شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الأول

المكان

قصر ((ولاَّدة))، وقد انتظم السُمَّار في الندوة على الأرائك في صفوف متقابلة، وعلى المناضد فرادى وجماعات.

الزمان

في الساعات الأولى من اللّيل وقد أنيرت الندوة بمصابيح أندلسية فخمة.

ورد:

حديثُ الناسِ يا ((سعدُ))

 

هُراءٌ ما له حَدُّ

 

يقولون ((ابن عبدوسٍ))

 

بَرَاه العِشْقُ والوجدُ

 

وأمسى هائماً يشدو

   

سعد:

   

ومَنْ ليلاه يا ((وردُ))؟؟

ورد:

((ولاّدةُ)) زهرةُ وادينا

 

(يبدو الاستغراب على سعد)

سعد:

   

سَحقاً للماجنِ،

ورد:

   

آمينا

مالك:

أرى السَّامرَ يا ((بشرُ))

 

كساهُ الليلةَ البِشرُ

 

ففيهِ العلمُ مؤتَلِقٌ

 

وفيه الشِّعْرُ والنثرُ

 

وساداتٌ غَطارفةٌ

 

وأعلامٌ لهم ذِكْرُ

 

ونُدمانٌ هُمُ الخَمْرُ

 

وحورٌ أنجمٌ زُهْرُ

 

(يضحكان)

بشر:

في صولةِ العزِّ لم تَشْهَدْ جَزيرتُنا

 

عهداً كهذا به للعِلم سلطانُ

 

ظِلالهُ الوارفاتُ اليومَ مُبْتَرَدٌ

 

وَوِردُهُ سائغٌ إِنْ رادَ ظَمْآنُ

 

مجالسُ العلم والآدابِ حافِلةٌ

 

لا ((مصرُ)) تبلُغها شأواً و ((بَغْدانُ))

 

فهل بشرقِهِمُ نادٍ كنَدْوَتِنا

 

وسامِرٌ فيه نُظَّارٌ وَأعْيانُ

 

وفتيةٌ كنسيمِ الفجر رِقَّتُهُمْ

 

وشاعرونَ وقَيْناتٌ ونُدْمَانُ

 

تَزينهم رَبَّةُ المجدِ التليدِِ ومَنْ

 

بذكرها قد حَدَتْ بيدٌ ورُكْبانُ

مالك:

أخشى على عهدِها الميّاس مِنْ نَفَرٍ

 

ألحقُّ عندَهُمُ مَيْنٌ وبُهْتانُ

 

يُؤَرّخُونَ لياليها كؤوسَ طِلى

 

وبَهْوَ مجلسِها للفسق مَيْدَانُ

 

تُدار فيه على السُّمَّار قُبْلَتُها

 

حَرَّى فَيرْقُصُ كُلٌّ وهو نَشْوانُ

 

وَطُهرُ ((ولاّدةَ)) القدسيُّ منهتكٌ

 

مجرَّدٌ من ثياب الصَّون عُرْيانُ

 

أبو الحسين أحمد بن سراج (مداعباً الشاعرة الأديبة منى وقد كان يهواها):

 

أَين بِكْرُ الروىِّ من أشعارِكْ

 

وعيُونُ الكلامِ من أقوالِكْ

 

أينَ أينَ المجنّحاتُ من النثر

 

وأين البديعُ من أمثَالِكْ

 

هاتِ فالعمرُ ليلةٌ تَتَقضَّى

 

بين كأس ومِزْهَرٍ وجمالِكْ

 

منى: ذاكَ عهدٌ شيَّعتُهُ مِن زَماني

 

حافلاً بالعِذَابِ من أيامي

 

نُضْرةُ العمرِ بالشَّبابِ تَبَاهَتْ

 

ثُمَّ ذابتْ على أُوارِ غَرَامي

 

فإذا العمرُ حُلْمُ ليْلةِ أُنسٍ

 

وإذا الكونُ مِنْ كؤوسِ مُدامي

 

المُنى قد رَقَصْنَ فِيهِ نَشَاوى

 

ثم أَغْفَيْنَ في دُنا أنْغامي

 

مُتْعَةٌ مِنْ هَوَى اللَّيالي العَذَارى

 

لفَّها القَلْبُ في حُلَى أحلاَمِي

أبو الحسين:

بربِّكِ ألْبسي لَيْلَي جَمالاً

 

وهاتي يا ((مُنى)) راحاً حلالا

 

وقُولي تنطق الدُّنيا نشيداً

 

وسحراً من فُتُونِكِ قد تَلالا

 

وغَنِّي وابعثِي الأَنْغَام وحياً

 

ولحناً عبقريًّا قد تَعَالى

 

فما الدُّنيا سوى ساعاتِ أُنْسٍ

 

تُساقِينا وآجالٍ تَوَالَى

 

(ثم يقترب من ((منى)) وقد سرت به النشوة فيقول)

 

شَعْشِعِ اللَّيلَ من بهاكِ ضياءً

 

وانشِرِ البشرَ في مَداهُ البعيدِ

 

ومُرِ اللَّيلَ أن يطولَ وقُولي

 

أَيُّها الفَجْرُ لا تَفِقْ من رُقُودِ

 

نحنُ عَطْشى إلى اللِّقا فاسْقِنيها

 

من حُميَّا اللَّمَا وَوَرْدِ الخُدودِ

سعد (إلى بشر):

ما الذي أخّر مولاتي الأميرهْ؟

 

إنّ في الأمر باعثاً للحيره!؟

رباح:

(يعلن قدوم ولاّدة بنت المستكفي باللًّه)

   
 

أميرةُ الوادي الخَصيبِ

 

ورَبَّةُ المجدِ القَشيبِ

 

(ينهض الجميع. تدخل ولاّدة محاطة بوصيفاتها وأصدقائها)

 
طباعة

تعليق

 القراءات :734  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج