شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الثاني

ولاّدة:

سلامٌ على الملأ السامرِ

 

سلامٌ على الأدبِ الزاهرِ

الجميع:

عليكِ السَّلامُ، عليكِ الثّناءُ، ومِنَّا الوَلاَءْ

   

ولاّدة:

تَفضَّلوا واجلسوا

 

(يجلسون)

 

أهلاً بكم مَلأً

 

بهم نفاخرُ أخلاقاً وآدابا

بشر:

حُيّيتِ يا ربةَ الوادي ونِعْمَتَهُ

 

ويا ابنةَ الصِّيدِ مِنْ رَيَّاكِ نَفْحَتُهُ

 

لولا أميَّةُ ما كنَّا وكانَ لنا

 

مجدٌ تُطِلُّ على الأَجيالِ رِفعتُهُ

أبو الحسين:

(إلى مالك بن سليمان):

 

بخٍ بخٍ ما يقولُ الشاعرُ الفَطِنُ

 

لولا سيوفُهمُ ما كانتِ العَرَبُ

مالك:

إِنَّ السيوفَ أراها اليومَ نائمةً

 

وحاملُوها لهُمْ في لَهْوِهمْ صَخَبُ

 

فأرضُهمْ مُزِّقَتْ بين الطّوائفِ مِنْ

 

أتباعِهم وعيونُ ((القُوط)) تَرْتَقِبُ

 

هذَا على جارهِ إلبٌ وذَكَ على

 

أخيه حربٌ ضروسٌ ما لها سَبَبُ

 

ومَلك ((قَشْتالةٍ)) يجتزُّ أرضَهم

 

مدينةً تِلوَ أخرى بئسما اطّلبوا

 

أجلْ سيأتي زمانٌ قد تقامُ به

 

على معابِدِنا الأجراسُ والصُّلُبُ

 

وسوفَ نُطْرَدُ من هذي البلادِ على

 

حالٍ من الذُّلِّ والأيامُ تَنْقَلِبُ

بشر:

هَوّن أُخَيَّ عليكَ فالدُّنيا لنا

 

تلكَ العزائمُ ما تزالُ بنا بنا

ولاّدة:

((أبا الحسينِ)) أدرْ راحَ الحديثِ

   

أبو الحسين:

   

نعمْ، الرّاحُ منكِ تُساقينا فتُنْشِينا

 

لولاكِ لم يَشْدُ غِرِّيدٌ بسامرنا

 

ولا تَرَدَّدَ بالأنغامِ نادينا

 

ولا تَرَنَّم بالأشعارِ شاعرُنا

 

ولا تَحدَّثَ بالنَّعماءِ وادينا

* * *

ولاّدة:

لا فُضَّ فوكَ ((أبا سراجٍ)) إنني

 

أبغي ازدهارَ العلمِ في هذا الوطنْ

 

أَحببتُه منذ الصِّبا أَسكنْتُهُ

 

في مهجتي ووهبتُه رُوحي ثَمَنْ

 

فاللَّه يَشْهَدُ كم شَقِيتُ بهِ وكَمْ

 

فارقتُ في إسعادِهِ حُلْوَ الوَسَنْ

أبو الحسين:

بالرُّوحِ مولاتي نُفَدِّي ذا الوَطَنْ

 

بعزائمٍ لا تَعْرِفُ اليومَ الوَهَنْ

 

شَبَّتْ على حُبِّ الجهاد كريمةً

 

إيمانُها باللَّهِ أَولَ والوَطَنْ

الجميع:

(وقد أخذهم الحماس)

 

إيمانُها باللَّه أَوَّلَ والوَطَنْ

ولاّدة:

بورك اليوم للبلاد بشعبٍ

 

فيهِ من عَزْمَةِ الجُدود بَقِيَّه

 

سوف نبني كما بَنَوْا صَرْحَ مَجْدٍ

 

أُسُسُ العَدْلِ في بناهُ قويَّهْ

ورد (صارخاً):

تحيا ((ولاّدةُ)).

   

الجميع:

(يهتفون) فَلْتَحْيا

 

للمجدِ المُشْرِقِ والعَلْيَا

ورد:

تحيا ((ولاّدةُ)) فلتحيا

   
* * *

ولاّدة (لمنى):

((منى لَعمري أراكِ الليلَ غارقةً

 

في بحر همٍّ من الأفكار يَصْطَخِبُ

 

أهاجَكِ الحُزْنُ للعهد الجميلِ؟

   

منى:

أجل

   
     

عهدٌ زها العلمُ فيه وارتقى الأدبُ

 

لكنْ يُخَفَّفُ حُزْني يقظةٌ بدَرَتْ

 

على يديك وبعثٌ بات يُرْتَقَبُ

 

عاشتْ أَميرتُنا ((ولاّدةٌ)) قبساً

 

بنوره تَهْتَدِي في ليلِها العَرَبُ

ولاّدة (المنى):

ما الذي أَعدَدْتِ

   

أبو الحسين:

(مدركاً ما جال بخاطر ولاّدة يصفق بيديه مقاطعاً):

 

يا بُشْرى لنا،

 

(تبتسم ولاّدة)

ولاّدة:

   

من جميلِ القول من حُلْوِ النَّغَمْ

 

فانْشُدي فالكونُ يَشْدو بالمُنى

 

وابعثي الألحانَ من عُود وفَم

 

(يؤتى لها بعود وتصدح الموسيقى من خلف الستار مصاحبة ثم تندفع منى مغنية)

الغناء:

أيها السَّاقي أَدِرْ كأسَ النّدامى

 

واسقِنا من ثغرِكَ الحُلوِ المُدَاما

 

(أصوات استحسان)

 

نحنُ بالحبّ سُكارى، ما أَفَقْنا،

 

فلنقضّي العمرَ يا صحبي هَيَامى

 

هاتِ راحَ الحبّ أنفاسَ العذارى

 

هات نفحَ الصبحِ من رَيَّا الخُزَامى

 

يا نَدامى نهنهوا كأسي وغَنُّوا

 

واملأُوا الدنيا نشيداً يا نَدَامى

 

(أصوات استحسان)

 

إنما أعمارُنا يومٌ مضيءٌ

 

إنْ تغبْ شمسُ الهوى أَمْستْ ظلاما

 

(تنتهي من غنائها بين عاصفة من التصفيق والاستحسان)

أبو الحسين:

جميلٌ هُوَ النَّغَمْ

 

وفنٌّ به ارتَسمْ

سعد (إلى مالك):

منى أَبْدعتْ.

   

مالك:

مِزمارُ داودَ صوتها،

   

بشر:

((وزرياب)) (1) لحناً

   

ورد:

   

((وابن زيدونَ)) في الشعرِ

 

(تضطرب ولاّدة عند ذكر ابن زيدون)

ولاّدة (إلى منى):

أشعرُكِ هذا يا ((منى))؟

   

منى:

   

ليسَ من شعري

ولاّدة (بألم):

   

فهمتُ (لنفسها)

     

أجلْ يا ليت أنِّيَ لم أدر

أبو الحسين:

(وقد هاجه السامر وهزه طرباً. يقول مخاطباً ولاّدة).

 

مولاتي اعتادتْ تُتحفنا

 

من روض الأنس فتُبهجُنَا

 

فتزينُ الفرحةُ سامرَنا

 

وتهزُّ الملحةُ مجلسَنَا

 

مولاتي الطُّرفةَ مولاتي

الجميع:

مولاتي الطُّرفةَ مولاتي

 
طباعة

تعليق

 القراءات :622  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج