شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
والد وولد
للروائي الفرنسي الشهير جي موباسان
(( صالة طعام حيث نرى الوالد (هوتو) وابنه (سيزار) وجابي الضرائب المسيو (برمونت) وكاتب العدل المسيو (موندارو) يتناولون الطعام في أول يوم من موسم الصيد قبل أن يذهبوا إليه )) ..
هوتو: إني سعيد بهذا الاجتماع أيها الصحاب.. وإنها لمناسبة طيبة أن نخرج إلى الصيد في أول يوم في غرة موسمه..
برمونت: ونحن سعداء أيضاً يا مسيو (هوتو) أن تتيح لنا هذه الفرصة في هذا اللقاء السار..
هوتو: إنني كما تعرفون من أهالي نورمندي وإني خبير بمواطن الصيد في هذه المنطقة..
برمونت: ماذا تقولون في الأرانب.. وهل يوجد منها في هذه المنطقة..؟
هوتو: كثيرة وبالقدر الذي تريد يا مسيو (برمونت) وخاصة في أسفل المكان المسمى (يوساتييه)..
موندارد: إلى أي مكان ستكون وجهتنا للصيد يا مسيو (هوتو)؟
هوتو: نتوجه إلى (بوساتييه) وإلى الحقول السفلى منها حيث نطارد الحمام ونخرجه منها إلى العراء فنصطاد، حينئذ..
((ثم يلتفت إلى ولده ومن معهم من التابعين ويقول))..
هيا احملوا البنادق وركائب الصيد والأدوات.. هيا واتبعونا..
سيزار: حاضر يا أبتاه..
((ورأى (هوتو) صيداً فأطلق عليه النار ووقف الجميع واجمين))..
موندارو: انظر يا (برمونت) إن المسيو (هوتو) يركض مهتاجاً ليفتش عن الصيد في وسط الغابة وها هو يختفي فيها باحثاً عن الصيد..
((وانطلقت رصاصة أخرى فصرخ ((برمونت))..
برمونت: يا له من شيطان ماهر.. لعلّه اصطاد أرنباً هناك..
موندارو: لقد طال غياب مسيو (هوتو) في الغابة وإنني لا أرى أي شيء من شدة كثافتها.. هل وجدتموه؟
سيزار: لا يا عماه.. سأطلب إلى الخادم جوزيف أن يذهب إلى والدي فلعلّه يحتاج إلى مساعدة وسننتظره هنا..
برمونت: أفعل يا بني أرجوك..
((وبينما الجميع يقفون منتظرين نتيجة ذهاب الخادم إذا بهم يسمعونه ينادي مستغيثاً))..
جوزيف: النجدة! النجدة! أسرعوا إلينا.. هنالك حادث.. أسرعوا.. أسرعوا..
برمونت: يا إلهي إن (هوتو) مغمى عليه والدم ينزف منه فقد اخترقت رصاصة معدته.. أنظروا إنه يقبض بكلتا يديه على معدته قبل أن يفقد وعيه..
موندارو: لا شك أن رصاصة انطلقت من بندقيته بينما هو ينحني ليلتقط الصيد فاخترقت الرصاصة أمعاءه..
برمونت: هيا بنا نسعفه.. آتوني بأدوات الإسعاف وبالقطن واللفافات..
سيزار: إليكما يا عماه.. رباه.. أرجو ألا تكون إصابة والدي خطيرة..
موندارو: اطمئن يا سيزار.. إنه سيكون بخير..
برمونت: هيا أنا انتهيت فلنحمله سريعاً إلى البيت وليستدع أحدكم الطبيب على جناح السرعة..
الطبيب: بُنَّي المسكين.. إنه منظر مؤلم.. ها أن أباك بدأ يصحو.. وها هو يتطلع هنا وهناك وكأنه يستذكر ما جرى له..
سيزار: شكراً أيها الطبيب.. شكراً..
هوتو: يا إلهي.. أنا انتهيت..
الطبيب: لا.. لا.. إنني أنا الطبيب أقول لك.. ليست هنالك خطورة.. سترقد بضعة أيام في السرير و..
هوتو: مقاطعاً.. لقد انتهى كل شيء بالنسبة لي.. لقد اخترقت الرصاصة المعدة.. إنني أعرف.. أعرف كانت هنالك فسحة في الأجل..
هوتو: اقترب مني.. كف عن البكاء.. فلا يوجد وقت له.. إني أريد أن أكلمك.. أجلس هنا.. قريباً مني.. وأرجو من الحاضرين إخلاء المكان وتركنا وحيدين..
هوتو: إصغ يا بني إنك الآن في الرابعة والعشرين من العمر وباستطاعتي أن أكلمك عن بعض الأشياء مع أنه لا شيء غامض في الحقيقة فيها..
سيزار: تكلم يا أبتاه..
هوتو: أنت تعرف أن والدتك توفيت منذ سبع سنوات وأنا الآن في الخامسة والأربعين لأني تزوجت من أمك وعمري تسعة عشرة سنة.. أليس ذلك صحيحاً..؟
سيزار: بلى يا أبتاه بلى..
هوتو: وهكذا ماتت والدتك منذ سبع سنوات وخلفتني أرملاً.. حسناً ورجل مثلي هل يمكن أن يبقى كذلك وعمره سبعة وثلاثون عاماً..
سيزار: لا يا أبتاه بالطبع لا..
هوتو: يا إلهي أشعر بسوء حالتي.. يا بني أنت تعرف أن كلمة رجل لا تعني أن يبقى الإنسان وحده غير أني لم أشأ أن أحضر هنا امرأة أخرى لأني وعدت والدتك.. أتفهم ما أقول..
سيزار: أجل يا أبتاه.. أجل..
هوتو: حسناً.. وهكذا وجدت فتاة من (روان) تسكن في طريق (ابرلان) رقم (18) الدور الثالث، الباب الثاني.. تذكر العنوان جيداً. إنها فتاة طيبة رفيقة بي وشفيقة أتصغي إلى ما أقوله لك يا بني؟
سيزار: أجل يا أبتاه.. أجل..
هوتو: حسناً.. إذا أصابني شيء فيجب العناية بهذه الفتاة.. أتفهمني؟
سيزار: بلى يا أبي بلى..
هوتو: أخبرك يا بني إنها فتاة مهذبة من الطراز الأول ولولا ذكرى والدتك ولولاّك أنت لكانت الآن هنا.. أصغ إليّ.. أوصيك بها.. أتفهمني يا بني..
سيزار: أجل يا والدي أجل..
هوتو: هذا ما أردت أن أطلعك عليه وأوصيك به هو العناية بهذه الفتاة واسمها (كارولين دونيه) فاذهب إليها بعد وفاتي وخفف عنها حزنها علي.. سأترك لك المال الكافي.. لن تجد كارولين إلا يوم الخميس وهو اليوم الذي كنت أذهب إليها منذ ست سنوات.. مسكينة هذه الفتاة.. كم ستبكي علي.. تذكر يا بني أن ما قلته لك يجب أن يبقى سراً في العائلة أتفهم ذلك؟
سيزار: بلى يا أبي..
هوتو: أتعدني..
سيزار: نعم يا أبي..
هوتو: وتقسم على ذلك..
سيزار: أجل يا والدي..
هوتو: أرجوك يا بني وأطلب إليك ألا تنسى ذلك لأنه أمر يعنيني كثيراً..
سيزار: لن أنسى ذلك يا أبتاه أبداً..
هوتو: حسناً يا بني.. قبلني الآن.. أستودعك الله.. إنني أحتضر.. لقد حانت منيتي.. أدع من خرجوا ليدخلوا علي..
الجميع: مات.. مات.. لك الرحمة.. يا هوتو.. الرحمة لك يا هوتو..
((المشهد الثاني))
سيزار: (لنفسه) يجب أن أنفذ وصية أبي بخصوص هذه الفتاة.. على أن أذهب إليها في (روان).. ((ينادي))..
جوزيف!! جوزيف!!
جوزيف: حاضر مسيو سيزار..
سيزار: هيء العربة..
جوزيف: حاضر سيدي..
سيزار: لقد وصلت (روان).. الساعة الآن العاشرة تماماً..
أصوات: سيزار.. سيزار.. عزاء سيزار.. عزاء سيزار لقد أحزنتنا فجيعتك في مسيو (هوتو)..
سيزار: ينشج ويبكي ثم يقول: شكراً على عواطفكم وجميل تعزيتكم.. شكراً.. شكراً.. أستودعكم الله..
سيزار: ها أنذا أدخل الطريق الذي تعيش فيه فتاة أبي لن أسأل أحداً عن العنوان.. لقد حفظته عن ظهر قلب..
سيزار: يا إلهي.. لقد ضللت طريقي فعلي أن أسأل هذا القسيس القادم.. أيها الأب المحترم.. أتعرف عنوان السيد كارولين دونيه..
القسيس: أجل يا بني.. إنه في المنعطف القادم إلى يمينك على بعد مائة ياردة من هنا..
سيزار: ها أنذا أصل.. ولكن كيف أقابل امرأة أبي.. لا.. لن أفعل.. ولكن وصية أبي يجب تنفيذها فلأصعد إذن..
سيزار: ها هو بابها.. إنه نصف مفتوح فلأقرع الجرس..
سيزار: يا إلهي.. إنها هي كما وصفها والدي.. إنها تتطلع إليّ باستغراب..
كارولين: ماذا تريد يا هذا؟
سيزار: إنني ابن المسيو هوتو..
كارولين: أنت المسيو سيزار!!
سيزار: أجل...
كارولين: ماذا تبغي؟
سيزار: لديّ بعض الأنباء أريد أن أنقلها إليك نيابة عن والدي..
كارولين: أيتها العذراء.. ساعديني.. أدخل يا سيزار.. أدخل..
سيزار: يخاطب نفسه - يا إلهي إني أرى طفلاً في الرابعة أو الخامسة أهو أخي من أبي.. من يدري..
كارولين: تفضل وأجلس يا سيزار..
سيزار: شكراً...
كارولين: حسناً يا سيزار.. هات ما وراءك..
سيزار: لنفسه - ماذا أقول يا ربي.. هذه الصالة التي كان أبي يجلس فيها وهذه الطاولة فيها وهذه التي كان يأكل الطعام عليها ثلاث كراسي.. واحد له وواحد لها والثالث للطفل..
كارولين: ماذا عندك يا سيزار قل لي.. أراك تنظر في هلع هل هنالك ما يخيف.. إني بدأت أرتجف أنظر أصابعي ترتجف.. قل يا سيزار قل.. لا تخبىء شيئاً..
سيزار: سيدتي.. توفي والدي أثر حادث يوم الأحد الماضي..
كارولين: آه.. آه..
سيزار: يا إلهي.. لقد سقطت على المقعد ولا حراك بها.. كارولين.. كارولين..
كارولين: أوه سيزار.. أوه.. لا يمكن أن أصدق ما تقول..
((وانخرطت في البكاء وهي تنشج وتقول ورأى الصبي أمه على هذه الحال فانخرط هو في البكاء أيضاً ثم رأى أن القادم هو سبب بكاء أمه فرمى بنفسه على (سيزار) وصار يشده من سترته وبنطلونه ويضربه بكل قواه.. (وسيزار) حائر بين الأم وابنها وقد غمرته العاطفة فبكى هو ثم تجلد وقال)):
سيزار: أجل كارولين.. حصلت الحادثة نهار الأحد حوالي الساعة الثامنة وقد أحضرنا الطبيب لإسعافه وعندما أفاق كلمني والدي على انفراد عنك كثيراً وأوصاني بك كثيراً..
كارولين: إنني آسفة يا سيزار.. لم أكن منتبهة لما كنت تقول فهلا أعدته علي منذ البداية..
((نسمع همهمة وغمغمة وحديثاً خافتاً يدل على أن سيزار يروي لها كل شيء ثم لا نلبث أن نسمع صوته يعلو وقد انتهى من سرد القصة حين يقول)):
سيزار: والآن يا سيدتي يجب علينا أن نسوي معاً بعض الأمور كما أراد والدي.. أنت ترين إنني ميسور الحال وفي سعة فوالدي خلف لي أملاكاً وأموالاً ولا أريد أن يكون لديك أي سبب تشكين منه..
كارولين: أوه يا مسيو سيزار.. مسيو سيزار ليس اليوم فإني أشعر وكأن نياط قلبي تتقطع سنتحدث في وقت آخر.. في يوم غير هذا.. ليس الآن.. اسمع.. إذا أنا قلت بهذا فليس من أجل نفسي.. لا.. لا.. أقسم أنه ليس من أجل صالحي وإنما من أجل صالح هذا الطفل.. وأظن بعد هذا كله أنه سيصبح من المستطاع إيجاد حل يضمن صالحه..
سيزار: إذن فهذا الطفل ولد أبي...
كارولين: نعم.. طبعاً..
((وتطلع)) سيزار في أخيه بألم وعاطفة مضطربة وخيّم سكون مطبق قطعته كارولين بنحيبها وبكائها فانزعج (سيزار) وقال)):
سيزار: حسناً يا سيدتي سأذهب الآن.. ولكن متى تحبين أن نعاود البحث والمناقشة في هذا الأمر؟
كارولين: أوه.. لا تذهب.. لا تذهب.. وتتركني وحدي مع أخيك (أميل).. سأموت من الحزن والكمد.. لم يبق لي أحد البتة.. لا أحد سوى هذا الطفل أوه.. إنني تعيسة جداً.. اجلس ثانية.. كلمني أكثر وأكثر.. عن أبيك.. قل كيف كان يعيش أبوك ولماذا كان يقضي كل وقته في المزرعة؟
((وأطاع (سيزار) أمرها وجلس وسحبت كارولين كرسياً وجلست بقربه أمام المدفأة وأخذت (أميل) في حجرها وأمطرت (سيزار) بوابل من أسئلتها العاطفية عن أبيه مما يدل على أنها كانت تحب (هوتو) من كل قلبها.. واستجاب (سيزار) لطلبها وبدأ يقص عليها ما جرى لوالده: وعندما قال:
سيزار: لقد كانت فتحة الرصاصة في معدة والدي واسعة بحيث كان يمكنك أن تضعي إصبعيك فيها..
كارولين: قبّل أخاك يا سيزار فقد أصبح اليوم طفلاً يتيماً..
سيزار: وأنا يا كارولين.. ألست يتيماً مثله؟..
كارولين: هل تناولت طعامك هذا الصباح يا مسيو (سيزار)؟
سيزار: كلا يا سيدتي..
كارولين: لا شك أنك جائع الآن سآتيك ببعض الطعام في الحال..
سيزار: شكراً.. إنني لست جائعاً.. إن نفسي لا تحس برغبة للطعام..
كارولين: إننا مع الأحزان لا يجب أن نغفل وسائل معيشتنا.. لا ترفض طلبي.. وبعد ذلك يمكنك أن تبقى وقتاً أطول مرتاحاً.. وإني لا أدري ماذا سأفعل بنفسي عندما تتركني لوحدي..
سيزار: ليكن ما تريدين يا سيدتي..
كارولين: كل يا مسيو سيزار وأشعر أنك في بيتك..
سيزار: شكراً لقد أكلت ما فيه الكفاية.. والآن متى تريدين أن أعود لتسوية الأمور التي نجمت عن وفاة والدي..؟
كارولين: حسناً.. ليكن يوم الخميس القادم يا مسيو (سيزار) فإنني بهذه الطريقة لن أضيع أي يوم من أيام عملي إذ أن يوم الخميس هو يوم عطلة لي..
سيزار: إن يوم الخميس موافق لي أيضاً..
كارولين: وسنتغدى معاً بالطبع..
سيزار: لا يمكن أن أعدك بذلك..
كارولين: ولكن من السهل التحدث أثناء الطعام كما تعرف وسيكون لدينا وقت أكثر للكلام..
سيزار: حسناً ما تريدين.. الساعة الثانية عشرة.. والآن تعال يا حبيبي (أميل) لأقبلك.. (وقبّل أخاه وشد على يدي كارولين وانصرف).
((المشهد الثالث))
الصوت: النجدة!! النجدة!! أدركونا أغيثونا.. أنقذونا..
سيزار: جوزيف!! جوزيف!!
جوزيف: أمرك سيدي..
سيزار: أتسمع صوت الاستغاثة؟
جوزف: إنه صوت أنثى.. هيا بنا يا سيدي.. هيا..
سيزار: أسرج الفرس وخذ سلاحك وسآخذ سلاحي.. هيا.. ولا تنسى أدوات الإسعافات الطبية الأولية..
جوزيف: إن الصوت آت يا سيدي من هذه الأدغال هيا بنا..
سيزار: يا إلهي شارلوت ابنة المسيو برمونت جابي الضرائب..
جوزيف: المسيو برمونت سيدي ملقى على الأرض ينزف..
شارلوت: أدركونا.. أغيثونا.. هاجمنا أشقياء وسلبوا ما لدينا من أموال خاصة وحكومية وأطلقوا على والدي الرصاص وتركوه بين الحياة والموت..
سيزار: إنه لم يمت بعد.. هات الأربطة والقطن لإيقاف النزيف يا جوزيف..
جوزيف: ها هي يا سيدي دعني أساعدك..
سيزار: أفعل أرجوك..
شارلوت: وأنا يا مسيو (سيزار) إني متمرنة على الإسعافات الطبية الأولية..
سيزار: انتهت المدموزيل (شارلوت) من الإسعاف هلم بنا نحمله في العربة برفق إلى داري ونستدعي الطبيب والشرطة..
جوزيف: أمرك سيدي..
سيزار: هيا بنا يا مدموزيل (شارلوت)..
شارلوت: لا أدري بأي لسان أشكرك يا مسيو سيزار..
سيزار: شكراً لله الذي أرسلنا إليك في الوقت المناسب ولكن كيف مررتم في هذه الساعة المتأخرة من الليل..
شارلوت: لقد كنا نسمر في القرية المجاورة لمزرعتكم وعدنا وفي الطريق هاجمنا الأشقياء فحطموا العربة وفرت الجياد فقاومهم والدي فضربه أحد برصاصة اخترقت صدره فسقط على الأرض يتخبط في دمائه..
سيزار: أرجو ألا تكون الإصابة خطيرة يا مدموزيل..
شارلوت: يا إلهي أرجو له السلامة.. ليس لي أحد سواه.. إن أخذته فخذني قبله..
سيزار: كوني شجاعة يا شارلوت.. إن أباك بخير..
جوزيف: حضر الطبيب وحضر قائد الشرطة..
الطبيب: لا أظنه يعيش طويلاً سيدي القائد.. لقد نزف كثيراً وليس من أمل في سلامته..
القائد: إذن فإصابته خطيرة..
الطبيب: خطيرة جداً ستكلفه حياته..
القائد: ولكني أراه يصحو أيها الطبيب..
الطبيب: إنها صحوة الموت..
برمونت: شارلوت بنيتي.. سيزار بني.. تعالا إلي تعالا.. إنني أشعر بدنو أجلي.. سيزار ليس لشارلوت أحد يرعاها إذا مت.. أوصيك بها لقد عشت مع والدك كأصدقاء.. وكنت وشارلوت تعيشان معاً كأخوة.. إنني أسلمها إليك فاحرص على هذه الوديعة..
((تبكي شارلوت ويشاركها سيزار.. ويستمر (برمونت) في كلامه))..
((لا تبكيا.. سألحق بصديقي (هوتو).. نحن على موعد في هذه الغابة.. وأنت يا (سيزار) على موعد مع شارلوت.. أيضاً..
الطبيب: مات.. أجل.. مات..
شارلوت: أبي.. أبي..
سيزار: تجلدي يا شارلوت.. تجلدي.. سأكون لك الأخ الشفيق والعون والرفيق..
شارلوت: أبي.. أبي..
(( تبكي بكاءً مراً ))..
الحاضرون: عزاء يا شارلوت.. عزاء..
سيزار: شارلوت! شارلوت! إن كارولين زوجة أبي تدعوك لتناول الغداء معنا فهل عندك مانع..؟
شارلوت: لا يا (سيزار).. إنني لا أنسى لهذه السيدة عطفها على أثناء وفاة والدي ومواساتها لي في أحزاني..
سيزار: هلمى بنا إليها...
كارولين: مرحبا بك يا شارلوت.. كم أنا شاكرة لقبولك دعوتي المتواضعة للغداء..
شارلوت: إنني أنا شاكرة أيضاً يا كارولين.. إنني لا أنسى عطفك ومواساتك لي أيام أحزاني..
سيزار: أجل يا سيدة كارولين.. إنني وشارلوت لا ننسى جميل مواساتك وعطفك وحنانك.. تعال إلي يا (أميل) تعال أيها العزيز.. تعال..
كارولين: لقد كان واجباً علي والمرء لا يشكر على واجب أداه.. أما أنت (يا سيزار) فلا أنسى ما فعلته نحو أخيك (أميل) لقد أعطيته أكثر مما يستحق وأعطيتني أنا مالا أستحق.. كرماً منك ولطفاً..
سيزار: لا تشكريني يا سيدة (كارولين) على ما قدمت لأخي ووالدة أخي.. لم أفعل إلا بعضاً مما أوصاني به والدي أن أفعل..
كارولين: لقد كنت نعم الابن البار.. أميل قبل أخاك سيزار وقل له شكراً..
أميل: ((يقبله ويقول)): شكراً.. سيزار.. شكراً..
كارولين: آه.. متى يأتي اليوم الذي أرى فيه لك ولداً يا سيزار.. إنه يوم المنى.. إنه اليوم الموعود.. أليس كذلك؟ يا شارلوت؟..
((وتطرق (شارلوت) رأسها خجلاً وتتابع كارولين كلامها قائلة))..
ما لك لا تجيبين يا شارلوت؟
سيزار: سأجيبك أنا عنها يا سيدة كارولين..
كارولين: قل يا مسيو سيزار وطمني.. قل..
سيزار: سيكون ذلك قريباً وقريباً جداً.. أليس كذلك يا شارلوت؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :685  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج