شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اتحاد الطلبة المسلمين (1)
(في المملكة المتحدة وأيرلندة)
المسلمون في المملكة المتحدة يربو عددهم على النصف مليون وهم موزعون في أنحاء متعددة من المملكة المتحدة وعددهم في منطقة لندن كبير.
وفي المملكة المتحدة عدد كبير من الجمعيات أكثرها نشاطها محدود لقلّة الإمكانيات المادية ولضعف القيادة الدينية فيها كما أن بعضها استغلالي مع الأسف.
وفي رأيي أن الجماعة الوحيدة التي تعمل بحماس وتنظيم ونشاط ملحوظ ملموس في المملكة المتحدة هي: اتحاد الطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وأيرلندة.
نشأة الاتحاد:
كثير من الطلبة المسلمين الوافدين إلى بريطانيا من جميع أنحاء العالم تتكفل بهم حكوماتهم أو أولياؤهم أو منظمات معينة وعددهم في تزايد مستمر. وقد حرص المسؤولون عنهم على تأمين حاجاتهم وعمل الترتيبات اللازمة لمقامهم ولكنهم مع الأسف لم يحسبوا حساب أن هؤلاء الطلبة مسلمون وأنهم سيعيشون في خضم مسيحي له عاداته وتقاليده وحسناته ومساوئه ومغرياته. وإن الطلبة المسلمين الموفدين في سن لا يستطيعون فيه ضبط عواطفهم ولا التحكم في أنفسهم وهكذا نسمع عن ارتكابهم لأعمال تنافي تعاليم وأخلاق الإسلام. وهكذا ضاع الكثير منهم في متاهات اللهو والمجون، وعاد من عاد منهم إلى بلاده وهو يحمل أسوء ما في الغرب من عادات وأخلاق.
إن هذه الحالة المحزنة والمآسي المتكررة حفزت عدداً من الطلبة الذين هداهم الله إلى أن - يفكروا في إنقاذ إخوانهم الطلبة في بريطانيا وإنقاذ كثير من البريطانيين الذين دخلوا الإسلام وتأمين الجو الملائم لهم. وهكذا تكون اتحاد الطلبة المسلمين من أعضاء من كليات وجامعات في بريطانيا لمعالجة هذه المشكلة ووضع الحلول الجذرية لها.
وفي المؤتمر السنوي الذي عقده الاتحاد بمانشستر عام 1965م تقرر تشييد (بيت) لتسهيل سكن للطلبة من جهة وإقامة النشاطات الإسلامية من جهة أخرى. فبدىء في الاكتتاب وجمع التبرعات. ولكن سير المشروع كان بطيئاً حتى جاء تبرع مشكور بمبلغ عشرين ألف جنيه استرليني من حضرة صاحب الجلالة خادم والحرمين الشريفين الملك فيصل المعظم بنى بها الاتحاد مركزه الحالي في (38 طريق مايري - لندن).
وقد اصبح المركز مصلى وملتقى للطلبة المسلمين وللشخصيات الإسلامية التي تزور لندن كما خصصت بعض غرفه لسكن بعض الطلاب المسلمين الفقراء. ويصدر المركز مجلة اسمها المسلم وبعض النشرات الأخرى كما يقوم باتصالات دائمة بالطلبة الوافدين لتيسير سكناهم وإرشادهم للجامعات والكليات.
ولاتحاد الطلبة نشاط كبير في القضايا الإسلامية وما نحن ببعيد عن يوم المسجد الأقصى الذي استأجر له قاعة ألبرت التذكارية لمدة ساعتين بـ (900) جنيه إسترليني وذلك لإلقاء المحاضرات والخطب في ذلك اليوم التاريخي.
ولاتحاد الطلبة جهود في محاربة القاديانية وإحباط جميع محاولاتها في التغلغل بين صفوف الطلبة كما أن اتحاد الطلبة بالتعاون مع أصحاب مجلة (امباكت) لسان حال المسلمين في بريطانيا قد استطاع تطهير جامع (ووكنج) من رجس القاديانية ووضعه في يد أمينة من المسلمين.
ومركز اتحاد الطلبة بحاجة إلى تدفئة عامة وإلى توسيع مصلاه وزيادة بعض فصول تدريس الدين واللغة العربية فيه وأرى وقد تلمست نشاط هذا الاتحاد في زيارتي لبريطانيا أن تقوم الأمانة العامة بعرض ذلك على مقام صاحب الجلالة الملك المعظم الذي كان له الفضل في إيجاد هذا المركز ليتم إحسانه بالتبرع بمبلغ مماثل كالأول - شأن جلالته في تشجيع ورعاية الأعمال الإسلامية الجليلة حفظه الله وأعز به الإسلام والمسلمين.
الائتمان التعليمي الإسلامي
ويتكون من جماعة من المسلمين نذروا أنفسهم لتعليم الدين الإسلامي في المدارس والجامعات البريطانية التي يوجد بها أعداد وفيرة من الطلاب المسلمين. ويرأس هذه الجماعة عالم فاضل باكستاني اسمه أفضل الرحمن. وكان نشاط هذه الجامعة في بادىء الأمر محدوداً ذلك لأن تعليم الدين الإسلامي في المدارس والجامعات يحتاج إلى مدرسين. والمدرسون يحتاجون إلى رواتب وليس لدي هذه الجماعة المحدودة المدد المالي الكافي للتمويل إلا ما يقومون به أنفسهم متبرعين للتعليم.
فكاتبوا الأمانة العامة للرابطة التي تقصت عنهم بوسائلها وبعد أن تأكد لديها صدق مساعيهم ونبل غايتهم عرضت الأمر على حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم أيده الله فأمر حفظه الله بتخصيص إعانة سنوياً قدرها (7500) سبعة آلاف وخمسمائة جنيه إسترليني. وبهذا المبلغ امتد نشاط هذه الجماعة خلال عام 1970 - 1971 إلى سبعة وثلاثين مدرسة، كما بلغ عدد الطلاب الذين كانوا يتلقون الدروس الدينية (1760) ألف وسبعمائة وستون طالباً وعدد المدرسين ستة عشر مدرساً وهذا ما عرفته عندما اتصلت بهم أثناء زيارتي للمملكة المتحدة. وقبول المدارس والجامعات البريطانية الأهلية لمعلمين مسلمين يدرسون الطلبة المسلمين الدين الإسلامي في الحصص التي يدرس فيها الدين المسيحي يدل على براعة هذه الجماعة وقوة إقناعهم وتأثيرهم. وقد علمت منهم أن المدارس الحكومية سوف تسمح لهم بإرسال معلمين لتدريس الدين الإسلامي في أوقات تدريس الدين المسيحي. وهي بادرة تبشر بنجاح هذه الجماعة.
وللائتمان التعليمي الإسلامي نشرة دينية تثقيفية، ولهم نشرات صغيرة عن أركان الإسلام يعني المواضيع الإسلامية الضرورية للطالب أن يتعلمها.
وأولياء هؤلاء الطلبة يباركون هذه الحركة ويتسابقون في الاشتراك في النشرة الدينية وفي الإقبال على شراء الكتيبات الدينية، كما أن لهذه الجماعة تقويماً يبين فيه أوقات الصلاة في بريطانيا وأيرلندا وهو تقويم مفيد ولا سيما في شهر رمضان المبارك.
وهذه الجماعة بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي وقد قام خادم الحرمين الشريفين بواجبه فهل لإخوانه من ملوك ورؤساء الدول الإسلامية أن يحذوا حذوه؟
وقد طلبت من هذه الجماعة أن ترسل للإمامة العامة للرابطة تقريراً عن نشاطها وعدد المدارس التي تدرس فيها وأماكنها وعدد الطلاب في كل مدرسة حتى يطلع الناس على جهودهم في سبيل إعلاء كلمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :689  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.