكندة إنها تحمل سيوفاً يمانية لا يفلها عزم..
عمرو: وماذا هو دورنا في معركة اليوم..
هاني: خذ موقعك في الميمنة وشريك معي في القلب وحنظلة في الميسرة والأعشى يطوف بالصفوف يحرض النفوس على القتال.. سنعد لهم كمائن تخرج أثناء احتدام المعركة وتزرع الفوضى في صفوفهم.. هلموا كل واحد يؤدي واجبه..
(ينطلق القواد بجيوشهم إلى مواقعها وتدق طبول الحرب، يطوف هاني خطيباً)..
هاني: يا قوم مهلك مقدور خير من نجاء مغرور الحذر لا يدفع القدر والصبر من أسباب الظفر المنية ولا الدنية وأسنة الموت خير من استدبار، يا قوم جدوا فما من الموت بد فتح لو كان له رجال. يا آل بكر يا آل شيبان، يا آل كنده، شدوا واستعدوا وألا تشدوا تردوا..
(صوت الأبواق والطبول، صهيل الخيل الرسل تروح وتغدو بين الأمير هاني والقواد)..
شريك بن عمرو: يطوف خطيباً يا آل بكر، عليكم بالصبر فإن الأسنة تردى الأعنة، يا آل شيبان قدماً قدماً، يا آل كنده عزماً عزماً..
(تنطلق سهام الفرس فتملأ الفضاء ثم تتحرك الفيلة)..
رسول المثنى: أيها الأمير بدأ زحف الفيلة والناس في قلق..
هاني: قل للمثنى أن يطلق فرسان كندة فتقطع خراطيم الفيلة بشفار سيوفها..
(الفضاء يمتلأ بالغبار الذي أثارته أرجل الفيلة)..
(نقلة صوتية)..
وطفاء: يا للهول! أرى بعض فرساننا يفرون من المعركة أمام زحف الفيلة.. وهاهي السرية التي تدافع عنا قد دخلت المعركة.. فما العمل يا أم هند؟..
أم هند: العمل.. العمل نمتشق سيوفنا ونخوض المعركة فالموت ولا العار.. أين هند يا وطفاء؟..
وطفاء: إني أراها مع أخواتها النساء ويضربن وجوه خيل الفارين بأعمدة الخيام وعيدان الحطب.. اسمعي أصواتهن تجلجل ملء أجواز الفضاء..
الأصوات: عودوا ايها الرجال للقتال.. دافعوا عن أعراضكم، وأوطانكم.. عودوا ولا تتركونا نتسخ بالعار..
(تسمع أصوات الضرب ووقع حوافر الخيل وصوت هاني بن مسعود يدوي قائلاً)..
هاني: أضربوا أيها القوم مشافر الفيلة بسيوفكم.. اضربوها.. اضربوها.. وأوجعوها ضرباً..
وطفاء: انظري يا أم هند.. إن اندفاع الفيلة بدأ يخف وزحفها يكاد يتوقف لله سيوف كنده وشيبان لقد أبدعت في تقطيع مشافر الفيلة.. انظري.. ها هي هند قادمة إلينا تحمل مشفري فيلين..
هند: هذا مشفر فيل قطعته بيدي فأقبليه هدية مني لك يا عمتاه وهذا آخر يا أماه..
وطفاء: لقد حملت مع أخواتي على رجالنا الفارين وصرنا نضرب خيلهم بأعمدة الخيام وعصى الحطب وظهور السيوف فلما رأونا نكر على الفرس كما كانوا يكرون حملوا معنا حملة صادقة فانكشف الفرس عنا..
وطفاء: إنهم لم يفروا يا بنيتي.. ولكنهم لم يستطيعوا الإمساك بزمام خيلهم التي نفرت بشكل جنوني وهي تشاهد الفيلة لأول مرة..
(نقلة صوتية بدون موسيقى)..
(فرسان كنده تهوي بسيوفها على خراطيم الفيلة فتنفر)..
هاني: للمثنى يقول: يقول الأمير ليشترك شيبان في تحطيم الفيلة فلا تتركوا لها فرصة..
المثنى: يا آل شيبان: أصنعوا ما صنعه فرسان كنده..
(تهجم شيبان وتشدد الحملة على الفيلة)..
المثنى: إنه ليوم مرير مع العدو يا ابن عمرو ولا بد من تضييق الخناق عليه ليتم النصر، أيها الفارس انطلق إلى ابن معد يكرب ليتهيأ للهجوم بعد ساعة وأبلغ الكمائن أن تخرج متى بدأ عمرو هجومه ليكن عملها في مؤخرة جيش العدو وتحدث في صفوفه الفوضى والذعر، الفيلة ترتد على أعقابها وهي تدوس الفرسان في طريقها عواء الفيلة يملأ الفضاء فوضى شديدة في صفوف الفرس..
هاني: لكم الله يا فرسان كنده.. لكم الله يا أبطال شيبان.. أيها الفارس قل لعمرو وحنظلة أن يشدا بالهجوم على جناحي العدو فقد تصدع القلب وبدأت هزيمة الفرس..
هاني: حيا الله شيبان إنها غرة العرب فقد استأثرت بحملة المعركة ها هي بكر وربيعة تدخلان المعركة لقد تحقق النصر..
(لك الله من يوم أغر، إني أرى تباشير النصر فالعدو يعود عن مراكزه إلى الوراء شدوا عليهم الحملة (ينطلق الفرسان ليبلغوا أوامر هاني إلى القادة)..
خلّد الله شرفك يا أرض ذي قار ففي هذا اليوم ستطوى صفحة فارس إلى الأبد..
أيها الفارس قل للكمائن أن تخرج فقد بلغت روح العدوان التراقي لهم لا يدعوا عدواً يفلت من ايديهم..
هتافات: يا للبشرى بالنصر.. يا للبشرى.. زغردة من الصفوف الخلفية في جيش العرب الطبول تقرع بشدة..
هاني: لك الحمد يا الله انكشف جيش العدو وارتخت عزيمته.. أسرعوا أيها الفرسان وبلغوا قادة الجيش أن يتساندوا في دفع العدو نحو النهر..
هتاف يملأ الفضاء.. قتل هرفر قتل قائد الفرس وهذا رأسه.. (يبدو رأس هرفر على رأس رمح يحمله فارس فيسرع نحو الأمير) جنود الفرس تتساقط في النهر الكمائن تندفع وراءها وعلى مفارق الطرق..
هاني: إنه ليوم من أيام العرب الخالدة فقد تقررت فيه حرية هذه الأرض بعد أن رواها أبطالنا بدمائهم..
(أرى طلائعنا في طريقها إلى الخورنق والسدير)..
لقد آن للحرية الهائمة على وجهها أن تطمئن تحت قبة الشعراء بعد اليوم..
لك الله يا مثنى إنه يأبى ألا يلاحق العدو.. وهذه كنده تنطلق في طريق الخورنق لتحرره فإن لها فيه ذكريات، سوف ترتفع رايتها فوقه..
(مجلس حرب في خيمة هاني مع قادة الجيش)..
هاني: أيها السادة لقد كان سلاحنا وقفاً على أغراض الفرس والروم، وقد أراد الله أن يكون بعد اليوم سلاحاً ندافع به عن حريتنا وكرامتنا..
عمرو: لتكن دماؤنا ناراً نتعرف على ضوءها اللاهب إلى النصر..
المثنى: لقد كانت معركة فاضلة مع الفرس ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم..
هاني: وإلى أين تواصل كنده سيرها؟..
المثنى: إنها تستهدف الخورنق..
هاني: مرحى لكندة في أبطالها.. هتافات مرحى لكندة.. مرحى لكنده..
أصوات: مرحى للعرب.. مرحى للعرب.. مرحى لقائدهم الأمير هاني بن مسعود..
(خبطة موسيقية قوية)..
مزنة: حمداً لك يا إلهي على هذا النصر المبين.. إني أستطيع النوم هانئة في هذه الليلة.. تصبحين على خير يا أماه..
سلمى: تصبحين على خير يا بنيتي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :695  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج